بعد الكشف مجددا عن مذكرات الجنود والأسرى البريطانيين في خان الشيلان احتشد اهالي النجف لرؤية ما كتب ورسم على جدران غرف الخان فمنهم رسم صورة خطيبته وكتب بقربها رسالة لها وأخر نحت على الجدار جدول تواريخ وجودهم في الخان . خان الشيلان عمره تجاوز 200 سنة اذ شيد في أواخر العهد العثماني سنة 1899م يتألف من سرداب وطابقين علويين ذات غرف صغيرة كثيرة تتقدمها أواوين مقوسة بنيت بأسلوب معماري جميل أما السقوف فمبنية على شكل أقواس من الطابوق والاجر .شيد الخان في أواخر العهد العثماني سنة 1899م في وسط المدينة النجف القديمة وكان يقدم خدمات في المبادلات التجارية وتوفير الأمن للبضائع إضافة الى إيواء الزائرين الوافدين لزيارة مرقد الأمام علي بن ابي طالب . واستغلت الخان الحكومة العثمانية خلال فترة حكمها للعراق أن تجعل منه مقرا حكوميا لإدارة النجف وتسيير الأمور الإدارية والعسكرية في المدينة وبعد الضعف الذي حل بالسلطة العثمانية والهزيمة التي لحقت بهم من قبل القوات البريطانية استغل أهالي النجف الوضع وسيطروا على الخان وأقاموا فيه حكومة أهلية امتدت لسنتين وبعد سيطرة الجيش البريطاني على العراق تحولت تبعية الخان إلى القوات البريطانية وأصبح ثكنة للجيش البريطاني ومعتقلا لأغلب الشخصيات الثورية النجفية.. ويقول الباحث التاريخي حسن الحكيم لـ " المواطن " ان " في عام 1918 قامت أول حركة ثورية ضد البريطانيين في النجف وقتل فيها الحاكم البريطاني الكابتن مارشال فقامت القوات البريطانية بتطويق المدينة لمدة 40 يوما ومن بعدها هيمن الإنجليز على المدينة وأعادوا خان الشيلان إلى حظيرة السلطة البريطانية"وقال المؤرخ التاريخي حيدر نزار السلمان لـ " المواطن " إن "خان الشيلان شهد عند اندلاع ثورة العشرين 1920 (ضد الإنجليز) حدثا كبيرا إذ أودع فيه العديد من الضباط البريطانيين والجنود الإنجليز والهنود ممن وقعوا أسرى بيد الثوار في معركة الرارنجية شمال شرق مدينة النجف" وأضاف عباس أن "80 من الأسرى كانوا بريطانيين بينهم ضابطان فضلا عن 66 هنديًّا بين مسلم ووثني وسِيخِيّ"مضيفًا أن "عدد الأسرى وصل إلى 167 أسيرًا بعد أن أضيف لهم أسري آخرون" وتابع السلمان يقول "تم تشكيل لجنة خاصة لرعاية الأسرى من قبل الحوزة العلمية اذ تضمنت وجبة الأرزاق التي توزع على الأسرى الخبز والتمر والخيار والسكر والشاي والتبغ والكبريت وظروف رسائل كي يكتب الأسرى رسائل إلى أهلهم"مشيرًا إلى أن «مدة مكوث الأسرى في الخان كانت قرابة الأربعة أشهر سلموا بعدها إلى ممثل الحكومة البريطانية"وأوضح السلمان أن «جدران خان الشيلان لازالت تحتفظ بكتابات الأسرى الإنجليز ومذكراتهم ورسومهم ومنها "سننال الحياة بمعنى الحرية" " والصبر فضيلة" إضافة إلى نحت على الجدران بآلة حادة عبارة عن جدول أشاروا فيه إلى التواريخ حيث يبدأ بيوم الأحد 25 يوليو (تموز) 1920 وينتهي بأكتوبر (تشرين الأول) وبالتحديد عند يوم الاثنين الرابع من أكتوبر فلم يؤشر ذلك التاريخ حيث كان موعدا لإطلاق سراحهم" وأكد السلمان أن "على الجدران أيضا خطت أسماء الأسرى وأرقام ورموز بعض القطع العسكرية ورسوم تخطيطية منها صور لحماية عسكرية يحرسها أحد الجنود ، وصورة جندي هندي من السيخ بلحيته الطويلة ، وأخرى ترمز إلى مدينة النجف ، ومرقد الإمام علي إذ هي عبارة عن قبة وأمامها بوابة، وصورة طائرة وهي تحلق في سماء النجف وتحت أحد الشجرات صاحب بندقية وهو يرمي على الطائرة ، وكذلك صورة كابتن بريطاني بقبعته العسكرية ، وشعار لأحد الأندية البريطانية" وتابع المؤرخ التارخي يقول إن "الطريف ما كتبه أسرى على الجدران ومنها رسالة حب كتبها أحد الأسرى إلى خطيبته يقول «مع كل تمنياتي للوطن .. أنتهز الفرصة مع أصدقائي وبين هول الموت من الغرفة الصغيرة لأبعث بويلاتي لعروستي المفضلة وإني الآن في مصير مجهول ولا أدري هل يتم اللقاء بيني وبينك. أنا الآن في وضع لا أعلم منه ماذا سيحدث لي "إلى ذلك أكد الدكتور نزار النفاخ رئيس لجنة التراث والآثار في مشروع النجف عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2012 لـ " المواطن " أن " هنالك الكثير من المواطنين والمؤسسات يمتلكون مقتنيات نادرة لثورة العشرين والجنود والأسرى البريطانيين تم عرضها للبيع "مضيفا " اللجنة العليا للمشروع وافقت على تخصيص 4 مليار دينار لغرض شراء البعض من هذه المقتنيات وتم تشكيل لجنة من خبراء ومختصين لتقيم المقتنيات "وأوضح النفاخ أن" من هذه المقتنيات ، أسلحة ثقيلة وخفيفة ،وثائق، مذكرات ،كتب ،طوابع ،عملات نقدية ،ملابس ، اواني "
https://telegram.me/buratha

