شدد السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، على الدور الكبير والمهم للقطاع النفطي في البلاد في رفد الموازنة العامة للدولة بالمبالغ الضرورية لإنعاش الواقع الخدمي والصحي والاقتصادي ، منتقدا سياسة الاعتماد على النفط وحده دون الالتفات إلى بقية القطاعات الأخرى معتبرا ذلك خطأ جسيما.
واشار سماحته خلال لقائه المدراء العامين في شركة مصافي الوسط في الدورة الاثنين 30 – 5 -2011 ، إلى أن زيارته للشركة تأتي تثمينا للدور الكبير الذي يقوم به القطاع النفطي كونه شهد تطورا كبيرا وقفزات نوعية على كافة المجالات في الإنتاج والتصدير والتوزيع والتكرير.
وبين السيد الحكيم ، أن العراق يمتلك من القدرات والإمكانيات في شركات قطاعه النفطي بما يكفي أن ينافس أهم الشركات العالمية إذا ما توفرت الفرص الكافية من الإبداع والإسناد والتدريب وتطوير الكوادر ومستلزمات النهوض بالواقع النفطي الذي يمثل العصب الرئيسي للاقتصاد العراقي، وبنسبة اعتماد تصل إلى 95% . مبينا حق العاملين بأن يحظوا بالدعم والإسناد الكافي لتطوير قدراتهم وتوفير فرص الرفاهية والمقومات الضرورية لرفع مستوى الأداء وزيادة الإنتاجية في هذا القطاع المهم.
وأكد السيد الحكيم ، أن العراق يبرز اليوم كبلد مهم ومنافس للأقطاب الاقتصادية في المنطقة، وخلال السنوات القادمة سيكون العراق قطبا اقتصاديا كبيرا على المستوى الدولي أيضا وليس على المستوى الإقليمي ، وهذا يرتبط بحجم الجهود التي يقوم بها القطاع النفطي في البلاد.
الاهتمام بقطاع البتروكيماويات يمثل مدخلا لتطوير الاقتصاد
من جانب آخر، شدد السيد عمار الحكيم ، على أن العراق لا يمكنه أن يتطور ويزدهر من دون القطاع النفطي، مبينا أن العراق يعتمد بالدرجة الأساس على هذا القطاع المهم. وبين سماحته، أنه استمع من وزير النفط للخطوات الكبيرة والمهمة للنهوض بالواقع النفطي في البلاد ، مخاطبا العاملين في الشركة العامة للمعدات الهندسية ، بأنهم يمثلون أهم أقطاب الاقتصاد في البلاد.
واضاف السيد الحكيم، إن هذه الشركة التي يمتد تاريخها إلى أكثر من نصف قرن ، أصبحت تمثل خبرة متراكمة، وأن هذا الإبداع والتميز والقدرة على العمل بالإمكانات المتواضعة والظروف الصعبة هي مفخرة تبعث على الاعتزاز.
وأشاد السيد الحكيم بالجهود التي بذلتها الشركة في إعادة بناء جسر الصرافية وتصنيع المصافي الصغيرة والزوارق ووحدات تحلية المياه إلى غير ذلك من العمل الكبير الذي تقوم به الشركة . موضحا ، أن العراق يزهر بالعقول والكفاءات العراقية ، ورغم ذلك نذهب دائما إلى الاستعانة بالشركات الأجنبية مع الأخذ بنظر الاعتبار الاستفادة من خبرات تلك الشركات. ولابد من تطوير المهارات الوطنية كي تصل إلى مصاف المهارات والقدرات العالمية.
ودعا السيد الحكيم الى ضرورة الاهتمام بقطاع البتروكيماويات وادخاله في السياسات النفطية باعتباره يمثل مدخلا مهما لتطوير الاقتصاد العراقي.
منوها ، إلى ضرورة رفد هذا القطاع بالطاقات الشبابية ، وشدد سماحته على أهمية تطوير وتوسيع المصافي حتى تكون قادرة على توفير المشتقات النفطية الضرورية ، عادا عرض أربع مصافي للاستثمار بانها الخطوة التي ستحقق القدرة على تحقيق الطفرة النوعية في هذا المجال والوصول إلى سد كل الاحتياجات من المشتقات النفطية داخل العراق دون الحاجة إلى استيرادها من الخارج .
ووجه السيد عمار الحكيم نداءه للحكومة العراقية بضرورة الالتفاف نحو العاملين بالقطاع النفطي وسد متطلباتهم المعيشية وتوفير سكن ملائم للعاملين، وشمول العاملين في شركة مصافي الوسط بالأرباح والحوافز التشجيعية أسوة بأقرانهم من الشركات باعتبارهم يمثلون شريحة مهمة وأساسية تخدم البلاد.
تقديم الدعم للعاملين وتهيئة الظروف المناسبة حافز للتطور
إلى ذلك ، ثمن رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي جهود العاملين في مصفى الدورة ، مبديا ارتياحه للانجاز الكبير المتحقق على يد العقول العراقية ، منتقدا في الوقت ذاته مسألة الاعتماد على الشركات الأجنبية حتى في تنظيف الشوارع، وبين ان هذا شيء يدعو للأسف .
وزاد السيد الحكيم ، أن تنفيذ المصافي النفطية بالكامل والمشاريع المهمة على يد الخبراء العراقيين يمثل رسالة واضحة لجميع السادة المسؤولين وأصحاب القرار ، مذكرا الجميع بالظروف السابقة أيام الحصار حينما لم يكن هناك فرصة للاستعانة بالجهد الخارجي أو الأجنبي، وكان للعقول العراقية الدور الكبير في إعادة بناء العراق عدة مرات حينما دخل في حروب مدمرة .
وخاطب سماحته الكوادر النفطية في شركة مصافي الوسط بان اليوم أمامنا فرص للاستفادة من الخبرة العالمية بكل مدياتها لتطوير وتدريب وتأهيل كافة كوادرنا حتى تكون بمستوى قادر على منافسة أهم الشركات العالمية وهذا يمكن أن يتحقق بجهود وعزيمة العاملين والطاقات الشبابية الكبيرة والزاخرة والمهمة في البلاد للانطلاق نحو أفق أوسع.
وأشار رئيس المجلس الأعلى ، إلى أن الموازنة تجاوزت الـ 100 مليار دولار بفضل زيادة أسعار النفط وهذا رقم كبير جدا ، مشددا على ضرورة تخصيص الأموال الكافية لتطوير القطاع النفطي ، لأنه كلما بذلنا فيه جهدا أكبر كلما كانت الفائدة للبلد اكبر . داعيا سماحته إلى تقديم الدعم المناسب للمنتسبين كي يعيش المبدع والمهندس والفني ظروفا مناسبة ليقدم الكثير لوطنه . وأشار السيد الحكيم إلى مواصلة الجهد مع السادة المسؤولين لتخصيص قطعة أرض كبيرة ومناسبة تكفي لبناء مجمع سكني يوفر العيش الكريم لكل المنتسبين.
https://telegram.me/buratha

