وأضاف المقال أن هذا المقترح جاء بعد فشل التقديرات الأميركية التي راهنت على كسب ود الجماعات السنية الطائفية ، لا بل أن المسؤولين الأميركيين أصبحوا يرون أن هذه الإتصالات جاءت برد فعل عكسي وأقصت الأغلبية الشيعية , وذكرت مصادر مقربة من الخارجية أن المقترح أطلق عليه إسم "80 في المئة" أي أن على البيت الأبيض كسب ثقة 80 في المئة من مكونات الشعب العراقي من شيعة وكورد بدل التركيز على العشرين في المئة من العرب السنة. وتقول الصحيفة نقلا عن مسؤولين رفضوا الكشف عن هويتهم لحساسية الموضوع، إن هذا المقترح لقي معارضة جدية من قبل السفير زلماي خليل زاد ، الذي يعتقد أن التحركات الدبلوماسية المكثفة لإقناع الجماعات السنية بالإنضمام إلى العملية السياسية ، هي أمر حيوي لإستقرار أمن البلاد. وبعد عشرة أيام من المناقشات المكثفة بين أصحاب القرار في البيت الابيض، فأن مسؤولي وزارة الخارجية يحاولون أن يقنعوا بعض المعارضين لهذا المقترح بأن التدخل في الشأن السياسي العراقي أمر غير بناء خاصة بعد نتائج الإنتخابات في ديسمبر - كانون أول الماضي. بالإضافة إلى أن المصالحة الوطنية مع السنة الآن ، كما يعتقد مسؤولو الخارجية ، أصبحت غير ممكنه كما أنها تعرض للخطر علاقات واشنطن مع شيعة العراق الذين يشكلون نحو 60 في المئة من عدد السكان. ويحاول مستشار وزارة الخارجية فيليب زيلكو الذي وضع هذا المقترح إقناع البيت الأبيض بأن محاولات إرضاء العرب السنة قد مضت أبعد مما يجب، مما يقود إلى فشل السياسة الأميركية في العراق الى المساومة. إلا أن مقترح وزارة الخارجية يوصي بأن تبقي الولايات المتحدة ذراعها الدبلوماسية الطويلة في محاولاتها لرأب الصدع بين السنة والشيعة.
مسألة أخرى يثيرها المقترح وهي كيفية بذل المزيد من الجهود الدبلوماسية الأميركية لإقناع دول الجوار بلعب دور أكثر فعالية للمساهمة في إستقرار الأوضاع داخل العراق. كما تلاحظ الصحيفة أن كلا من البيت الأبيض ووزارة الخارجية مازالا متمسكين بسياسة عزل إيران وسوريا، رغم توصيات لجنة بيكر بإشراكهما في جهود تهدئة الأوضاع في العراق. ومع أن الفريق المكلف بإعادة النظر في السياسة الأميركية تجاه العراق قد قدم خلاصة أفكاره إلى الرئيس بوش يوم الأحد الماضي بدون أن يتم التوصل إلى تسوية بين وجهات النظر المختلفة حول الموضوع، إلا أن جميع الأطراف متفقة بشدة على ضرورة الميل نحو شيعة العراق.
وقد وضعت هذه الإقتراحات جانبا لحين عودة الرئيس بوش لمناقشتها بعد مباحثاته مع رئيس الوزراء نوري المالكي في عمان. ومع أن الإدارة الأميركية كانت تأمل في أن تنتهي من مناقشة جميع هذه المقترحات، إلا أن مستشار الأمن القومي ستيفن هادلي أخبر الصحفيين وهو في طريق عودته من الأردن يوم أمس الخميس، أن التغييرات التي ستطال السياسة الأميركية في العراق، لن تتأخر شهورا بل بضعة أسابيع فقط. أما وزيرة الخارجية كونداليسا رايس فقد صرحت أمس الخميس في العاصمة الأردنية عمان، بأن الرئيس بوش سيراجع توصيات لجنة بيكر يوم الأربعاء المقبل ويلتقي بعدها بكبار قادة الجيش وبفريقه المخصص لمراجعة السياسة حول العراق، وبعدها سيتخذ الإتجاه الملائم للسياسة الأميركية وللظروف الحالية في العراق، على حد قولها.
https://telegram.me/buratha