أكدت وزارة الصحة انها تراقب الاغذية الداخلة الى العراق، او التي تصنع في الداخل من خلال فحوصاتها المخبرية، فيما ذكر صناعيون وعمال ان "تزوير" المنتجات في العراق أكبر وأخطر من أن تسيطر عليه فرق رصد صحية "قليلة وغير فاعلة".
وقال مدير عام الصحة العامة في الوزارة الدكتور حسن هادي، في مقابلة مع "العالم" أمس الثلاثاء، ان الوزارة "تواصل برامجها وخططها في رصد ومراقبة المواد الغذائية المصنعة محليا والمطروحة في الاسواق"، مشيرا الى ان "معهد بحوث التغذية يجري دراسات وابحاث عن تلوث منتجات الالبان المصنعة محليا، حيث تتضمن الدراسة فحص نماذج من هذه المواد، ومستوى التلوث الجرثومي والكيمياوي فيها، ولاسيما التلوث بمركبات الرصاص".
لكن عمالا وأصحاب مطابع يؤكدون ان عمليات تزوير اغلفة المنتجات وتاريخ صلاحيتها تجري في الاسواق العراقية بشكل كبير، مشيرين الى عدم وجود فرق صحية جادة ومكثفة لمتابعة عمليات تزوير الاغلفة وفحص الاغذية التي تباع في الاسواق او تقدم في المطاعم.
حيدر علي، وهو صاحب مطبعة حديثة في منطقة البتاويين، اكد لـ "العالم" أمس، ان بعض المصنّعين عرضوا عليه صفقة لطبع "ليبلات" علامات تجارية معروفة؛ تركية وسعودية وايرانية واردنية وسورية.
وقال علي "أعلم انهم سيقومون بتصنيع المنتجات محليا، وحتى داخل البيوت، ثم يلصقون عليها هذه الماركات، لكن مخافة الله وحدها هي التي جعلتني ارفض الصفقة، مع العلم أن اصحاب مطابع اخرين يرون في هذا العمل فرصة للكسب المادي، وللاسف هو كسب ملطخ بالدم، فانتاج مواد غذائية تحت ظروف غير صحية، يعني انتاج سموم للمواطن البريء الذي سيخسر ماله والاهم صحته".
اما علاء محيي، وهو قصاب في منطقة البلديات شرقي بغداد، فأوضح أن عددا من المطاعم الشهيرة "تستعمل لحوما هندية رخيصة جدا، بعضها غير صالح للاستهلاك البشري، نتيجة ظروف خزنها الرديئة".
وأضاف محيي لـ "العالم" أمس "هنا تبدأ لعبة المطاعم: تضع اللحوم الهندية في برادات او مجمدات، وتضع فوقها لحم غنم عراقيا بكمية صغيرة، ويغطى اللحم العراقي بمكعبات ثلج، وما ان يبدأ الثلج بالذوبان حتى ينزل على الطبقة الاولى، ثم ينزل على الطبقة الثانية التي تغمر بالماء الذائب لمدة يوم او اكثر، عندها تكتسب اللحوم المستوردة طعم اللحم العراقي".
https://telegram.me/buratha

