نفى تجمع عراقيون الوطني في نينوى، الأربعاء، ما تناقلته بعض وسائل الإعلام بشأن تلويح رئيس مجلس النواب العراقي بإمكانية "انفصال السنة"، وأكد أن أسامة النجيفي "كان وما يزال مع وحدة العراق أرضاً وشعباً"، وأنه تحدث عن "خشيته" من أن يطالب أهالي المحافظات بقيام أقاليم فيها بحسب ما يقره الدستور وليس على أساس الطائفية.
وقال التجمع الذي يرأسه النجيفي، في بيان له إن "رئيس البرلمان العراقي لم يلوح بانفصال السنة أبداً لأنه كان وما يزال مع وحدة العراق أرضاً وشعباً"، مؤكداً أن "النجيفي تحدث عن خشيته من أن يطالب أهالي المحافظات بقيام أقاليم في محافظاتهم بحسب حدودها الإدارية التي يقرها الدستور، وليس على أساس الطائفة، بسبب الأوضاع الحالية المزرية التي يعلمها أبناء الشعب العراقي".
وجاء في البيان، أن "هناك فرقاً بين قيام إقليم سني طائفي وبين قيام أقاليم على مستوى المحافظات في ظل الوضع المأساوي الذي يعيشه العراق من جراء التدهور الأمني والسياسي الذي يدفع ضريبته المواطن العراقي في هذه المحافظة أو تلك".
يشار إلى أن تجمع "عراقيون" الذي يرأسه رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، تأسس في تشرين الأول من عام 2009 وحاز على 20 مقعداً في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ضمن القائمة العراقية، واغلب نوابه يمثلون محافظة نينوى التي سيطر التجمع على غالبية مقاعدها.
وأضاف التجمع في بيانه، أن "سيطرة الحزب الواحد على مرافق الدولة السياسية والعسكرية والاقتصادية، وتدني الخدمات للمواطنين، والفساد المالي والإداري الذي ينخر جسد الدولة العراقية ومؤسساتها، وتسييس القوات الأمنية لصالح جهة واحدة دون الولاء المطلق للمهنية العسكرية المستقلة وانتهاك حقوق المواطنين، هذه الأسباب وغيرها قد تدعو إلى تفكير أهالي المحافظات الجدي في الدعوة إلى إقامة الأقاليم تخلصاً من سطوة الحكومة الاتحادية التي تحاول تحجيم دور الحكومات المحلية".
وبين التجمع، وفقاً للبيان، أن "النجيفي لم يتكلم عن المكون السني كما يحب أن يسميه الآخرون"، مشيراً إلى أن "هذا ما سمعه من المحافظات التي زارها ميدانيا".
وشدد على أن "النجيفي بصفته رئيساً لمجلس النواب العراقي بأطيافه كافة، لا يؤمن بهذه التسميات التي روج لها المحتل ويرددها أعوانه من أجل تأصيلها في نفوس المواطنين العراقيين"، موضحاً أنه "تحدث عن الحقوق المغتصبة للمحافظات وأهلها، والحالة المأساوية التي يكابدونها ويستعرون بلظاها حتى هذا اليوم".
وتابع التجمع في بيانه، أن "الدستور الذي يحاجج فيه الآخرون، وليس أسامة النجيفي، يكفل لكل محافظة أو مجموعة محافظات، أن يقيموا إقليمهم في ظل العراق الواحد الموحد"، متسائلاً "فلماذا هذا التلاعب بالكلمات والتصريحات ولمصلحة من كل هذا".
وأعرب التجمع عن "أمله من الجميع قبل تصريحاتهم، أن يعيدوا حسابات البيدر، وأن يتحلوا بالحلم والصبر، ويعملوا بخالص النية مع أبناء محافظتهم الغيارى وأبناء شعبهم العراقي الكريم"، لافتاً إلى أنه "ليس من الوطنية أن يتم تصيد الكلمات من هنا وهناك، وليس من المروءة أن تطلق الأقوال جزافاً، إنما هي أفعال وأعمال تقدم خالصة لأبناء العراق الكريم".
واختتم التجمع بيانه بالقول إن "أهل العراق هم ذوو الرأي والمشورة وليس أمامه إلا أن يقف إجلالاً واحتراماً لقراراتهم وآرائهم وطموحاتهم براً باليمين الذي تم قسمه أمام الله ثم الشعب والله خير الشاهدين".
وكان رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، وهو احد القياديين البارزين في القائمة العراقية، بزعامة إياد علاوي، قال لفضائية الحرة خلال زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية التي بدأها في 20 حزيران الجاري، إن هناك "إحباطاً سنياً" في العراق، وإذا لم يعالج سريعاً فقد يفكر السنة بالانفصال.
وقد أثار تصريح النجيفي ردود أفعال ساخطة من مختلف القوى السياسية، ومنها ما قاله الأمين العام لحركة العدل والإصلاح العراقي في نينوى، المنضوية ضمن ائتلاف العراقية، في 27 من حزيران الجاري، من إن وجود حاكم غير مقبول من شركائه "لا يستدعي" تقسيم العراق بل البحث عن شركاء جدد للعملية السياسية، معتبراً أن تصريحات النجيفي "مخالفة" للدستور العراقي.
https://telegram.me/buratha

