الأخبار

تفاصيل الجلسة الـ23 لمحاكمة الطاغية صدام حسين في قضية الأنفال

3324 23:55:00 2006-11-27

استأنفت يوم الاثنين 27/11 المحكمة الجنائية العراقية العليا برئاسة القاضي محمد العريبي الخليفة الجلسة الـ23 من محاكمة الطاغية العراقي صدام حسين وستة من معاونيه في قضية الابادة الجماعية في حملات الأنفال عام 1988. حيث استمعت المحكمة الى افادة اثنين من المشتكيين اكدوا تعرضهم الى التعذيب خلال فترة اعتقالهم وانهم من الناجين من المقابر الجماعية.

في بداية الجلسة قال محامي الدفاع بديع عارف إن الأمريكيين يتدخلون في المحاكمة، مشيراً إلى أن الحكم الذي سيصدر في المحاكمة جاهز مسبقاً.

فيما اجابه رئيس المحكمة قائلا: لا تحاول أن تستفز المحكمة والمحكمة لا تسمح لأي شخص بالتحدث بالنيابة عنها.

محامي الدفاع يطلب من رئيس المحكمة التدخل لوقف بعض المضايقات التي يتعرض لها من جانب سلطات المطار لدى خروجه وعودته من المطار.

رئيس المحكمة يقول إن المحكمة مسؤولة عما يحدث داخل قاعة المحكمة.

المتهم علي حسن المجيد (علي الكيمياوي) يشتكي لرئيس المحكمة من تقصير في تزويد المتهمين بإفادات بعض المشتكين أمام قاضي التحقيق.

رئيس المحكمة يقول إنه لم يتلق هذه الإفادات وكذلك هيئة الإدعاء، وأن الوسيلة المتاحة هي تدوين أقوال المشتكين ومناقشتهم.

المتهم صابر الدوري يطلب من القاضي منحه فترة ثانية للاتصال بشهود الدفاع، وينتقد الشهود الذين يتخوفون من الحضور للمحكمة خشية اعتقالهم.

ومن ثم بدأت المحكمة في الاستماع للمشتكي الأول في جلسة اليوم تيمور عبد الله أحمد من مواليد 1976 ويقطن في واشنطن بالولايات المتحدة وهو من منطقة كلار في إقليم كوردستان ولم تعلن هيئة المحكمة عن اسمه حيث بدأ المشتكي بالادلاء بافادته قائلاً: في عام 1988 تلقينا أنباء تفيد بحشد القوات العراقية بالقرب من قريتنا. وقام وجهاء قريتنا بالاتفاق على الاستسلام للقوات العراقية دون التعرض لأذى. فقامت قوات عسكرية بإطلاق اطلاقات تحذيرية على القرية. وانتقلنا إلى قرية أخرى لمدة ثلاثة أيام، وقررنا بعدها العودة إلى قريتنا الأصلية لجلب بعض الحاجيات. ونصب الأهالي رايات بيضاء أعلى أسطح المنازل لإيصال رسالة السلام والاستسلام إلى قوات الجيش العراقي.

واضاف المشتكي: بعد عدة أيام هاجمت قطاعات من الجيش العراقي قريتنا. واحتجز الجيش العديد من سكان القرى الكوردية في المنطقة. وبعد احتجاز دام أكثر من 30 يوماً تم ترحلينا في سيارات مغلقة وأثناء الرحلة توفيت فتاتان بسبب عدم وجود نوافذ ورداءة التهوية.

بعد فترة انقطاع للبث التلفزيوني واصل المشتكي إفادته قائلا: أن نيران الجيش العراقي إنهمرت علينا كالمطر مما دفعني وعائلتي المكونة من والدي عبد الله أحمد ووالدتي سارة محمد محمود وشقيقاتي الثلاث: كيلاس ووسنور ولاولاو وخالتي معصومة وأولادها: فاطمة حسين وسردار وشمال وكمال وحبسة إلى الدخول بسرعة في إحدى الحفر القريبة منا.

ومضى الشاهد قائلا: كنت أرى ما يحدث داخل الحفرة حيث كانت هناك إمرأة حامل وكان قوات الجيش يطلقون النار على رأسها والتي خرجت منها الدماء بغزارة. كما رأيت شقيقتي (لاولاو) وهي تصاب في معصمها والدماء تنزف منها وشاهدت والدتي عند إصابتها في رأسها وقد قطعت الشال الذي كانت تلبسه لإيقاف نزف الدم وكذلك والدي الذي أصيب بجراح مختلفة في جسمه وقد توفوا جميعا من تأثير النيران التي تعرضوا لها.

وتابع المشتكي: دفعني جندي عراقي إلى داخل حفرة وتظاهرت بالموت ولم أحاول الخروج. وشاهدت إصابة شقيقتي بطلقة في معصمها وسالت الدماء منها. كما أصيبت شقيقة أخرى لي عمرها ثلاث سنوات بطلقة في خدها. واستمر إطلاق النار لفترة ثم توقف بعد ذلك. وكنت أتظاهر بالموت داخل بحر من الدم.

واضاف المشتكي: حاولت بعد ذلك الخروج من الحفرة. ولكن واجهت مشقة بسبب وجود الكثير من الجثث. واضطررت للبقاء في الداخل. وكان ارتفاع الحفرة أقل من متر وعرضها بعرض الحفار.

وتابع المشتكي: شاهدت سيارة لاندكروزر تدور حول الحفر للتأكد من عدم نجاة أي شخص. و كنت أنتقل من حفرة إلى أخرى هربا من تلك السيارة. وفي الحفرة الأخيرة فقدت الوعي. وعندما استعدته وجدت الحفر كلها مردومة بالتراب وليس بها أحد.

واضاف المشتكي: كنت مجروحاً وواصلت المشي ليلاً بعد أن شاهدت أمامي خيمة وهاجمتني كلاب. وعند وصولي للخيمة خرج صاحب الخيمة وكان عربياً وتحدث إلي ولم أفهم.

وأخبرت الرجل أنني طفل قتل الجيش العراقي والدي ووالدتي وشقيقاتي. وكان الرجل يعرف شيئا من اللغة الكوردية نتيجة إقامته لفترة في الموصل. فأخذني الرجل للخيمة وخلع ملابسي الكوردية وأحرقها ثم أعطاني لباساً عربياً.

واضاف المشتكي: أخذوني إلى قرية عربية مجاورة للعلاج من جروحي. ثم نقلوني إلى مدينة لا أرغب بذكرها وبقيت هناك ما يقرب من عامين ونصف. ومن ثم طلبت منهم أن أعود إلى قريتي الكوردية حيث يوجد عدد من أقربائي. وجاء اثنان من عمامي وأخذاني إلى كوردستان.

وتابع المشتكي: تصادفت عودتي إلى كوردستان مع انسحاب القوات العراقية من الكويت. علمت الاستخبارات العراقية بعودتي وأرادوا تصفيتي. وقام أحد عمامي بنقلي إلى إحدى القرى المدمرة. وبقيت هناك حتى بداية الانتفاضة عام 1991. وبعدها عدت إلى منزل عمي في مجمع للسكان الكورد.

واضاف المشتكي: اقدم الشكوى ضد المتهم صدام والمتهم علي حسن المجيد وكل من ساهم في عملية الأنفال. وأطلب التعويض عن الأضرار المادية والمعنوية، ولكن هذا لن يعوض إصبعا واحدا من والدي.

محامي الدفاع يدفع بأن المشتكي لم يمثل بعد أمام قاضي التحقيق قبل الإدلاء بافادته أمام المحكمة.

رئيس المحكمة يقول إن المشتكي جاء مباشرة للمحكمة دون أن يتم التحقيق معه.

محامي الدفاع يستجوب المشتكي حول تفاصيل إفادته فيما يتعلق بتفاصيل أشكال الحفر.

المشتكي: كانت الحفر طويلة وطول كل منها حوالي مترين ونصف وعرضها بعرض سكين الحفار.

محامي الدفاع يشكك بقدرة المشتكي على الانتقال من حفرة إلى أخرى في ظل إصابة بكتفه.

المشتكي: إن إطلاق النار على السكان الكورد تم في منطقة عربية. وأعتقد أنها تقع بالقرب من الحدود السعودية.

محامي الدفاع يسأل المشتكي عن كيفية معرفته بمصرع والده في ظل فصله مع النساء بعيداً عن الرجال والمشتكي يرد بأن والده لا يزال مفقودا حتى الآن.

رئيس المحكمة يقول للمشتكي إنه ذكر واقعة مصرع والده. والمشتكي ينفي.

محامي الدفاع يواصل التشكيك في شهادة المشتكي مستشهدا بأقوال متناقضة.

المشتكي: إطلاق النار على النساء والأطفال كان تنفيذا لأوامر صادرة من سلطات عليا حتى أنني رأيت الدموع في عيني أحد الجنود الذين قاموا بإطلاق النار.

المتهم علي حسن المجيد يستجوب المشتكي حول الفترات الزمنية المحددة التي قضاها أثناء تنقلاته في مواقع مختلفة خلال رحلة هروبه.

المشتكي: كنت منشغلا بالاستخفاء من الاستخبارات العراقية بالتعاون مع ابن عمي الذي كان يجلب الطعام لي.

المتهم يشكك في أقوال المشتكي ولا سيما في قدرته على فك وثاقه قبل دفعه إلى داخل الحفرة مع آخرين والبدء في إطلاق النار عليهم.

ومن ثم قرر رئيس المحكمة رفع الجلسة للاستراحة لمدة ساعة ونصف.

ومن ثم استأنفت المحكمة الاستماع الى المشتكين حيث طلب رئيس المحكمة من المشتكي الثاني في جلسة اليوم الـ23 المثول امام المحكمة والادلاء بافادته وهو من مواليد 1969 وعضو من اعضاء قوات البيشمركة.

حيث بدأ المشتكي بافادته قائلاً: في عام 1988 بتاريخ 8 أغسطس/آب بعد شهرين ونصف من المعارك مع الجيش العراقي وكنت مصاباً جراء الاشتراك في معارك مع الجيش في الشهر السابق (24/7) قامت الحكومة بسحب قواتها من الجنوب لدعم قواتها في الشمال لذلك لم أتمكن من المشاركة في تلك المعارك.

وتابع المشتكي: صدرت أوامر من قيادة البيشمركة بسحب القوات من تلك المنطقة إثر معارك شديدة بسبب عدم التكافؤ ولم أتمكن من الانسحاب معهم بسبب الإصابة فبقيت مع بعض الأشخاص.

واضاف المشتكي: بسبب سوء الأوضاع قررنا التوجه لمنازل أقاربنا أو معارفنا فتوجهت إلى منزل أحد أقاربي وأوصلت إلى أهلي خبراً عن مكان وجودي. فاقترح أهلي بأن يقوموا بطلب المساعدة من أحد الأشخاص للاختباء لكنه اعلمهم بأن أقوم بتسليم نفسي بسبب صدور عفو على أن أحتجز لمدة يومين ثم يطلق سراحي لاحقاً حيث قام بتسليمي لدائرة الأمن وذلك في 15 أغسطس/آب 1988 وكنت أبلغ من العمر19 عاماً. وهناك أخذوا اسمي وعمري وعنواني وقام أحدهم باستجوابي ثم نقلوني في اليوم نفسه إلى دائرة الأمن في أربيل.

واضاف المشتكي: وهناك انتظرت انقضاء اليومين ليأتي الشخص الذي وعدني ويخرجني ولكنني بقيت لأسبوع وفقدت الأمل بمجيء ذلك الشخص حيث بقيت لغاية 30/8/1988 حيث أجروا تعداداً لنا حتى بلغ عددنا 97 معتقلاً ونقلونا بسيارت نقل إلى كركوك وكنا كلنا من الكورد والمشرفين علينا كانوا من المغاوير والحرس الخاص. تعرضنا للتعذيب ولكنه لم يكن شديداً.

القاضي يطلب الورقة الموجودة أمام المشتكي حيث كان يقرأ منها ما قال إنه رؤوس أقلام حول الشهادة للاطلاع عليها وأرسلها لمحامي الدفاع الذي وافق عليها.

وتابع المشتكي: في كركوك وصلنا إلى منطقة قريبة توقفت السيارة قرب مبنى كتب عليه دائرة الشؤون الشمالية وهناك كان قاعتين كبيرتين ضمت الأولى عدداً من النساء والأطفال ووضعونا في القاعة الثانية. في هذه الدائرة كان التعذيب الذي تعرضنا له خلال الأيام الثلاثة الأولى شديداً ومن أصناف التعذيب السير حفاة على أرضية غرفة مليئة بالزجاج المكسور وكذلك ربطنا فوق مصطبة ويسكبون علينا من كيس ماء بارداً على جبيننا. كذلك تعرضنا لنوع آخر من التعذيب البقاء في دورات المياه لثلاث ثوان حيث كان الحارس يعد إلى الرقم ثلاثة ثم يخرجوننا والشخص الذي يتأخر بعد العد كان يتعرض للضرب الشديد بحيث أنه لا يقوى على السير بعدها. أصبحنا نخشى الأكل والشرب حتى لا نتوجه إلى دورات المياه خشية التأخر والتعرض للضرب.

وتابع المشتكي: كنت أتعرض للضرب بسبب الذهاب إلى دورة المياه لأنني كنت أتأخر فيه وكنت مضطراً لذلك لأنني لم أكن استطيع البقاء من دون طعام. ومن اصناف التعذيب الأخرى تعذيب نفسي أنهم فتحوا باب القاعة حيث كان ثلاثة أشخاص معلقين في سقف الغرفة وكانت اسطوانات غاز قد ربطت بأعضائهم الجنسية وهذا حدث مرة واحدة فقط فيما استمرت عمليات التعذيب الأخرى أكثر من مرة.

واضاف المشتكي: من حالات التعذيب الأخرى أنهم عندما كانوا يفتحون باب القاعة كانوا يجبروننا على ضرب بعضنا البعض بعد إجبارنا على الوقوف. في أحد الأيام أحضروا ثلاثة من قوات البيشمركة وكانوا ينادونهم بأسماء مستعارة عليهم وعندما لا يردون عليهم عند منادتهم بتلك الأسماء كانوا ينهالون عليهم بالضرب.

وقدم المشتكي قائمة بأسماء عدد من المعتقلين الذين كانوا معه في تلك الفترة وأسماء افراد قوات البيشمركة الثلاثة.

وتابع المشتكي: استمر حالنا لغاية 6/9/1988 حيث علمنا بصدور قرار بالعفو العام وقاموا بعدها بإخلاء القاعة التي تضم النساء والأطفال. وكان هناك حارس لم يشارك في تعذيبنا ولكنه لم يكن مسؤولاً أو قادراً على تقديم المساعدة لنا رغم كونه عطوفاً ورحيماً معنا. وبعد ذلك بقينا لمدة خمسة أيام وسألنا الحارس عن العفو لكنه كان يجيب بأنه لا يعلم شيئاً وعاد التعذيب مرة أخرى الذي استمر لغاية 14/9/1988.

واضاف المشتكي: بعد ذلك قاموا بقراءة أسماءنا حيث أخرجونا من القاعة بعد أن وصل عدد المعتقلين إلى 180 شخصاً أخرجونا للخارج وكانت ست سيارات بانتظارنا وقاموا بتوزيعنا على تلك السيارات وقاموا بتقييدنا وتغطية عيوننا. وتم إبلاغنا بأننا سنتجه إلى بغداد ولكن بعد خمس دقائق تقريباً انعطفت السيارات يساراً ثم انحرفت عن الطريق العام إلى طريق ترابي.

وبعدها علمنا أننا لا نتجه إلى بغداد وإنما لنلقى حتفنا وبعدها تمكنت من حل وثاق يدي ورفعت العصبة عن عيني لأعرف ما يجري حولي.

وتابع المشتكي: بعدها حاولت إقناع المعتقلين بأن أحل وثاقهم ومهاجمة الحارس وأخذ السلاح منه حتى نتمكن من مواجهة الموت بصورة أفضل مما كان ينتظرنا. ورغم محاولاتي الكثيرة لم أنجح بإقناعهم.

بعدها توقفت السيارات وفتحوا الباب الخلفي لها وقاموا بإنزال ثلاثة من كل جانب من السيارة وأقدر أن الوقت استغرق ما بين 30 إلى 45 دقيقة بعد انطلاق السيارات.

واضاف المشتكي: أذكر أنني كنت سابع شخص تم إنزاله من الباب الخلفي للسيارة قام المشتكي برسم السيارة وأبوابها وقدمها للقاضي.

واردف المشتكي: وعندما اكتشفوا أنني تمكنت من حل وثاقي ضربوني ضرباً شديداً. بعدها جاء شخص وأمر الحرس بأن يتركوني وأخذني إلى جهة بعيدة عن السيارة وأمرني بالجلوس حيث كانت أمامي حفرة طويلة. وعندما كنت أنظر إلى الحفرة أحسست بأنني تعرضت للضرب بأداة قوية وسقطت بالحفرة وغبت عن الوعي بعد قليل حيث تلمست وجه أحد الأشخاص كان الظلام حينها قد حل.

وتابع المشتكي: بعد عودة الوعي كان التراب ينهال علينا حيث كان الجزء السفلي من جسمي مغطى بالتراب وتمكنت من تحرير نفسي مستغلاً الظلام واتجهت إلى الطرف الآخر من الحفرة ورفعت نفسي وخرجت منها وانتظرت قليلاً وعندما أيقنت أن الحراس لم يشاهدونني تدحرجت بعيداً عن الحفرة.

القاضي يسأل المشتكي عن الأشخاص الموجودين في الحفرة وما إذا كانوا قد تعرضوا لإطلاق النار.

اجاب المشتكي: لم أسمع صوت إطلاق عيارات نارية ولكن من الواضح أنهم تعرضوا لما تعرضت له أي الضرب والسقوط داخل الحفرة.

القاضي يسأل عن عمق الحفرة وحجمها التقريبي.

المشتكي الثاني: تقريبا كان عمقها بين متر ونصف ومترين وطولها بين 15-20 متراً أما عرضها فبين متر و1.25 متراً.

وبعد ذلك سمعت أصوت صليات نارية اعتقدت أنها كانت باتجاهي.

قال الشاهد إن أعمار المعتقلين كانت متفاوتة بين الصغير والكبير أنه لم يكن هناك فرق في العامل مع المعتقلين فقاً لأعمارهم وأنه كان هناك شخص متخلف عقلياً وكان يعامل بالطريقة نفسها ولم يكن يتلقى أي معاملة أو رعاية طبية.

وقال المشتكي إنه كان يعرفه لأنهما من المنطقة نفسها.

شوهد المتهم صدام وهو يسجل ملاحظاته خلال جلسة المحكمة.

واضاف المشتكي إنه واصل الهرب حتى وصل طريقاً معبداً لا يعرف إلى أين يتجه وظل ينتظر إلى حين مرور سيارة تنقله إلى مكان آخر.

واردف المشتكي: أوقفت السيارة عن طريق الوقوف في منتصف الطريق ورأيت أن السائق كان يرتدي الملابس العسكرية فخفت خوفاً شديداً. وتقدمت نحوها وتحدث السائق معي باللغة الكوردية فارتحت قليلاً وسألني عما أفعله في المنطقة. وأبلغته بما حدث ورأيت أن شخصاً آخرآ كان مع السائق كان يبكي أثناء ذلك فقال الشخص إنه سيأخذني إلى منزل قرب كركوك.

وتابع المشتكي: عندما وصلنا إلى بيتهم قدموا لي الطعام ونقلوني في اليوم التالي إلى منطقة أخرى. وبعد أن أوصلني هناك قال لي إنه لا يستطيع أن يأخذني إلى أبعد من ذلك وأعطاني خمسة دنانير عراقية رغم حالته المادية الضعيفة. وفي 23/9/1988 تمكنت من التوجه إلى أربيل حيث اتصلت بأهلي ثم ذهبت إلى مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني في جبال كوردستان في محافظة السليمانية. وهناك قدموا لي المساعدة وتمكنوا من نقلي إلى منطقة الحدود.

محامي الادعاء يستجوب المشتكي حول كيفية نقل المعتقلين المائة والثمانين وهل دفنوا أحياء جميعاً أم بقي قسم منهم في القاعة؟

المشتكي: بسبب العصابة على العين لم أتمكن من رؤية بقية السيارات وعدد من نقل فيها حيث تمت قراءة الأسماء كلها وبعد نقلي إلى السيارة وبقيت فيها قرابة 20 دقيقة.

محامي الادعاء يسأل ما إذا كان المشتكي يطالب بالتعويض أم لا؟ وخلال مسيرته في الاعتقال هل تم التحقيق معه وتحويله إلى محاكمة أم لا؟

المشتكي: كلا لم يحدث ذلك باستثناء ما سأله العريف الأمني كما ذكرت.

محامي الدفاع يسأل المشتكي عن وضعه.

المشتكي: كنت مقاتلاً عادياً.

محامي الدفاع يسأل عن موقع القتال بين قوات البيشمركة والجيش العراقي والذي استمر لمدة شهرين ونصف؟.

المشتكي: في مناطق كوردية تابعة لمحافظة أربيل.

محامي الدفاع يسأل عن أسباب المعارك بين الجانبين؟.

محامي الادعاء يعترض على أسئلة محامي الدفاع مشيراً إلى أن الشهادة تدور على وجود مقبرة للأحياء.

محامي الدفاع يسأل المشتكي عن تحركات الجيش وكيفية معرفته بنقل قطاعات من الجيش من الجنوب إلى الشمال؟.

المشتكي: القوات الموجودة في الشمال لم يكن بإمكانها التغلب على قوات البيشمركة فجاءت قوات مساندة.

القاضي يوضح السؤال للمشتكي مرة أخرى.

المشتكي: نحن كنا مقاتلين في صفوف البيشمركة ولكننا كنا نسمع من التنظيمات الداخلية.

المحامي بديع عارف عزت يطالب بتثبيت ملاحظات المدعي العام حول أسئلة محامي الدفاع السابق.

المحامي بديع يسأل عن مساحة القاعة التي اعتقل فيها الرجال؟.

المشتكي: طول القاعة كان بين 25-30 متراً وعرضها 6-8 أمتار.

المحامي يسأل عن التعذيب وما إذا كان يتم في قاعة أخرى؟.

المشتكي: التعذيب المتعلق بالسير على الزجاج كان يتم في غرفة وبعض التعذيب خارج القاعة والبعض الآخر داخل القاعة.

محامي الدفاع يسأل عن كيفية معرفة المشتكي بتعليق بعض المعتقلين خارج القاعة وكيفية تعليق اسطوانات الغاز في أعضائهم البشرية!

محامي الدفاع يجادل بافادة المشتكي الأخير ويقارنها بافادة مشتكي سابق ثم يجادل حول نقطة تطرق إليها المشتكي عندما سقط في الحفرة.

القاضي يقول للمحامي بديع "استاذ بديع أعتقد أن لديك خيال واسع.

المشتكي: لم أتعرف على الشخص الذي لمسته عند سقوطي في الحفرة.

المحامي بديع يسأل عن قطرات الماء البارد التي تساقطت على جباه المعتقلين أثناء تعذيبهم.

المحامي يسأل عدد المعتقلين الذين تمكنوا من الهرب من الحفرة بحسب معلوماته.

المشتكي: كنا 179 شخصاً وعندما تم إنزالنا من السيارة لا أعرف أين توجهوا ببقية المعتقلين لكنني الشخص الوحيد الذي نجا.

المحامي يسأل المشتكي عن علاقته بالحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني.

المشتكي: الرابط الذي كان يربطنا هو أننا كورد.

محامي الدفاع عن مبنى "منظمة الشؤون الشمالية" وكيفية معرفته بهذا الاسم.

المشتكي: قرأت هذه العبارة مكتوبة بالعربية خارج البناية.

تميزت أسئلة محامي الدفاع بالابتعاد عن فحوى افادة المشتكي الذي قال إن المعتقلين تعرضوا لمحاولة دفنهم أحياء.

أحد محامي الدفاع يسأل المشتكي عن عدد أفراد الفصيل الذي كان بضمنه.

المحامي نفسه يسأل عن وجود أحزاب أخرى تقاتل إلى جانب قوات البيشمركة.

ثم سأل عن أسماء هذه الأحزاب وما إذا كان حزب الدعوة بضمنها ومدى شدة المعارك بين البيشمركة والجيش العراقي.

محامي الدفاع يسأل عن كيفية قدرة قوات البيشمركة على الصمود في وجه القوات العراقية وأنواع الأسلحة التي كانوا يستخدمونها ومصادر تسليحهم.

القاضي انتقد أسئلة أحد محامي الدفاع مطالباً إياه بالتركيز على موضوع الشكوى، مشيراً إلى أن ذلك يعد متاهات وتضليلا للمحكمة.

المحامي يحاول أن يدافع عن وجهة نظره لكن القاضي يصر على أن ذلك يجر المحاكمة لمتاهات بعيداً عن مجريات المحاكمة.

محامي الدفاع يسأل عن وجود أسرى من الجيش العراقي لدى قوات البيشمركة.

المشتكي يقول إنه لم يكن لديهم أسرى مشيراً إلى أنهم كانوا يطلقون سراح الجنود العراقيين بعد القبض عليهم وكانوا يتحدثون معهم ويحاورونهم.

محامي الدفاع يطالب بتثبيت نقطة حول أن المشتكي لا يعرف اللغة العربية.

المتهم علي حسن المجيد يناقش المشتكي و يسأله عن مكان العلاج من الإصابة التي تعرض لها.

المشتكي يقول إنه لم يعالج.

المتهم علي حسن المجيد يسأل عن مكان إصابته ثم يسأله عن عن كيفية معرفته للمغاوير والحرس الخاص.

المشتكي يقول إنهم كانوا يعرفون ذلك من لباسهم وزيهم العسكري وهم كانوا مخصصين لحراسة المعتقلين.

وبعد أخذ ورد بين القاضي ومحامي الدفاع حول أوراق ووثائق وافادات المشتكين، كما رفض القاضي تزويد الدفاع بمحاضر الجلسات كافة.

وقد تم قطع الصوت خلال جلسة المحكمة عدة مرات. ولم يتم ذكر اسم المشتكي الثاني داخل المحكمة.

واتهم المشتكي الثاني خلال جلسة اليوم للمحكمة قوات الجيش العراقي بمحاولة اغتياله وقال انه نجا من الموت على ايدى قوات الجيش بعد ان تم وضعه في حفرة هو وستة من المقاتلين الاخرين.

ومن ثم قرر القاضي محمد العريبي الخليفة رئيس المحكمة الجنائية العراقية العليا رفع جلسة المحكمة الى يوم غد الثلاثاء للاستماع الى افادات مشتكين آخرين في قضية الانفال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك