أكد النائب عن القائمة العراقية كامل الدليمي، الثلاثاء، أن القائمة آثرت عدم اتخاذ موقف متسرع من تصريحات رئيس البرلمان أسامة النجيفي إلى حين عودته من الولايات المتحدة واستيضاحه، وفيما لفت إلى احتمال أن يكون حديثه عن الفدرالية مجتزءاً من سياقه، أكد في المقابل، أنه إذا ضعفت نفس شخص واحد في العراقية فسيكون خارج اطار القائمة لأن مشروع العراقية يسعى لنبذ أي نوع من أنواع التفرقة.
وقال الدليمي في حديث لـ"السومرية نيوز"، ان "رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي موفد الى اميركا ونحن لم نلتق به ولم نعرف شيئاً عن دوافع تصريحاته"، لافتاً إلى احتمال أن "يكون حديثه عن الفدرالية مجتزءاً من سياق حوار مكمل له".
وكان رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي الذي يعد احد القياديين البارزين في العراقية، قال لفضائية الحرة خلال زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة الاميركية التي بدأها في 20 حزيران الجاري إن هناك "إحباطاً سنياً" في العراق، وإذا لم يعالج سريعا فقد يفكر السنة بالانفصال.
وتابع الدليمي أن "النجيفي زار الولايات المتحدة بشكل رسمي بوصفه رئيس البرلمان وليس ممثلا عن القائمة العراقية، واذا قرر في يوم من الأيام رئيس البرلمان، او رئيس الوزراء، او رئيس الجمهورية، البحث في مشروع لتقسيم العراق، فسنعود الى قواعدنا الجماهيرية ونقف مع الشعب العراقي لرفض كل المشاريع التقسيمية التي تمس العراق".
وأوضح الدليمي أن "مشروع العراقية بكامله مناهض لاي توجه لتقسيم العراق، وهو يستند في مبادئه إلى رص الصفوف وتوحيد الجهد العراقي للبناء والإعمار ونبذ أي نوع من أنواع التفرقة" مستدركا بالقول انه "إذا ضعفت نفس شخص واحد في العراقية فسيكون خارج اطار العراقية".
وتابع أن "الأميركيين احتلوا العراق تحت شعار نشر الديمقراطية ودفع العراق ثمناً غالياً قوامه الملايين من الشهداء وآلاف المعتقلين والمهجرين ولم يتم حتى الآن هضم الديمقراطية، فكيف الأمر إذا شرعنا بالفدرالية الإدارية التي لا نفهم معناها حتى الآن"، مضيفاً أن "الحكومة المركزية والشعب العراقي غير مهيآن للتقسيم".وحول احتمال أن تكون تصريحات النجيفي نوعاً من الضغط السياسي على بعض الفرقاء، اعتبر أن "الضغط على أي جهة نختلف معها سياسياً يكون من خلال طاولة الحوار وداخل غرف المفاوضات، وليس من خلال الإعلام"، مبيناً أن "الإعلام سلاح ذو حدين، ولا أعتقد أن النجيفي أو أي من قادة العراقية أو نوابها يمكن أن يلجأ إلى اسلوب الضغط عبر الإعلام".
وعبر الدليمي عن اعتقاده بأن "العراقيين هم أدرى بإدارة بلدهم، بصرف النظر عن المماحكات السياسية والتصريحات الاعلامية التي لا ينتج عنها إلا السوء ويعرفون أيضاً ما يمكن أن يتأتى عن الفيديرالية والتقسيم من نتائج سيئة"، مستدركاً "صحيح أن الدستور العراقي نص على امكان ان تشكل كل 3 محافظات اقليما فدرالياً، إلا أن لدينا ملاحظات على دستور كتب على عجل وبإشراف أميركي"، مضيفاً أنه "حتى الأميركيين أنفسهم لم يفهموا معادلة التكوين العراقي لا اجتماعياً ولا سياسياً ولا اقتصاديا وهم بدأوا يعانون مأزقاً في العراق".
يذكر ان تصريحات النجيفي، أثارت العديد من ردود الفعل الساخطة، ومنها ما قاله الأمين العام لحركة العدل والإصلاح العراقي في نينوى المنضوية ضمن ائتلاف العراقية، أمس الاثنين، من إن وجود حاكم غير مقبول من شركائه لا يستدعي تقسيم العراق بل يستدعي البحث عن شركاء جدد للعملية السياسية، معتبراً أن تصريحات النجيفي مخالفة للدستور العراقي.
ودعا عضو مجلس محافظة نينوى عن الحزب الإسلامي العراقي يحيى عبد محجوب دعا، اليوم الثلاثاء، النجيفي الى التراجع عن تصريحاته التي لوح فيها بإمكان "انفصال السنة"، مؤكداً أن القبول بتقسيم العراق يعد وصمة عار بحق من يقبل به، فيما اشار الى أن التقسيم مخطط اسرائيلي يجب التصدي له.
https://telegram.me/buratha

