الأخبار

الشيخ الصغير في لقائه مع جريدة الصباح: اذا لم نعط للدولة قدرة حقيقية للعمل لا يمكن لنا ان ننتظر الحل

3963 00:20:00 2006-12-08

المصدر: الصباح   أكد جلال الدين الصغير عضو مجلس النواب عن قائمة الائتلاف العراقي الموحد بأن المشاكل والازمات التي تعصف بالعراق لا ترتبط بعامل واحد، وانما بعوامل متعددة، قسم منها يرتبط بالسياسة الاميركية، واخر يرتبط بالدول الاقليمية، وثالث يرتبط بطبيعة الاوضاع الجارية ضد العملية السياسية من قبل الاطراف المحاربة لهذه العملية.        وقال في حوار اجرته معه (الصباح): الارهاب ليس قوياً لكن نحن ضعفاء، ضعفاء ليس بقوتنا وانما بسبب اننا مسلوبو الارادة من قبل الذي يمسك بالملف الامني، واعني بذلك القوات متعددة الجنسية، مشيراً الى ان الشارع العراقي لحد الان لم يتعلم طبيعة استحقاقات الديمقراطية التي تمتاز بطرح الرأي والرأي الاخر.    وفيما يلي نص الحوار:    لا توجد حلول سحرية     * زيارة الرئيس الطالباني الى ايران للقاء المسؤولين الايرانيين، وزيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الى عمان للقاء الرئيس الاميركي بوش، باعتقادكم هل ان هاتين الزيارتين ستنعكس نتائجهما ايجابياً على تحسين او استقرار الاوضاع الامنية في العراق؟    - في البداية اقول لاتوجد حلول سحرية، علينا ان نتحلى بالصبر وننتظر نتائج الكثير من التحركات التي يقوم بها القادة العراقيون من اجل تخليص البلد من مشاكله المتعددة. في تشخيصنا ان مشاكل العراق سواء كانت الامنية او السياسية او الاقتصادية وما الى ذلك من المشاكل لاترتبط بعامل واحد وانما بعوامل متعددة، قسم من هذه العوامل يرتبط بالسياسة الاميركية وقسم منها يرتبط بالدول الاقليمية، وقسم منها يرتبط بطبيعة الاوضاع الجارية ضد العملية السياسية من قبل الاطراف المحاربة لهذه العملية، لذلك شهدنا في هذه الفترة اكثر من تحرك لاكثر من اتجاه لحل المشاكل العالقة، ورأسها المشاكل الموجودة مع الدول الاقليمية والدول المجاورة للعراق ومنها ما حصل مع سوريا، ان ما تم مع سوريا كان بناءً على جهد دبلوماسي عراقي منذ فترة بعيداً عن الاضواء الاعلامية، بالشكل الذي توج بعد ذلك بزيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم للعراق.    الان ما رحل اليه الاستاذ جلال الطالباني في ايران وما رحل اليه سماحة السيد عبد العزيز الحكيم الى الاردن ومنه الى بريطانيا ثم الى اميركا والى عدد من الدول الاخرى، الغرض من هذه الزيارات او السفرات ايجاد آلية تعاون حقيقية من الدول الاقليمية مراعاة للوضع الذي يجري في العراق، باعتبار ان العراق لو احترق (لا سمح الله) فسوف لن يحترق وحده وانما سيحرق الجميع، ولاسيما ان المشكلة التي تحاول بقايا حزب البعث واياديه ان تفعلها هي مشكلة الفتنة الطائفية وهذه الفتنة سوف لاتقف عند الحدود العراقية، يعني ان هؤلاء لا يمكن ان يوقفوها عند حدود معينة، لذلك كل الجهد سيصب بهذا الاتجاه، وان نأمن بعضاً من الخطر الذي يأتينا لسبب او لآخر من وراء الحدود.    المشكلة تتعلق بالقرار (1546)    بتصوركم هل هنالك مشاكل ما زالت عالقة بين الاميركيين والحكومة العراقية؟    - نعم هنالك مشكلة العلاقات مع الاميركيين التي تضم ملفات عديدة ساخنة، وعلى رأس هذه الملفات، الملف المتعلق بالقرار 1546 وضرورة ان يكون هناك توافق ما بين الحكومة العراقية وبين الاميركيين حول الصياغة النهائية للقرار 1546.    في الحقيقة المماحكات المرتبطة بهذا القرار لها دور اساسي في الكثير من التخريب الامني الحاصل في العراق الان.    ولو قدر اننا وفقنا بأن يستعيد العراق الملف الامني وملف تجهيز القوات الامنية بكل ما تحتاجه، وملف تتنمية هذه القوات بالمواصفات العراقية وطبيعة متطلبات الحرب ضد الارهاب، اعتقد اننا سنقطع شوطاً كبيراً جداً في محاربته.    الإرهاب ليس قويا ولكن نحن ضعفاء    * هل ان القوات الأمنية الان ليست بالجاهزية المطلوبة لمحاربة الارهاب وتحجيمه او القضاء عليه؟    - الارهاب ليس قوياً، لكن نحن ضعفاء، ضعفاء ليس بقوتنا، وانما بسبب اننا مسلوبو الارادة من قبل من يمسك بالملف الامني واعني بذلك القوات متعددة الجنسيات، هناك مشكلة الملفات الاقتصادية العالقة بيننا وبين الاميركيين، وايضاً هناك مشكلة طبيعة الانعكاسات او التداعيات التي يفترض ان تحصل بعد فوز الديمقراطيين في انتخابات الكونكرس الاميركي، قطعاً لابد للحكومة العراقية رغم وجود تقييم واع لديها لطبيعة الذي حصل ان تسمع وجهة النظر الاميركية او مايقوله الاميركان، والاميركيون لابد ان يشاركونا او نشاركهم في طبيعة القرار المتخذ على الساحة العراقية بعد اعلان توصيات لجنة بيكر هاملتون، ولذلك هناك اكثر من اتجاه تستدعيه هذه السفرات والجولات التي يقوم بها القادة والمسؤولون العراقيون الى دول الجوار والى الدول الاقليمية، واعتقد انها جولات مطلوبة وضرورية، واتمنى للذين قاموا بهذا التوجه ان يوفقوا في ما يسعون اليه.    باتفاق الجميع يكمن الحل    * برأيكم اين يكمن الحل؟    -يجب ان نتجه جميعنا ككتلة واحدة من اجل تأمين الحل، واذا انتظرنا ان تأتينا الحلول من الخارج او يمكن ان تصنعها مجرد توافقات، فأنا لا اعتقد ان هذا الامر سيتحقق على ارض الواقع، باعتبار ان كثيراً من الامور قد فلتت في العراق، حتى انها فلتت من ايادي رؤساء الكتل السياسية ومن ايادي قادتنا، وفلتت من ايادي من كان يمسك بالمعادلة. بعض الدول تمول الان الكثير من الاطراف، وكثيرا ممن مولتهم بدأ يستغل هذا التمويل لبناء عرشه الذاتي، وكذلك يأتي تمويل بعض الجهات عن طريق الاختطاف، اي ان كل مختطف يفرج عنه مقابل آلاف من الدولارات وهي مبالغ طائلة، وكذلك يأتي التمويل لجهات اخرى عن طريق السرقات التي تحصل هنا وهناك، وبالتالي ادت عمليات التمويل غير الشرعية هذه الى ان كثيراً من العصابات تخرج من دائرة السيطرة، ومن هذه الحالات التي نشاهدها ما حصل من عملية اختطاف لموظفي ومراجعي دائرة البعثات التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، او عصابات شارع حيفا او عصابات منطقة الفضل او عصابات حي العدل، هذه العمليات التي تقوم بها العصابات كلها تعبر عن طبيعة هذا الفلتان.    * باعتقادكم اليس هنالك من مخرج لهذا المأزق الكبير او المنزلق الخطير الذي يتربص بالعراق؟    - قطعاً يوجد هنالك مخرج لكن بهذه القدرات المتواضعة وغير المسؤولة لا يمكن ان نحقق شيئاً، يعني ان القوى الامنية لا يسمح لها بشكل او بآخر ان تبسط الامن، مثلاً لو قدر ان اعتقل شيعي من قبل السلطات الامنية فأنا سأتصل بالضابط الفلاني واقول له لماذا اعتقلته وربما سأساعد بالافراج عنه، وكذلك لو حصل نفس الامر لاحد الاخوة السنة سيتصل شخص اخر من طائفته بالجهات المختصة لنفس الغرض، فالكل مسؤول عن هذه القضية. طبعاً قسم منها مرتبط بطبيعة الوثاقة باجهزة الامن وللأسف الشديد قد حصلت خروقات ودخل الصداميون من جميع ابواب الاجهزة الامنية، وهم سبب كثير من الخراب الذي افسد الحياة.    اذا لم نعط للدولة قدرة حقيقية للعمل لا يمكن لنا ان ننتظر الحل، وهذا الامر معنية به جميع الكتل السياسية والاميركيون كذلك معنيون به.    الميليشيات ليست حلاً    * البعض يعتقد بأن الميليشيات جزء من الحل ولو بنسبة محدودة لحماية مناطقها المتواجدة فيها. ماهو ردكم؟    -الميليشيات ليست حلاً، بهذه الطريقة سنساعد على بناء الميليشيات وليس العكس، بهذه الطريقة التي تجري فيها الامور سنساعد الناس على حمل السلاح. حينما لا تثق بالدولة ماذا سيكون الحل، ستحمل سلاحك واحمل سلاحي حتى ادافع عن نفسي، ومن دون ان نزيل هذه الذرائع من اذهان المواطنين، لا يمكن لنا الا ان نرى ان السلاح ينتشر، وتجار السلاح من اصحاب الكروش المنتفخة ينمون بناء على ما نصطلح عليه بتسمية امراء الحروب، وسوف تكبر هذه الشريحة من التجار وبالنتيجة سيلحق الشر بجميع الناس. انا لدي معادلة اقول بان الدولة رغم انها قد تكون في بعض اجهزتها فاسدة لكن يبقى ظلمها اقل بكثير من ظلم الميليشيات المسلحة لو تسيدت هذه الميليشيات على الساحة العراقية، لان ظلمها سيكون موزعاً على كل الناس وعلى كل الطبقات، اما الدولة ربما تظلم فئة، او شريحة معينة او فئة خاصة، لكن لا يمكن لها ان توزع الظلم على الكل الميليشيات تستطيع ان تفعل ذلك، سبق لي ان رأيت الحرب اللبنانية واطلعت على كافة تفاصيلها، وعشت الكثير من مشاكلها واعرف بالضبط ماذا تعني هذه الكلمات وهذه الحرب.    
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك