أقامت منظمة الأرامل العراقية في الديوانية مؤتمراً للمقابر الجماعية في العراق برعاية مركز العراق الجديد للإعلام والدراسات في بريطانيا، وحضر المؤتمر جمع من الشخصيات السياسية وذوي ضحايا المقابر الجماعية، ونوقشت في اللقاء مقررات مؤتمر لندن التي رفعت الى مجلس الوزراء في أيلول الماضي وخاصة فيما يخص معاناة ذوي الضحايا في محافظة القادسية والتي شهدت اكتشاف الكثير من المقابر.
وأدارت المؤتمر السيدة سلامة الصكبان رئيسة منظمة الأرامل العراقية في الديوانية والتي رحبت بالضيوف والحاضرين وتحدثت في كلمة المنظمة التي افتتحت بها المؤتمر عن اهمية اللقاء في جلب انتباه الحكومة للمظالم التي حاقت بذوي الضحايا وخاصة الأرامل التي ما زالت بعيدة عن حقوقها المشروعة والتي يكفلها القانون باعتبارها المتضرر الأول من جرائم النظام السابق.
وتكلم الدكتور طالب الرماحي الذي رعى المؤتمر عن حيثيات مؤتمر لندن والأسباب التي دعت الى انعقاده في أيلول الماضي ومما قاله: إن الشعوب إذا لم تكن فاعلة في المطالبة بحقوقها المشروعة فإنها سوف لن تحصل على شيء من تلك الحقوق مهما كان نوع الحكومات، وهذا ما تفعله الشعوب الأوربية في تعاملها مع حكوماتها، ولذا فإننا ومن خلال هذه اللقاءات نكون قد خلقنا الفرص الملائمة لطرح مظلومية شعبنا العراقي والمطالبة بحقوقها المدنية والإجتماعية من الحكومة العراقية ومسؤوليها في دوائر الدولة. وذكر الرماحي أن النظام العراقي السابق كان من أعتى الأنظمة التي شهدتها البشرية في العصر الحديث ولذلك فقد جاءت جرائمه غريبة في حجمها وطرق ارتكابها.
ثم تكلم الأستاذ علي حسون فرحان ممثل مركز العراق الجديد للإعلام والدراسات في بريطانيا لدى العراق وتناول في حديثه الإهمال الذي طال قضية المقابر الجماعية من ناحيتي التعامل الميداني كأساليب البحث والتنقيب التي مازالت بدائية ولا تعتمد الطرق العلمية المعمول بها في العالم وناحية تعامل الدولة العراقية مع ذوي ضحايا المقابر الجماعية الذين ما زالوا يتعرضون الى عملية تهميش ، وعرض الأستاذ فرحان الكثير من الحلول والمقترحات التي من شأنها تقلل من معاناة ذوي الضحايا.
وشارك في أعمال المؤتمر السيد يحيى القصير عن مؤسسة الشهيد في محافظة القادسية وتكلم عن دور المؤسسة ونشاطاتها المختلفة في خدمة ذوي الشهداء وقد رد بعض الحاضرين على بعض ماورد في حديث السيد الفصير وخاصة فيما يتعلق بتوصيات مؤتمر لندن وحجم النشاظات التي تقوم بها مؤسسة الشهيد في الديوانية.
ثم تحدث الشيخ نعمة العبادي الذي يدير معهدا للدراسات والبحوث في النجف الأشرف وأشار الى أهمية التنسيق والتعاون بين منظمات المجتمع المدني في الوقت الراهن ومما ذكره العبادي : طالما أن منظمات المجتمع المدني هي منظمات غير حكومية ومستقلة في نشاطها وآليات تنفيذ برامجها فلا تعارض في أي بعد من أبعاد عملها ما دام الجميع يؤدون أعمالاً تخدم المجتمع العراقي وأن تشابهت الأهداف والمهمات، نعم ربما ذلك يشكل عائقاً لدى دوائر الدولة والتي تنفرد كل دائرة بصلاحيات معينة لايجوز للدوائر الأخرى أن تنتحلها بحكم قوانين الدولة ذاتها.
وجرى حوار مفتوح بعد ذلك بين الحاضرين والدكتور طالب الرماحي حيث أجاب الأخير على كثير من الأسئلة المتعلقة بجريمة المقابر الجماعية ودور الحكومة العراقية في إدارة هذا الملف الماساوي.
وقبل انتهاء أعمال المؤتمر ناقش الحاضرون التوصيات والمقررات التي سوف ترفع الى الحكومة العراقية للمساعدة على تنفيذها حيث تشكل رغبات وتطلعات شريحة واسعة من أبناء شعبنا في محافظة القادسية والتي كان لها حصة وفيرة من جرائم النظام السابق وعشرات من المقابر الجماعية، وخلصوا الى ما يلي من التوصيات:
تفعيل مؤسسة الشهيد وتقديم الدعم اللازم لفرع المؤسسة في الديوانية، من أجل تمكينها من تقديم اكبر قدر من الخدمات التي ترفع من قدراتها في العطاء .
يدعو المؤتمرون الى الإهتمام بذوي المقابر الجماعية في محافظة القادسية من أرامل ويتامى ومتعلقين من خلال تقديم المساعدات المادية والمعنوية ومنحهم أولوية في ذلك.
مطالبة البرلمان العراقي بضرورة الإسراع في إقرار قانون الشهداء والسجناء وتفعيله بما ينسجم ومظلومية ضحايا النظام السابق.
الإسراع بتنفيذ نصب تذكاري لضحايا المقابر الجماعية في محافظة القادسية مع متحف يتضمن جميع مقتناياتهم.
تفعيل قانون اجتثاث البعث ودعم الهيئة الوطنية العليا لاجتثاث البعث من أجل طرد البعثيين المجرمين من كافة دوائر الدولة وإحلال العناصر المخلصة.
الإسراع في فتح ملف قضائي لجريمة المقابر الجماعية واعتقال كل من شارك فيها بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
لندن- مركز العراق الجديد للإعلام والدراسات في بريطانيا
قسم الشؤون السياسية
https://telegram.me/buratha