هذه الاسس التي تتعلق بكون العراق لا يريد اي مشكلة مع بلدان المنطقة ولا يريد من بلدان المنطقة ان تفتعل اي مشكلة للعراق بيننا وبينهم مصالح كبيرة نحتاجهم كما يحتاجوننا ويحتاجوننا كما نحتاجهم وبالنتيجة اسسنا من هذه العملية السياسية لكي تجعل العراق في منأى عن كل ما يمكن للعراق ان يكون له دور في التدخل في شؤون الاخرين وتمنع الاخرين من ان يكون لهم دورا في التدخل بشؤوننا .
لكن للاسف الشديد اوضاع الارهاب والسياسات الخاطئة في مكافحة الارهاب وطبيعة الهواجس الكثيرة التي تفتعل في ذهن هذا وذاك وطبيعة المخاوف التي ترتهن نتيجة هذا الوضع او ذاك جعلت الكثير من هذه البلدان تتدخل بشؤون العراق بطريقة وباخرى حتى قيل ــ وهذا القول يؤسفنا جدا ان نجد له مصاديق كثيرة ــ بان ما يجري في العراق انما هو حرب بالوكالات بين هذه الدول , ما يجري من قتل وسفك للدماء انما هو حرب وكالات، رغم ان هذا الامر ليس بدقيق في كل الاحيان ولكن الكثير من الاحداث كشفت ان له صدقية ومصداقية معينة .
بالنسبة الينا لا يزال ملف الارهاب هو اكثر الملفات اهمية ومتابعة، والارهاب لا نعني به جهة معينة وانما كل ما يمكن ان يسيء للعراقيين وينتهك حرمة هذه الدولة , تشخيصنا للارهاب ولكيفية معالجته تتجه باتجاه شعب ثلاثة :
الاتجاه الاول : طبيعة السياسات التي يجب ان تتخذ اتجاه الارهابيين واتجاه عملية الارهاب
الاتجاه الثاني : يتعلق بكيفية التواصل مع الاوضاع الدولية والاقليمية لكي نمنع تمويل الارهاب في الداخل وتعضيده.
الاتجاه الثالث : يتعلق بكيفية تامين مشاركة سليمة وصحيحة لكل العراقيين في اي منظومة حكم او سلطة من اجل ان يقف كل العراق تجاه الدولة المقومة بناءا على ذلك موقف الدفاع وموقفا من ينظر الى ان هذه الدولة تمثل مصالح مشتركة للجميع .
بطبيعة الحال هناك مرتكز اساسي ننطلق منه بهذا الاتجاه يتعلق بـ
اولا بانه لا يمكن لاي جهة ان تفكر بارجاع الوضع القديم والرجوع إليه فالرجوع الى الوراء محال، والعودة بطغمة البعث الفاسدة الى الحكم محال آخر.
والقضية الاخرى في هذا المرتكز ان اي تهاون في معركة الارهاب يمكن ان يعود على كل البلد بالضرر ليس على طائفة معينة وانما على كل البلد، لاسيما وانه غدا واضحا بان الارهاب حينما يسيطر على منطقة ياكل نفسه بنفسه وما حصل في الانبار , ما يحصل في ديالى , ما حصل في الموصل وصلاح الدين يعرب عن طبيعة ان الارهابيين يتنكرون لمن آواهم، بل لا يتنكرون فقط! وانما يمعنون القتل فيمن حماهم وفيمن احتضنهم فترة طويلة لان سياستهم مقومة على القتل وعلى تخريب كل شيء يمكن ان يعود على الناس بالفائدة .
فيما يتعلق بالسياسات المتعلقة بمكافحة الارهاب نحن نرى ان هذه الدولة قد اعطيت سيفا لا يتمكن من محاربة الارهابيين والسبب بسيط جدا يتعلق بان القوات المتعددة الجنسية امسكت بكل مقومات الحرب ضد الارهاب .
الارهاب ــ ثقوا بالله ــ ليس بقوي ولا يمتلك تلك الاليات التي لا يمكن الوقوف امامها ومجابهتها، غاية ما هنالك ان الحكومة تُمنع من السير في عملية مكافحة الارهاب بالطريقة التي تبرمج اوضاعها وتدرس امكاناتها بناءا على هذه المعركة والا بضعة مجرمين في هذا المكان او ذاك لا يعجز دولة ولا يعجز جيشا ولا يعجز شرطة ولا هذا العدد بكثير، ولكن قرار مجلس الامن الدولي 1546 سبق له ان اعطى القوات المتعددة الجنسية صلاحية الامساك بالملف الامني كاملا وهنا تكمن العقدة والخطر في نفس الوقت.
لفترة قليلة في سنة 2005 سُلمت وزارة الداخلية قسما من الملف الامني وقد راينا تقدما مُطردا باتجاه تقليص الارهاب لكن بعد مدة أ ُخذ هذا الملف وسُحب بدعاوى مزيفة تارة بعنوان طائفية الدولة واخرى بعنوان حقوق الانسان وما الى ذلك، ولهذا ارتد الملف الى القوات الامريكية فتنامى وضع الارهاب بشكل مستمر حتى وجدنا ان هؤلاء يتمددون في مناطق كثيرة بل ربما يجد البعض ان كثيرا من المناطق الارهاب هو الدولة ولا دولة غيره .
هذا لا يعني بالضرورة ان الامريكيين يريدون هذا الارهاب ان يبقى وان يستمر او انهم يتحالفون معه ولكن هي لعبة الضغط كي لا تضغط الحكومة العراقية على المجتمع الدولي بالشكل الذي يمكن للقرار 1546 ان يتحسن لنظرة سياسية معينة موجودة في اذهان الامريكيين .
نحن في تشخصينا بان علة العلل ان لا نجد جيشا بارادة مقاتلة وان لا نجد قوات امنية لديها تسليحا يمكن ان يتماثل ــ ولو على مستوى التماثل فقط ــ مع اسلحة الارهابيين فضلا عن ان السلاح الموجود بايديهم دون ذلك بكثير، وايضا لا نجد قدرة في ان ننمي القوات الامنية بالشكل الذي تمسك به كل المناطق , كثير من المناطق والتي يتأوه الناس ويتالم الناس بسببها هذه المناطق لا يُسمح للجيش العراقي او للشرطة الوطنية ان يتدخلوا فيها .
لذلك هنالك حديث كثير والناس معها حق اذ لا تدري، ولهذا يحملون المسؤولية لهذه الحكومة، تقول بان الحكومة لا قدرة لديها او ضعيفة او ما الى ذلك، المسالة ليست بقدرة الحكومة بقدر المشكلة في هذه القضية تحديدا، لذلك منذ فترة وبجملة علاقات وجهود مضنية كنا نتحرك باتجاه ان يُعدل هذا القرار، وللاسف الشديد هنا الامم المتحدة تدخلت بشكل سيء جدا حينما بدات تضخم الاوضاع في العراق, تقارير مندوب الامم المتحدة في العراق كانت تقارير سيئة ومبالغة جدا في وصف الاوضاع بالشكل الذي يمكن له ان يخيف الدول التي ستجتمع في هذا الشهر من اجل ان تنظر هل يُعدل القرار او لا يُعدل . البريطانيون مصلحتهم في ان يبقى القرار كما هو، وبالنتيجة تبقى الحكومة العراقية ويبقى الانسان العراقي امره بيد القوات المتعددة الجنسية، امنه بيد القوات المتعددة الجنسية ما يُسمح لهم يفعلوه وما لا يُسمح لهم لا يفعلوه . اكثر من مرة القوات المتعددة العراقية ضُربت من القوات المتعددة الجنسية لاسباب متعددة ولكن هذا ما جعل القادة العراقيين يفكرون باصل الموضوع وبحل اصل المشكلة .
الزيارة الموفقة لرئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي ولقائه لبوش، والزيارة المرتقبة لسماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم حفظه الله تعالى الى واشنطن خلال الاسبوع القادم والكثير من التحركات التي تحرك من خلالها الدبلوماسيون العراقيون والقادة العراقيون باتجاهات متعددة من اجل اقناع العالم بضرورة تغيير هذا القرار . وكل المؤشرات الموجودة بايدينا ربما تشير الى ان الحكومة العراقية وُفقت في هذا الاتجاه، وان القرار الذي سيصدر سوف نلمس فيه تعديلا لما يمكن لنا ان نسترد معه الملف الامني وان نعمل على بناء قواتنا بانفسنا وان نجهزها بالشكل المطلوب لكن هذا الامر يبقى كفيل بكثير من الامور والتفاصيل التي يحاول البعض ان يؤثر سلبا عليها وربما نحاول ايضا نحن ان نؤثر سلبا عليها .
حينما يُنتهك الامن بطريقة او باخرى في المناطق الامنة يمكن ان يعطي حجة للاخرين بان لا تعطي الحكومة والدولة مهمة قيادة هذا الامر , ما جرى في الديوانية وفي العمارة وفي السماوة يوم امس مؤشر على ان بعض المغرضين يمكن ان ينفذوا من خلال واجهات نظيفة من اجل ان يطعنوا بامن هذا البلد وكل المؤشرات تشير الى وجود ايادي بعثية وايادي فدائيي صدام المجرم موجودة في كل هذه الاحداث من اجل ان يربكون الوضع , كلما يصلون الى نتائج للتهدئة وللهدنة بسبب مشكلة بسيطة تفتعل القضية كبيرة والسبب يعود الى هؤلاء وحتى يوم امس كان فريق من البعثيين يضرب الشرطة في السماوة ونفسه يضرب مكاتب التيار الصدري من اجل ان يفعل ازمة هي ما بين الاخوة وما بين ابناء البيت الواحد , لكن بالمقابل توجد تحركات شديدة من اجل ان تُنتهك حرمة الدولة وان يشكك العالم بمصداقية هذه الدولة .
تحركات البعض وبكائه في دول الخارج والاحاديث المغرضة والكاذبة التي تحدث بها مثل حارث الضاري ونظرائه هذه الفترة كلها تحاول ان تخرب هذا المسعى، كان مخططهم ان يفعلوا ازمة خلال هذه الايام حتى تنعكس على لقاء بوش ـ المالكي، ولكن هذا المخطط بحمد الله ارتد الى اظهرهم وارتد على اوضاعهم، ما نحتاج اليه ايها الاخوة هو جملة من التحركات التي من شانها ان تصون البيت العراقي لكي لا يتحدث الاخر بان هذا البيت ليس مصانا ولذلك نحتاج الى خطوات شجاعة والى عض شديد على النواجذ كي نمر بالعراق من النفق الموجود خلال هذا الشهر .
هناك ارادات كبيرة تحاول ان لا يُسلم الملف الامني الى الحكومة بل حتى بعض المسؤولين من هو في موقع المسؤولية كان يخاطب الامريكيين بضرورة عدم تسليم الملف الامني هؤلاء الذين يسمون انفسهم المقاومة الذين يتحدثون باسم المقاومة الذين يلهجون باسم المقاومة كل هؤلاء هم من كان يضغط على الامريكيين بان لا يسلموا الملف الامني الى الحكومة العراقية والقضية واضحة جدا مشروعهم قائم على ابقاء الفوضى ومن اجل اسقاط هذه الاوضاع , ولكني اتعجب تسقط هذه الاوضاع حتى ماذا ؟ ما الذي سيحصل ؟ يريدون انقلاباً عسكرياً؟ اعتقد أن المجنون وحده الذي يفكر بانقلاب عسكري الانتحاري وحده الذي يفكر بانقلاب عسكري انقلاب على من ؟ على اي منطقة ؟ على اي قوة ؟ على اي مركز شرطة ؟ الذي يفكر ان مركز السلطة في المنطقة الخضراء مشتبه جداً، فمركز السلطة موجود بين ايدي الشعب كل الشعب ولذلك ربما يحاول البعض ان يمرر عملية ارهابية ربما تطال هذا الشخص او ذاك ولكن الانقلاب مستحيل . الحرب الاهلية والتي يفكر بها البعض حرب ستحرق كل شيء ولن تبقي لاحد شيئا، والخاسر هو العراق لا يوجد احد سيخسر كما سيخسر العراق، ومن يتحدث عن الوطنية عندئذ سيقتل الوطن، ولن يكون هناك ثمة خيار الا خيارات مجنونة او انتحارية كالتقسيم او الانفصال او ما الى ذلك والكثير من المناطق يمكن ان تؤمن لها مثل هذه القضية . لكن من يريد العراق واحدا، عليه ان يحزم امره، ما دام ان الجميع قد غدا معتقدا تماما بان الارهابيين من التكفيريين ومن الصداميين لا يريدون اي خير للعراق بقدر ما يريدون ان يتسلطوا هم .
لم يضربون الكهرباء ؟ لم لا يريدوكم ان تشربوا ماءا ؟ لم لا يسمحون للمناطق التي بحوزتهم ان تعمر نفسها بنفسها، اموال الدولة مبذولة لماذا لا يسمحون للمناطق ان تعيش امنها وامانها , هذه واضحة رسالة الارهاب وسلوك الارهاب واضح جدا، وجزا الله خيراً الاخوة من عشائر الانبار على هذه الوقفة، وقبل وقفتهم الى هذا الوعي الشجاع في معرفة مخططات هؤلاء وبالنتيجة الوقوف ضدهم، وهنا انا اناشد اخواننا من عشائر ديالى الى ان يبادروا لمثل ذلك، فالاوضاع ان فلتت لا يمكن لفريق ان يجلس مراقبا فقط، وانما سيتجه كل الفرقاء اما لحلها سياسيا واذا عجز سياسيا سوف يعمدون الى الحل العسكري وعندئذ لن يكون الا الدمار . فائدة من ان يلتهب العراق بهذه الطريقة ؟ بالله عليكم الاعظمية تُقصف والكاظمية تُقصف , الفضل يُقصف وابو سيفين تُقصف , الدورة تُقصف وابو دشير تُقصف , الغزالية تٌقصف والشعلة تُقصف حتى ماذا ؟ ما هي النتيجة ؟ هل المطلوب ان يقتل مئة الف شيعي والمطلوب قتل مئة الف سني اذا قُتلوا ما الذي سيغير المعادلات ؟ السنة سوف ينقصون ام الشيعة سوف ينقصون ؟ من الخاسر في هذه القضية يا اخواني بالله عليكم فكروا من الذي يخسر في هذه القضية لن يخسر الا العراق الجريح، وهذه الامور تزرع احقادا بالمستقبل وهذا الذي نخاف منه بشكل شديد، وليس لدينا الان غير ان يتكاتف الناس حول مشروع الدولة، ربما جهاز الشرطة فيه زيد وعبيد الذين لا يعجبونني، والحرس الوطني الذي به بكر وعمر لا يعجبونني، لكن اين هؤلاء الذين لا يعجبوني من ان تسيطر قوى المليشيات والقوى الخارجة عن القانون على كل اوضاع الدولة . هذه الانبار سيطرت عليها المليشيات انظروا ماذا فعلوا بها.
اذا اردنا ان نعيش عيشة حقيقية عندنا ميزانية ستخصص للعراق لاول مرة لسنة 2007 نريد العراقيين ياكلون 42 مليار دولار رقم هائل بالنسبة للعراقيين ما حضوا بمثله أبداً، نريد للعراقيين أن ياكلوا من هذا الخير الى متى ؟ سوق الاعظمية المركز التجاري يعطل او سوق الشورجة يتعطل مراكز تجارية كانت الناس تعيش وتاكل مرتاحة ما الذي حصل ؟ من الذي خسر ؟ نحن الذين خسرنا نحن الذين دمرنا انفسنا واحرقنا بيوتنا بانفسنا , لذلك لا يوجد لدينا خيار اخواني الاعزاء الا من خلال هذه الدولة تحديدا. هناك ارادة وطنية موجودة عند القوى السياسية التي آثرت ان لا تلبي الاستحقاق الانتخابي قالت نريد ان يشارك الجميع ونريد ان نكون حكومة الوحدة الوطنية، نعم هناك تصرفات من هذا وذاك، واستغلال صلاحيات وما الى ذلك يحصل مثل هذا الامر وموجودة في كل الاطراف، لكن الاصل ان نشتغل من اجل بناء هذه الدولة، ازالة هذه الدولة سيكون فتح لابواب جهنم على كل العراقيين ولا يوجد اي طرف سيبقى يسيطر على الاوضاع، حتى الذين أمسكوا باوضاع بعض الارهابيين هم بانفسهم يقولون انهم فقدوا القدرة خرجوا من ايديهم، والسبب بسيط جدا علموهم كيف يختطفون الناس بداوا ياخذون عشرات الالاف من الدولارات على عملية الاختطاف بدأوا يمولون انفسهم بانفسهم لذلك بشكل طبيعي لا يطيعون قياداتهم بداوا يفكرون بمشاريعهم هم بانفسهم , ولذلك هذا الفلتان الموجود لا يحتاج له الا ارادة قوية لكل القوى السياسية جميعها تثبت وتقف على هذه القضية .
لكن العنصر الرئيسي وانا انبه إلى أن اي تراخ في الحرب ضد الارهاب يمكن ان يدمر ويرسل رسالة خاطئة بل بالغة في الخطأ للإرهابيين. وهنا اتعجب ان يتصدى احد المسؤولين السعوديين ــ ولا اعرف اذا كان مسؤول بشكل جدي وصحيح ام لا ــ انا اشك، رغم انه عُرَّف بانه مستشار امني، لكن صراحة اشك بان احد المسؤولين السعوديين يمكن أن يتصدى للتحدث بهذه الطريقة التي يدفع بالارهاب نحو الامام يتحدث بشكل مباشر سوف ندعم البعثيين وسوف ندعم ونعطيهم من السلاح والمال وما الى ذلك، هذه رسالة في منتهى الخطورة هذا الكلام يؤسس الى حرب اقليمية اكثر مما يؤسس الى الحرب في داخل العراق، ناهيكم عن طبيعة تدخلها في الشأن العراق الداخلي.
رسالة الحكومة السعودية لحد الان هي العكس، انا الذي اعرفه من خلال اطلاعنا على الكواليس لدينا مصالح مشتركة، انا اعرف ان المملكة نصحت قيادات سنية بضرورة الرجوع الى الاليات المتبعة ضمن العملية السياسية، لكن اتمنى من الحكومة السعودية بشكل رسمي أن تبادر لتحديد موقفها مما صرح به المسمى نواف عبيد والذي عرف من قبل الواشنطن بوست بعنوانه مستشار امني في المملكة العربية السعودية . انت تسلح! وغيرك سيسلح، انت ستبذل المال وغيرك ايضا سيبذل المال، فالى متى ؟ العراق هو الذي يخسر والعراق اذا احترق فإنه لن يحترق لوحده وانما سيحرق الجميع ايضا , مصلحة الجميع ان تستقر الاوضاع , مصلحة الجميع ان تهدا الامور وان تدفع بالامور بهذا الاتجاه . هذه قضية انا اتمنى بصفتي عضو مجلس النواب ان اسمع من السعوديين واعتقد ان الحكومة ستبادر الى ما من شانه ان يصدر موقفاً رسمياً من قبل الحكومة السعودية بهذا الاتجاه.
ايما يكن وهنا انا اشير الى ان الاخوان خصوصا الذين يحللون ويتحدثون لا ياخذون بكل قضية تثار بالاعلام، وإنما ليترقبوا الموقف الرسمي حتى يبنون عليه، اما مجرد تصريح هنا، انا ايضا اصرح بتصريح وتصريح بمقابل تصريح عملنا معركة، وبتعبير امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ( الحرب سجال اوله الكلام ) كلمة من هنا وكلمة من هناك تبدا المعركة , لكن ايضا نريد ان نقول السلام ايضا سجال تبتدا بكلمة، نحن مددنا ايادينا وهنا انا اشير الى ان هناك اتفاقات في غاية الاهمية جرت ما بين القيادات السياسية والحزب الاسلامي واتفاقات نامل من الله سبحانه وتعالى ان تفعل هذه وان يبنى عليها اتفاقات اخرى مع بقية الاطراف , عندنا مصلحة ان يعيش الجميع متكاتفين ومشتركين ومتقاسمين بهذه السلطة، السلطة ليست من حق احد، السلطة من حق الجميع , لكن علينا ايضا ان ننظم حقوق المشاركة وننظم واجبات المشاركة , المشاركة ليست فقط اخذ بل المشاركة ان اخذ واعطي , لذلك نأمل ان هذه الاتفاقات سوف تنعكس على اجراءات ان شاء الله تعالى نسعى لتفعيلها بشكل اكثر تفصيلا لكي تتداخل مع بقية المناطق خصوصا المناطق المشتعلة او المناطق الساخنة اذا صح التعبير هذا ايضا امر الامر الذي يشار اليه ايضا في هذا الاتجاه هو طبيعة الحركة الموجودة على دول المنطقة , الرئيس الطالباني ذهب الى زيارة ايران والحمد لله كانت الزيارة موفقة وناجحة , السيد رئيس الوزراء ذهب الى الاردن ايضا زيارته كانت ناجحة , سماحة السيد عبد العزيز الحكيم ذهب الى الاردن ايضا كانت زيارته ناجحة , التحركات التي ادت بالسوريين الى ان ياتوا الى العراق ويعيدوا العلاقات ايضا امر في غاية الاهمية , هناك تحركات باتجاه دول اخرى موجودة، انا في الوقت الذي اشير الى ان كل حرصنا مبني على اساس ان نجنب العراق لان الارهاب لا ندري به من عناصر موجودة في الداخل فقط، وإنما هناك داخل ودعم من الخارج، وواضح لنا هذا الدعم، وهذا لا يحتاج الى دليل لانه من اوضح الواضحات , لكن عندنا مصلحتنا في ان نغض الطرف عن بعض الامور من اجل ان نبني . الذين يتصورون ان الدولة هي كما كانت بالسابق، لا الدولة ليست مثلما كانت في السابق , الدولة ليست دولة قرار واحد اصلا، وانما دولة قرارات وهذه الى ان تتوافق والى ان تتفق وما الى ذلك يراد لهذا الامر جهد كبير جدا يبذل .
علينا ان نثق بهذه القيادات التي تريد ذلك وانا اتمنى على قنواتنا على اعلامنا على كل ما يتعلق بنا من اوضاع اعلامية ان مثل ما اتفقنا مع القوى السياسية ومع هذه الدول على ضرورة التهدئة دعنا نبادر نحن الى التهدئة لا ننتظر ان نقول الاخر هو لا يبادر انا لا ابادر، نعم الذي يشن علينا حرب شعواء ــ لسنا بغافلين ــ والذي تعمله قناة العربية والجزيرة، والذي تعمله بقية القنوات اصلا لسنا بغافلين وايضا نحن منتبهين الى هذه التحركات أن فلان او فلان جالسين في الامارات او الاردن او بمصر او ما الى ذلك ايضا ليتآمروا لسنا بغافلين عن ذلك، لكن هناك لدينا اولويات هي التي نعطيها اهتمامنا. اما الزبد فلا قيمة له، يطلع فلان يريد يصير عنتر زمانه بالفضائيات واذا اتى يجلس امامنا بحجمه الحقيقي، هذا ليس له قيمة هو يسقط بنفسه هو الذي يسقط وهو الذي يفقد المصداقية وليس نحن من يفقد المصداقية. وهنا قضية اود ان اشير اليها، وهي لماذا الائتلاف لا يخرج ويصرح، الكثير من اخواننا يشتكون: لماذا نواب الائتلاف لا يخرجون ويصرحون ويصرخون، ويقولون ان الائتلاف جالس لا يتكلم , هناك فرق يا أحبتنا بين من يعطي كلمة ويلتزم بها، وبين من لا يلتزم بكلمته , هناك فرق بين من هو مسؤول عن دولة ومسؤول عن شعب وبين عصابات موجودة لا تفكر بالدولة ولا تفكر بالشعب بقدر ما تفكر بنفسها , سهل علينا ان نطلع ونشتم ونصرخ ونبكي وما الى ذلك لكن هذا يدمر وطن كثير من الاحيان السكوت هو الحل .
نحن اذا لم نتجه باتجاه التصرف باصولنا وبمعايرنا مع عدم الغفلة عن المعركة مع الارهاب لن نستطيع ان نحقق النتائج المرجوة، اذن المعركة مستمرة والدولة ماشية في موضوع الارهاب وليست ساكتة عن الارهاب لكن ارجع واقول ارادتنا محدودة في هذا المجال بسبب قرار 1546 وليست مطلقة بالشكل الذي نريده نحن، وهناك امامنا مشاكل، وهذه المشاكل نعمل على حلها ونعمل على معالجتها، لكن ليست كل القضايا لدينا قدرة في ان نتكلم بها أو عنها. اسال الله سبحانه وتعالى ان يوفقكم ويرزقنا واياكم حسن العاقبة وحسن الخاتمة وان يحفظ لنا العراق والعراقيين اسال الله سبحانه وتعالى ان يعجل لنا رؤية تلك الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة لامامنا المفدى الامام المنتظر عجل الله فرجه الشريف وان يرزقنا واياكم التوفيق بالاستشهاد بين يديه .
وكالة انباء براثا ( واب )
https://telegram.me/buratha