سلمت الحكومة الكويتية عبر منفذ سفوان الحدودي في محافظة البصرة، الاثنين، نظيرتها العراقية رفات 32 عسكرياً عراقياً قضوا خلال حرب الخليج الثانية، وفيما أكدت اللجنة الكويتية لشؤون الأسرى والمفقودين وجود صعوبات تحول دون الكشف عن مصير المفقودين الكويتيين في العراق، نفت السفارة العراقية وجود توتر بين البلدين.
وقال مدير مكتب وزارة حقوق الإنسان في البصرة مهدي التميمي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الوزارة تسلمت من الجانب الكويتي عبر منفذ سفوان الحدودي رفات 32 عسكرياً عراقياً من ضحايا حرب الخليج الثانية عثر عليها مؤخراً في منطقة حدودية داخل الأراضي الكويتية"، مبيناً أن "رفات ثمانية عسكريين تم التعرف على هويتهم والأخرى تعود لمجهولين".
وأضاف التميمي أن "الرفات تقرر نقلها إلى مركز الطب العدلي في بغداد لإخضاعها للفحص النسيجي وتحليل الحمض النووي".
من جهته، اكد ممثل اللجنة الكويتية لشؤون الأسرى والمفقودين صلاح الحمادي في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "الكويت لا تتعامل مع ملف تبادل الرفات بإطار سياسي وإنما تعتبره ملفاً إنسانيا بحتا"، مضيفاً أن حكومة بلاده "تواجه صعوبات كبيرة في استعادة رفات الأسرى والمفقودين الكويتيين في العراق، لان النظام السابق على الأرجح أعدمهم ودفنهم في أماكن مجهولة".
وأكد الحمادي أن "العسكريين العراقيين الذين سقطوا داخل الأراضي الكويتية دفنتهم قوات التحالف في مواقع محددة، وعملية البحث عن رفاتهم أسهل بكثير من البحث عن رفات المفقودين الكويتيين في العراق".
وبشأن عدم قيام السلطات الكويتية حتى الآن بفتح مقابر العسكريين العراقيين الموجودة داخل أراضيها وتسليم رفاتهم إلى الجانب العراقي، قال الحمادي إن "أعداد الضحايا هائلة وليس من السهل عملياً استخراج كل رفاتهم وتسليمها دفعة واحدة"، مشددا على أن "الكويت لم تفقد الأمل تماماً بوجود أسرى كويتيين على قيد الحياة في العراق".
وتضمنت مراسم تسليم الرفات " عزف النشيد الوطني والموسيقى العسكرية، كما قام الجنود بتغليف التوابيت بالأعلام العراقية وزينوها بأكاليل الورود قبل أن يحملها عناصر الانضباط العسكري على أكتافهم من الجانب الكويتي وقد جرت العملية تحت إشراف فريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وفي ظل غياب كامل للمسؤولين في مجلس محافظة البصرة والحكومة المحلية، في حين شارك في المراسم المئات من جنود وضباط فرقة المشاة الرابع عشرة من الجيش العراقي.
إلى ذلك اعترض السفير العراقي لدى الكويت محمد حسين بحر العلوم في حديث لعدد من الصحفيين على وصفهم للعلاقات بين البلدين بـ"المتوترة"، وقال على هامش مراسم تسليم الرفات إن "التوتر من المفردات التي يفضل استخدامها الصحافيون وحدهم في وصف العلاقات الثنائية الطيبة بين البلدين".
وأضاف بحر العلوم أن "تعاون الكويت رائع في مجال البحث عن رفات المفقودين العراقيين"، نافياً بذلك أن يكون هدف الكويت من تسليم الرفات تحسين العلاقات بعد أن شابها الكثير من التوتر، مشيراً الى أن "العراق والكويت على أعتاب علاقات جيدة جداً ومثمرة في مختلف المجالات".
https://telegram.me/buratha

