أعتبر زعيم الكتلة العراقية البيضاء، الاثنين، اعتذار رئيس القائمة العراقية إياد علاوي عن حضور اجتماع قادة الكتل السياسية اليوم استنكافا منه، مؤكدا أن "هروب" علاوي في وقت الأزمات مستمد من العهد الملكي وهو مشاكسة لا تليق بسياسي مسؤول عن 82 نائبا، محذرا الطبقة السياسية الحاكمة في العراق من جيل شبابي جديد سيحل محلها لفشلها في تقديم شيء للشعب العراقي. وقال حسن العلوي في حديث لـ" السومرية نيوز"، إن "عدم حضور رئيس القائمة العراقية إياد علاوي لاجتماع قادة الكتل السياسية، اليوم الاثنين، قد يفسر بالاستنكاف، وهذه رسالة سيتلقاها الطرف الآخر بسرعة"، مشيرا إلى أن "الطرف الثاني قد لا يحضر هو الآخر ردا على استنكاف علاوي، مما يعني بان الاجتماع كتب له الفشل". وأضاف العلوي أن "سفر رئيس القائمة العراقية إياد علاوي إلى لندن وطريقة هروبه عند الأزمات استمدها من العهد الملكي عندما كان يذهب رئيس الوزراء نوري السعيد أو السياسي العراقي إلى هناك تخلصا من مواجهة خصمه"، معتبرا أن "لندن كانت قادرة على حل مشاكل السياسيين العراقيين آنذاك، لكن الأمر قد تغير الآن".وأكد رئيس الكتلة البيضاء المنشقة عن القائمة العراقية أنه "من المفترض بعلاوي أن لا يلجئ إلى هذا الأسلوب حتى لا يعتبر مشاكسا، كونه مسؤولا عن 82 نائبا في البرلمان"، مشددا على ضرورة "حضور علاوي الاجتماع وعدم الهروب بأسلوب المشاكس".وأضاف العلوي أنه "كان الأحرى بعلاوي عندما يشعر بعدم جدوى الحوارات، إرسال بيان إلى راعي الاجتماع والرأي العام يذكر فيه أن الاجتماعات السابقة لم تؤد إلى نتيجة، وهو لا يدخل في اجتماع آخر بلا جدوى"، مشيرا إلى أن "سفر علاوي وانتداب بديلا له ليس بالعمل السياسي ولا يليق بزعيم سياسي".واعتبر العلوي أن "الحديث عن هذه الاجتماعات، هو تمديد لعمر الخلاف وليس قصما لظهره كما يعتقد البعض، كون اصل الخلاف هو التنافس على موقع رئاسة الوزراء"، مشيرا إلى أن "علاوي عندما لم يحصل على هذا الموقع مع كونه الفائز، كان عليه أن يكون واقعيا ويتعامل مع معطيات الواقع لكنه ركب رأسه، وقبل فيما بعد بمجلس سياسات وهمي غير قائم وغير دستوري بل لا يليق به، والحديث عنه في الحقيقة نوع من الخداع والغش للطرف الآخر".ودعا رئيس الكتلة البيضاء أن "الفرقاء السياسيين إلى تدارك أمرهم قبل أن تحل مكانهم قوى شبابية ناهضة كما حدث في أفغانستان"، مؤكدا أن "جيلا جديدا يأتي في كل مكان يفشل فيه الجيل القديم".وبدأ اجتماع قادة الكتل السياسية، اليوم الاثنين، في العاصمة بغداد بحضور قادة وممثلي الكتل السياسية، فيما غاب عن الاجتماع زعيم القائمة العراقية إياد علاوي وإبراهيم الجعفري وأسامة النجيفي ومسعود البارزاني.وكانت القائمة العراقية أكدت، أمس، أنها ستكون حاضرة في اجتماع القادة المرتقب الذي دعا إليه رئيس الجمهورية، وفي حين أشارت إلى أن الكثير من الأمور العالقة مع دولة القانون حلت، بينت أنها تعاني المماطلة في تنفيذ بعض الاتفاقات. وكان زعيم القائمة العراقية إياد علاوي اعتذر، يوم أمس، عن حضور اجتماع القادة المرتقب الذي دعا إليه رئيس الجمهورية، فيما "بارك" الخطوات التي يقوم بها الطالباني لجمع الفرقاء السياسيين ومعالجة الأزمة السياسية.ودعا رئيس الجمهورية جلال الطالباني قادة الكتل السياسية إلى اجتماع يعقد اليوم الاثنين لرأب الصدع بين الكتل السياسية المختلفة. وتصاعدت الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد منذ أكثر من سنة وشهرين بين ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، والقائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي، على خلفية التظاهرات التي شهدتها ساحة التحرير في بغداد، الجمعة الماضي، والتظاهرات المضادة التي يعتقد أن الحكومة رعتها والتي طالبت بإعدام مرتكبي جريمة عرس الدجيل ومحاسبة السياسيين الذين يقفون وراءهم، والتي اعتبرت العراقية أنها حملت إساءة لها ولزعيمها كما تحرض على الطائفية وتعيد العراق إلى أجواء عامي 2006 و2007، فيما أكدت أن عودة الجريمة المنظمة خلال مهلة المائة يوم مؤشر على انهيار الملف الأمني.وانسحب نواب القائمة العراقية من جلسة مجلس النواب، في 12 حزيران الحالي، احتجاجاً على الأحداث التي شهدتها ساحة التحرير في 10 من الشهر ذاته، وإبقاء الوزارات الأمنية شاغرة حتى الآن، فضلاً عن الاعتداء على النائب حيدر الملا، مهددين بمقاضاة النائب كمال الساعدي في حال لم يتخذ حزب الدعوة موقفاً إزاء الموضوع.وكان النائب عن دولة القانون كمال الساعدي والنائب عن القائمة العراقية حيدر الملا اشتبكا بالأيدي، داخل مبنى البرلمان على خلفية التصعيد الكبير بين دولة القانون والقائمة العراقية وزعيميهما، إذ شن زعيم العراقية إياد علاوي، في 10 حزيران الحالي، هجوماً لاذعاً على رئيس الوزراء نوري المالكي بعدما أهينت صوره في ساحة التحرير، إلى جانب المسؤول عن تنفيذ جريمة عرس الدجيل فراس الجبوري من قبل أهالي الضحايا وغيرهم من أنصار حزب الدعوة في تظاهرة قيل إن الحكومة دعمتها، ووصف علاوي عناصر حزب الدعوة الذي يقوده المالكي بأنهم "خفافيش ظلام"، محذراً من سياسة "تكميم الأفواه والدكتاتورية الجديدة".وقام المتظاهرون المؤيدون للحكومة بتمزيق صور لزعيم القائمة العراقية إياد علاوي وضربها بالأحذية، فضلاً عن حرق بعضها.وتدور خلافات بين القائمة العراقية والتحالف الوطني حول بعض بنود اتفاقية أربيل ومنها مسودة قانون مجلس السياسات الإستراتيجية العليا، ومن أهم هذه الخلافات آلية اختيار رئيس المجلس، إذ تطالب القائمة العراقية أن يكون آلية الاختيار في مجلس النواب الأمر الذي يرفضه التحالف الوطني ويطالب أن يكون في داخل الهيئة التي تشكل داخل المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية والصفة التي يتمتع فيها الشخص الذي يترأس المجلس وصلاحياته وهل تكون صفته أمينا عاما أو رئيس.وطرح رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، في أيلول 2010، مبادرة تتعلق بحل الأزمة السياسية في العراق تتضمن تشكيل لجنة تضم بين ثمانية واثني عشر من ممثلي الكتل السياسية لبدء محادثات لتشكيل الحكومة الجديدة والعمل على حل الخلافات العالقة، وعقد اجتماعات موسعة للقادة لحسم موضوع الرئاسات الثلاث.
https://telegram.me/buratha

