أعلن مسرور بارزاني، نجل رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، انه يريد في نهاية المطاف خلافة والده في الحكم، كرئيس منتخب لاكراد العراق، مؤكدا ان الاكراد يطمحون الى الاعلان عن استقلالهم التام، ما ان يحصلوا على دعم المجتمع الدولي وموافقة اية دولة من دول الجوار، حسب ما ذكر في لقاء اجرته معه صحيفة "ذي ناشيونال" الامارتية الناطقة بالانكليزية، ونشرته امس الثلاثاء.
وقال مسرور بارزاني "لدي طموحاتي الخاصة" في ان أصبح رئيسا للإقليم، وزعيما للحزب الديمقراطي الكردستاني، وأريد "العمل من اجل شعبي بقدر ما استطيع".
وقالت الصحيفة ان مسرور اذا اصبح رئيسا، فانه سيواصل الارث الذي بدأ مع جده الملا مصطفى بارزاني، على مدى يزيد على نصف قرن من الزمان.
وكان الملا مصطفى رئيسا للحزب الديمقراطي الكردستاني، وأدت حملاته العسكرية من اجل الحصول على الاستقلال، بكثير من الاكراد الى اعتباره مؤسس الحركة الوطنية الكردية.
وبعد موت الملا مصطفى العام 1979، خلفه في قيادة الحزب ابنه مسعود، الذي يبلغ من العمر الان 64 عاما، وفي العام 2005، اختاره المجلس الوطني رئيسا للمنطقة الكردية شبه المستقلة في شمال العراق.
واكد الاكراد شعبية هذه العائلة العام 2009 عندما حصل مسعود بارزاني على ما يزيد عن 69 في المئة من الاصوات.
وقال مسرور بارزاني (42 عاما)، خلال اللقاء الذي اجري في اربيل لمناقشة التحديات التي تواجه الاكراد في العراق والمنطقة "سأتولى الرئاسة إن اراد شعبي ذلك، لكنني لن افرض نفسي عليهم ابدا".
ومسرور عضو سابق في الجيش الكردي (البيشمركة)، كما تصفه الصحيفة، وحاصل على شهادة جامعية من جامعة بواشنطن، وهو الآن قيادي بارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني، ورئيس جهاز الامن في اقليم كردستان.
وذكر مسرور ان الامال معقودة على ان يحصل الاكراد يوما ما على دولتهم المستقلة.
وأضاف "اذا قلت انه يمكن العثور على كردي واحد لا يحلم بان تكون له دولته المستقلة، فاعتقد انني لا اقول الحقيقة"، معربا عن اعتقاده بأن "الاكراد يستحقون ان تكون لهم دولتهم المستقلة، مثل اية امة اخرى".
وتساءل بارزاني الابن "هناك ما يزيد عن 40 مليون كردي يعيشون في العالم. فلماذا لا يكون لديهم بلد خاص بهم؟"، مشيرا إلى أنه يريد تغيير "عقلية الناس الذين نعيش معهم كي يقبلوا بالاكراد على قدم المساواة، ولا نريد ان نكون فوق الجميع، لكننا لا نريد ان نكون تحت امة اخرى".
وتابع ان المنطقة الجغرافية الشاسعة التي يسكنها الاكراد، محاطة ببلدان لديها مصلحة في الابقاء عليها منقسمة؛ الاتراك والفرس والعرب، مبينا أن هذه البلدان تتحدث عن المنطقة "وكأن لا وجود للأكراد فيها".
وذهب إلى أن دولة كردية مستقلة "لا يمكن ان تعيش، ما لم نتوصل الى تفاهم مع واحد او اكثر من جيراننا".
وعلقت الصحيفة بالقول إن العراق، وتركيا، وايران وسوريا تضم اقليات كردية واسعة، في وقت أوضح بارزاني الابن أن السلطات في هذه البلدان "كلها تنظر الى ما يحدث في كردستان العراق بحذر شديد"، لتحديد ما إذا كان الأكراد سيضغطون من أجل مزيد من الاستقلالية.
ويعزو مسرور بارزاني "حساسية الأنظمة في هذه البلدان إزاء أي نجاح يمكن للأكراد أن يحققوه في أي بلد"، إلى "الاضطهاد الذي تعرض له الأكراد في هذه البلدان على امتداد السنين"، لكنه يدعو الأكراد في الوقت نفسه إلى الابقاء على "التوازن في العلاقات مع البلدان المجاورة، مع الحرص على محاولة تحقيق الازدهار والمضي الى الامام".
وقالت الصحيفة ان أمن اقليم كردستان واقتصاده وسياسته الداخلية الان تحت سيطرة الحكومة المحلية الكردية، فيما تتحدد مسؤولية الحكومة الفيدرالية في بغداد بالسياسات العسكرية والمالية والخارجية.
ويعترف بارزاني الابن بأن الأكراد "سعداء بما حصلوا عليه حتى الآن"، مبينا أن الضغط من اجل الحصول على استقلال تام الان قد يكون خطأ.
وزاد "اذا اعلنا، على سبيل المثال، استقلالنا غدا، ولم نجد احدا في العالم يرغب في التعامل معنا، فما الفائدة من هذا" الاستقلال؟.
وذكر أن المنطقة فيها وفرة من المصادر الطبيعية "لدينا معادن، لدينا غاز، ولدينا ولدينا، سم ما شئت"، لكن اذا لم يقم احد اعمالا تجارية مع كردستان المستقلة، فانها لن تعيش، مضيفا "لا نريد ان نكون معزولين، ولا نريد العيش هنا من دون ان نكون جزءا من المجتمع الدولي".
ووصف بارزاني الابن أبناء قومه بأنهم صبورون وديبلوماسيون، ويغتنمون افضل فرصة لتحقيق اهدافهم، معربا عن اعتقاده بأنهم "يستطيعون تحقيق هدفهم هذا بطريقة سلمية، ولا يمكن ابدا تحقيقه باستعمال القوة. وبوصفنا اكرادا، حاولنا دوما كبح انفسنا من القيام بعمليات ارهابية".
وذكر بارزاني الابن بأنه حتى في حملات القتل الجماعي التي نفذها صدام ضد الاكراد، فانهم لم يلجؤوا الى الارهاب، مبينا "لا نؤمن بان يصبح المدنيون الابرياء اهدافا، لاننا ضحايا. ونعرف ماذا يعني ان يكون الانسان ضحية".
واستطرد مسرور بالقول إن كل بلد من بلدان المنطقة "اضطهد الاكراد بطريقة فريدة من نوعها ومبتكرة"، فتركيا منعت الاكراد من استعمال ألقابهم الاصلية، ومنعتهم من التحدث بلغتهم الام، وايران ابعدت الاكراد من المناصب العليا في الحكومة، وسوريا مارست سياسة "سخيفة"، عندما منعت الجنسية عن السكان الاكراد، حتى اندلعت الاحتجاجات الاخيرة فيها. ويواصل القول إن "الحال يتغير في تركيا، ويتغير قطعا هنا في العراق، ونأمل في أن يتغير في اماكن اخرى ايضا"، مشيرا إلى ان الاكراد سيشعرون بالسعادة حين يعاملون على قدم المساواة عندما يذهبون الى مدارسهم، ويتحدثون الكردية بلا خوف من سجن، ويتولون مناصب في الحكومة، ويشاركون في الانتخابات بحرية.
وختم بارزاني الابن حديثه للصحيفة بالقول إن العالم غير مستعد الآن لاقامة دولة كردية مستقلة، لكني "اعتقد باننا نؤدي دورنا، والان حان دور المجتمع الدولي للاستجابة الى نداء ضميره".
https://telegram.me/buratha

