وكان مثل هذا الاتهام مبررا لو كان صادرا من جهة اعلامية هي طرف في الصراع السياسي والطائفي والعرقي القائم في العراق ، اما ان تسارع وكالة تدعي الحيادية لتشخيص الفاعلين ولما يعرفوا بعد ، فهذا واحد من مصاديق الانحياز وعدم الموضوعية في تقارير رويترز !!
وخلال الاثنتين والسبعين الماضية سقط قرابة مائة وثمانين شهيدا نتيجة العمليات الارهابية التي نفذها الصداميون البعثيون وكذلك التكفيريون " وهي جماعات سنية ولكن لا تمت الى اخوتنا اتباع المذاهب السنية الاربعة بصلة من الذين عهدناهم لسنين طوال اخوة واحبة ، وانما هم تكفيريون وهابيون تتلمذوا على كتب ومنهج ابن تيمية الذي بالغ في تكفير المسلمين من جميع المذاهب وليس تكفير اتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام " . اولئك الشهداء المائة والثمانين شهيدا ، نسبة تسعين بالمائة هم من الشيعة وكالتالي :
تفجير بابل الارهابي وضحيته 22 شهيداتفجير المشتل في بغداد وضحيته ثمانية شهداءقتل ثمانية من ابتاع مذهب اهل البيت في بعقوبةقتل ستة من اتباع مذهب اهل البيت في الاسحاقي من عشيرة الخزرجقتل اربعة عمال في منطقة المدائناكتشاف 40 جثة عليها اثار التعذيب وبعض الهويات التي وجدت معهم دلت على انهم من الشيعة حيث حوت اسماءهم معاني شيعية عبد علي وعبد الحسين وغيرها من الاسماء المشابهة .استشهاد تسعة عمال شيعة في مخبز بشارع الربيعي ببغداداكتشاف ثمانية جثث في منطقة ابو دشير من العمال الشيعةذبح عائلة كاملة في اليوسفية من الشيعة تتكون من ستة اشخاصوقبلها قتل عائلة كاملة مع اطفالها والرضيع ومجموعهم 12
هذه بعض احداث ثلاثة ايام من اعمال الارهاب والقائمة لهذه الايام الثلاثة تطول وتطول .!! ولكن وكالة رويترز باتت تعتمد اسلوب الاثارة وتاجيج الفتنة واظهار الشيعة في العراق وكانهم هم من يقومون باعمال القتل ، من خلال ماتسربه بين فترة واخرى من تقارير انتقائية او مفبركة كما حدث في تقارير سابقة تناولت قصصا لايختلف اثنان على انها مفبركة ، اذا حاولا تطبيق حيثياتها على ارض الواقع !!!
كما بات مراسلو هذه الوكالة او لنقل بعضهم حتى لا نظلم اخرين لا جريرة لهم في هذا التزييف والتحريف ، بات هذا البعض من مراسلي رويترز مفتقدا للمصداقية بشكل مكشوف وينحاز لاصوله الطائفية او اتجاهاته السياسية ، كما يتضح من التقارير التي تكتب عن احداث العراق وتوزعها الوكالة الى الالاف من وسائل الاعلام في العالم .
لقد دابت وكالة رويترز على هذا المنهج منذ مدة ليست بالقصيرة وبعض فضائحها الاعلامية تمت الاشارة اليها من قبل ، واخرها تقريرها بالامس الذي هو صورة من صور الرعب في العراق ولكن التقرير يحرص ليظهر هوية الاب المفجوع بانه سني ، وبالتالي يظهر للملايين الذين يقرأون هذا التقرير بان القتلة هم من الشيعة !!
نحن لانناقش الان صحة هذا التقرير من عدمه ، ولكن الذي يهمنا هو فضح الاسلوب الانتقائي "لوكالة رويترز" ومحاولاتها لتاليب الراي العام العالمي والاسلامي على الشيعة في العراق .!!
عشرات الصورة المشابهة بل مئات الصور المشابهة من الفواجع وقل الاف الصور امتلئت بها احياء بغداد للضحايا من الشيعة وامتلات بها اللطيفية واليوسفية والاسكندرية وناحية القصر الابيض والمدائن وبابل والمسسيب وكربلاء والنجف وكركوك والموصل والكوت وبلد والدجيل وخالص ..وووووو كل هذه الصورة التي تحكي مجلدات من الاعتيال والقتل والاختطاف والتنكيل لشيعة اهل البيت وقطع رؤسهم لم تكتشفها "وكالة رويترز للانباء" وتعمدت تجاهلها وغض الطرف عنها ، وجاءت لتنقل هذه الصورة لاب سني مفجوع في ابنائه . لا نكذب الحادثة الاليمة والمحزنة هذه ، ولعل منها اخريات ، ولكن ان تتجاهل وكالة رويترز كل هذا الموت الموزع على رؤوس الشيعة في العراق في العاصمة بغداد والمحافظات الاخرى والنواحي والاقضية والقصبات ولاتتذكرها ، وتتذكر هذه القصة لوحدها .. فهذا امر غريب ويدعو للشك بنوايا المشروع الاعلامي لوكالة رويترز في العراق ، و يجعلنا نفكر كثيرا لنتبين بعدها ان هذه القصة التي تنقلها وكالة رويترز هي جزء من مشروعها الاعلامي التحريضي وزيادة في الفتنة وتشويه صورة الشيعة في العالم وتحويل الضحية الى جلاد .!!
نعم انها مؤامرة ومشروع كبير لتزوير وتشويه الوقائع على ارض العراق الذي اغرقه التكفيريون ابتاع ابن لادن والبعثيون الصداميون في بحار من الدم ، بل ان رويترز بهذه القصة تساهم في اعطاء التبريرات لهؤلاء القتلة الذين سفكوا دماء مئات الالاف من الشيعة في العراق .!!!
المصدر : نهرين نت
https://telegram.me/buratha