لم يتمكن افراد شرطة حماية المنشآت النفطية المكلفين بحماية محطة وقود (الصويرة) الحكومية من ايقاف رجل، على قدر كبير من الاناقة، اندفع مرتبكا حاملا في يديه "غالونا" صغيرا، فنهروه وطالبوه بالانتظام في الطابور الطويل "حاله حال الباقين".
الرجل الأنيق رد على الشرطة بلهجة متشجنة: "اخواني.. لا استطيع الانتظار فانا مدير قاعة امتحانية، وقطعت الكهرباء على قاعتي واحتاج (البنزين) لتشغيل المولد للطلاب!"؛ فاهتز جمع المنتظمين في الطابور مؤيدا افساح المجال امام المدير.
الامتحانات الوزارية للمرحلتين المتوسطة والاعدادية انطلقت في 4 من الشهر الجاري. ووسط انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفير "الماء البارد" في كثير من المراكز الامتحانية، يعاني الطلبة مشكلتين؛ أداء الامتحان باقصى ما يستطيعون من جد، ومواجهة الجو الخانق في قاعات الامتحان.
وأصدرت وزارة التربية مؤخرا، تعليمات تشدد على "تأمين قناني الماء والكهرباء، والمولدات"، لكن المشكلة الاساسية هي أن القاعات الامتحانية لم تجهز اصلا باجهزة تبريد، باستثناء المراوح السقفية "ذات السرعة الواحدة".
مدير احد المراكز الامتحانية، قال لـ"العالم" أمس الثلاثاء، إن "مشكلتنا تكمن في تفاوت حجم التنظيم بين مدينة واخرى، ومحافظة واخرى"، مضيفا أن "هناك ادارات محلية لمدن غاية في الاهتمام بهذه الامور المهمة، أي الامتحانات الوزارية، فتجدهم يسخّرون كل امكانيات المحافظة لخدمة المراكز ويؤمنون الماء والثلج والحماية"، فيما تجد بالمقابل "مناطق تلقي مسؤولية تأمين احتياجات الطلبة على مسؤول المركز الامتحاني".مدير المركز الامتحاني الذي طلب من "العالم" عدم الكشف عن هويته، أقر بوجود "تخصيصات مالية" للمراكز الامتحانية، لكنه يرى أن "من غير المعقول قضاء ساعات كل يوم لتأمين ليترات من البنزين للمولد او غيرها من المستلزمات، ونحن لا ننظر للأمر من ناحية العقوبات الادارية التي توعدت بها الوزارة، في حال عدم تأمين الاحتياجات، بقدر نظرنا لراحة طلبتنا، فهم ابناؤنا وعلينا خدمتهم والاستمرار بخدمتهم كما خدمنا اساتذتنا عندما كنا طلابا".
احمد كاظم، الطالب في الصف السادس الاعدادي، قال إن "العراقيين اعتادوا ظروفا معيشية صعبة، ولا ضير باضافة ساعتين يوميا، لكن بشكل عام وجدنا الكادر التدريسي يهتم بتأمين بعض المستلزمات".
ويواصل أحمد أنه سمع من طلبة اخرين، ان "ظروف القاعات متفاوتة"، داعيا إلى أن "يشمل الاهتمام بجو المدرسة وصفوفها العام الدراسي كله، ولا يتركز في ايام الامتحانات النهائية".
المتحدث باسم وزارة التربية، وليد حسين، كشف عن أن "عدد طلبة الصف الثالث المتوسط 400 الف طالب وطالبة، والمراحل الإعدادية 245 الف طالب وطالبة"، مضيفا أن "الوزارة خصصت مبالغ تتراوح ما بين 30 - 60 مليون دينار، لتأمين قناني الماء وتبريده، والوقود للمولدات في حال انقطاع التيار الكهربائي".
واكد حسين، في تصريحات أدلى بها لصحيفة "العالم" أمس "تخصيص قنينتي ماء لكل طالب يوميا"، مشيرا الى "وجود لجان متابعة ترصد أي تقصير في تقديم الخدمات للطالب".
فضلا عن ذلك، كما يقول المتحدث، فان الوزارة "وضعت مبالغ مالية اضافية تحت تصرف مدراء المراكز، يطلبونها من مديريات التربية في حال نضوب تخصيصاته المالية"، مشددا على "عدم ورود أية شكوى من المراكز الامتحانية او من الطلبة او من المواطنين حتى الان".
وخلص حسين إلى القول إن "وزير التربية محمد تميم، كان التقى اللجنة العليا للامتحانات ومدراء مديريات التربية"، وشدد على ضرورة أن "تكون الاسئلة شاملة لكل منهج، وخالية من التعقيد وواضحة، وفيها ترك ضمني وأساسي".
وختم حسين بالقول إن "نسبة النجاح كانت عالية في المرحلة الابتدائية، ففي تربية الكرخ مثلا بلغت 71 في المئة".
https://telegram.me/buratha

