اعترفت الشركة العامة لتجارة المواد الانشائية بان "طرازات" المواد التي تبيعها "ليست في مستوى طموح المستهلك"، وأن "الروتين الذي تتبعه الشركة ومحدودية المعروض فيها"، سببا عزوف المواطنين عن التعامل معها، بينما ذكر متعهدو مقاولات ان "اسعار المواد الانشائية ارتفعت نحو 10 اضعاف خلال السنوات الـ 8 الماضية"، وسط انتقادات واسعة في اوساط الموردين المحليين بسبب ارتفاع الضرائب المفروضة عليهم، مقارنة بالمورد الأجنبي.
وقال مدير عام الشركة العامة لتجارة المواد الانشائية عبد المحسن عنبر الركابي، في مقابلة مع "العالم" أمس، ان "طرازات المواد الانشائية التي نبيعها ليست بالمستوى المطلوب"، معبرا عن أمله في ان "نستورد هذا العام مواد ذات نوعية فاخرة وبطرازات متعددة". وعبر الركابي عن اسفه لأن "السوق العراقية الآن مبتلاة بمواد غير خاضعة للتقييس والسيطرة النوعية"، مشيرا إلى أن الشركة تتعامل مع منافذ توريدية مختلفة "فهناك شركات ايرانية وتركية ومصرية واماراتية واوكرانية، ولدينا بعد ايام مناقصة كبيرة لاستيراد السيراميك من اسبانيا". وعن اسباب عزوف المواطنين عن شراء احتياجاتهم الانشائية من الشركة، قال الركابي ان "ذلك يعود لسببين رئيسيين، الاول هو الروتين الذي نتبعه ويعطل عملية الشراء، ومحدودية المعروض من طرازات لجميع المواد الانشائية في منافذنا التسويقية". من جهته، ذكر رعد كريم موسى، المدير العام لشركة العهد الصادق للمقاولات الانشائية، ان اسعار المواد الانشائية المحلية شهدت "طفرة كبيرة تجاوزت 10 اضعاف خلال السنوات الـ 8 المنصرمة".
موسى قال في تصريح لـ "العالم" أمس ان "سعر حمولة شاحنة كبيرة من الطابوق وصل الى 800 الف دينار، في الوقت الذي كنا نشتريه قبل 2003 بنحو 120"، موضحا ان السبب في ذلك "يعود الى تلكؤ وزارة النفط في تجهيز اصحاب معامل الطابوق بوقود النفط الاسود، الامر الذي دفعهم الى الاعتماد على السوق السوداء لتوفير احتياجهم".
سالم المندلاوي، وهو مورد رئيسي للمواد الانشائية، قال في حديث لـ "العالم" أمس ان "المورد الاجنبي يحقق ارباحا خيالية على حساب المورد المحلي، ونحن نشعر بعدم الانصاف، بينما البلد بحاجة الى رؤوس اموالنا لتوفير المواد الافضل، ولاسيما أن هناك حركة عمرانية متواترة في العراق".
وزاد ان "هذا الامر يجعلنا نفكر بترك العراق واتخاذ احدى دول الجوار مقرا لنا، ونسجل شركاتنا هناك ونعود لنتعامل مع الحكومة على اننا موردون اجانب".
https://telegram.me/buratha

