طرحت شركة الخطوط الجوية العراقية المملوكة للدولة، احدى طائراتها القديمة من نوع "بوينغ" للبيع كخردة، في اطار خطط للتخلص من بقايا أسطولها القديم الذي نقلته الى دول مجاورة بعد غزو صدام للكويت العام 1990.
وظلت الطائرة وهي من نوع "بوينغ 737-200" رابضة لسنوات عديدة في مطار الملكة علياء الدولي بالعاصمة الاردنية عمان، وكانت حكومة صدام تستخدمها في نقل الشخصيات المهمة.
وقال مستشار وزير النقل ناصر الاميري، لوكالة (رويترز) إنها واحدة من أقدم الطائرات التي لا يمكن أن تعود الى الخدمة، والاخيرة ضمن 6 طائرات كانت في الاردن بيع 5 منها بالفعل.
وأضاف أن هذا ليس جزءا من تحديث الاسطول، بل هي طائرة قديمة ستكلف أمولا ضخمة اذا أراد العراق اعادتها للعمل.
وفرضت العزلة على العراق، بعد أن قامت قوات صدام بغزو الكويت العام 1990، ما دفع الامم المتحدة إلى فرض عقوبات على بغداد.
وقال مسؤولون ان حكومة صدام أرسلت 13 طائرة بوينغ 707 و727 و737 الى الاردن وتونس وايران، كي تكون في مأمن من الهجمات الجوية للحلفاء، بعد بدء حرب تحرير الكويت.
واشار الاميري الى ان "العراق باع طائراته البوينغ في تونس و5 طائرات في الاردن، لكن ما زالت هناك 5 طائرات أخرى في طهران"، مشيرا الى ان "العراق يتفاوض مع إيران بشأن الطائرات، لكنه لم يتوصل الى اتفاق سياسي بعد يسمح ببيعها".
ومنعت العقوبات الاقتصادية والنزاعات السياسية وعوامل أخرى العراق من استعادة الطائرات. وفي بعض الحالات احتجزت الطائرات بسبب مشاكل التعويضات المتعلقة بغزو الكويت والحرب العراقية الايرانية.
ويعود العراق الى خريطة رحلات النقل الجوي العالمية، بعد سنوات من العنف، إذ تجذب صفقات نفطية متوقعة بمليارات الدولارات المستثمرين الى القيام برحلات عمل.
لكن ثمة خلافا طويلا بين بغداد والكويت، بشأن تعويضات بمليارات الدولارات، منها نحو 1.2 مليار دولار تتعلق بطائرات ومكونات تم الاستيلاد عليها خلال الغزو الصدامي.
وكانت الحكومة العراقية قالت العام الماضي، انها ستصفي شركة الخطوط العراقية في غضون 3 سنوات، تفاديا لمطالبات من الكويت التي ترفع ناقلتها الوطنية دعاوى قضائية على الخطوط العراقية. وفي الشهر الماضي حجزت الكويت على مكتب الخطوط العراقية في عمان، بعد الحصول على حكم قضائي هناك، حسبما ذكر مسؤولون عراقيون.
لكن سلمان البهادلي، نائب وزير النقل، قال ان "بيع الطائرات لا يرتبط بالمشكلة القائمة مع الخطوط الكويتية"، موضحا أن "أطقما فنية أكدت عدم وجود جدوى اقتصادية من وراء صيانة تلك الطائرات، أو اعادتها الى العراق".
https://telegram.me/buratha

