"كنت في مكان آخر لحظة الانفجار، وحين عدت وجدت اشلاء الأجساد داخل محلي مختلطة ببضاعتي المحطمة.. كان المنظر مروعا" هكذا وصف أبو هاجر صاحب محل في ساحة الطيران وسط بغداد جانبا مما خلفه الانفجار الذي سقط ضحيته العشرات من المدنيين معظمهم من عمال البناء البسطاء.
وبحسب مصادر طبية وأمنية فإن عدد ضحايا تفجير سيارتين مفخختين صباح اليوم الثلاثاء الذي استهدف عمال بناء في ساحة الطيران وسط بغداد ، تجاوز الستين شهيدا فيما تجاوز عدد الجرحى 221 جريحا جميعهم من المدنيين واغلبهم من عمال البناء, ومن بين الضحايا نساء وسائقو سيارات للنقل العام.
وقال العميد عبد الكريم خلف مدير مركز القيادة الوطني في وزارة الداخلية لـ (اصوات العراق) المستقلة اليوم ان خبراء المتفجرات في وزارة الداخلية قدروا كمية المواد المتفجرة بنحو 120 كيلو جراما قياسا لما خلفته من دمار.
وعادة ما تتعرض ساحة الطيران لانفجارات مماثلة أو بعبوات ناسفة تزرع وسط كومة قمامة على الرغم من وجود دوريات للشرطة في محيط الساحة. ويذهب ضحية هذه الانفجارات العشرات من المدنيين اغلبهم من عمال البناء الذين يأتون من مختلف مناطق بغداد ليتجمعوا في ساحة الطيران وسط بغداد باعتبارها المركز الرئيس لعمال البناء, فضلا عن ضحايا آخرين من أصحاب محال بيع ادوات بناء ومكائن وآلات تستخدم في البناء والسباكة والنجارة والحدادة وغيرها من الحرف .
وفي أعقاب الانفجار تعهد رئيس الوزراء نوري المالكي بأن الاجهزة الامنية المختصة ستلاحق من وصفهم بـ العتاة المجرمين الذين يقفون وراء الانفجار . واتهم المالكي في بيان صادر عن مكتبه اليوم التكفيريين وحلفائهم الصداميين بالمجزرة . واضاف" ان هذه المجزرة الغادرة تكشف ان الجماعات الارهابية التي تقف خلفه تسعى لاشاعة فوضى القتل والاجرام , واذكاء الاحتقان الطائفي ودفع البلاد الى اتون فتنة لاتبقي ولاتذر".
وفي موقع الانفجار قال ابو محمد صاحب بسطة لبيع السجائر إنه كان قريبا من موقع الانفجار وشاهد السيارة التي وقفت قرب العمال في" المسطر" وأغراهم صاحبها بوجود عمل متنوع يحتاج الى عدد كبير من العاملين، وما أن تجمعوا حوله حتى قام بتفجير السيارة فقتل العشرات من الأبرياء وقتل هو ايضا, ووصف أبو محمد الانفجار بانه كان "مروعا."
فيما قال ابو علي وهو بائع صحف على الرصيف القريب من تجمع عمال البناء إنه كان يجلس في مكان مشمس في محيط حديقة الامة التي لا تبعد سوى مئة متر من موقع الحادث عندما وقع الانفجار , فهرع الى المكان ليجد العديد ممن يرومون شراء الصحف سقطوا بين قتل وجريح.
وأضاف أن الشرطة أطلقت عقب الانفجار وابلا من العيارات النارية لمنع تجمهر الناس تحسبا من وقوع انفجار اخر، موضحا أن مسعفين في المنطقة اخذوا يغطون وجوه واجساد القتلى بالصحف ويلفون بها بعض الاشلاء المتناثرة، فيما قام سائقو السيارات الناجون من المجزرة بنقل الجرحى قبل وصول سيارات الاسعاف الى المستشفيات. وختم كلامه بأسى "لن أنسى منظر أحد الضحا يا وهو بائع صحف أعرفه .. لقد تطايرت أشلاؤه في الهواء.."
https://telegram.me/buratha