قررت الطائفة المسيحية في البصرة، الجمعة، عدم الاحتفال بعيد الميلاد أواخر الشهر الحالي على خلفية حادثة كنيسة سيدة النجاة وتزامناً مع حلول شهر محرم الذي يحظى بقدسية كبيرة لدى المسلمين الشيعة، وكشفت في هذا السياق عن مساهمتها في تأسيس مواكب عزاء حسينية.
وقال رئيس لجنة الأقليات الدينية في مجلس محافظة البصرة سعد متى بطرس في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الطوائف المسيحية في البصرة قررت عدم الاحتفال بعيد الميلاد إثر فاجعة كنيسة سيدة النجاة في بغداد، وتزامنه مع شهر محرم، كما تعتذر مسبقاً عن استقبال كل المهنئين بهذه المناسبة".
وأوضح بطرس أنه "إحياء عيد الميلاد في البصرة سيقتصر للسنة الثانية على التوالي على إقامة القداس في الكنائس"، مشيرا إلى أن "رجال الدين المسيحيين في المحافظة أوصوا بضرورة حجب كل مظاهر الابتهاج والاحتفال".
وكانت كنيسة سيدة النجاة التي تقع في منطقة الكرادة وسط بغداد تعرضت لاقتحام من قبل مسلحين، في الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول الماضي، احتجزوا خلالها عشرات الرهائن من المصلين الذين كانوا يقيمون قداس الأحد، وأسفر الاعتداء عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 125 شخصاً، وتبنى الهجوم تنظيم ما يعرف بـ"دولة العراق الإسلامية" التابع لتنظيم القاعدة، مهدداً باستهداف المسيحيين في العراق مؤسسات وأفراد.
فيما أقام مسيحيو بغداد، أمس، قداساً بمناسبة الذكرى الأربعين لحادثة كنيسة سيدة النجاة، شارك فيه عشرات المواطنين وعدد من رجال الدين المسلمين.
وفي ما يتعلق بأجواء شهر محرم الجاري الذي يتضمن مناسبات دينية ذات أهمية عظيمة لدى المسلمين الشيعة، أشار بطرس إلى أن "الطوائف المسيحية في البصرة شجعت الشباب المسلمين على تأسيس عدد من المواكب الحسينية، منها موكب القديسة مريم في منطقة حي الحسين (6 كم غرب مركز المدينة) لتعميق التعايش السلمي وترسيخ التسامح الديني السائد في المحافظة".
https://telegram.me/buratha
