أعلنت جمعية الهلال الأحمر، الأربعاء، عن إطلاق حملة للتوعية حول مخاطر الألغام في مناطق انتشارها بالمحافظة واسط، فيما وصف مواطنون الحملة بـ"الروتينية " مطالبين بالإسراع برفع الألغام والمخلفات الحربية التي تنتشر في مناطقهم منذ أكثر من خمس وعشرين سنة.
وقال المسؤول الإعلامي في فرع الجمعية بالمحافظة مشتاق طالب في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "فرع الجمعية أطلق حملة للتوعية بمخاطر الألغام والمخلفات الحربية، وكيفية تفاديها في المناطق المنتشرة فيها"، مبينا أن "أبرز تلك المناطق هي بدرة وزرباطية وجصان المحاذية للحدود العراقية الإيرانية، إضافة إلى بعض المناطق الأخرى بالمحافظة التي يعتقد بوجود مخلفات حربية قديمة فيها".
وأضاف طالب أن "الحملة تأتي استكمالاً لحملات مماثلة كانت الجمعية قد نظمتها في تلك المناطق"، مؤكدا أن "الحملة الجديدة، التي ستستمر شهرا واحدا، تتميز باكتسابها الجانبين النظري والعملي ووصولها إلى داخل منازل الأسر التي تسكن في المناطق القريبة من حقول الألغام".
وأوضح طالب أن "الحملة ستشمل المدارس والمؤسسات الحكومية كافة لتعريف منتسبيها بما ينجم عن المخلفات الحربية المغمورة تحت الأرض أو المكشوفة وكيفية تفاديها"، لافتا إلى أن "الحملة تتضمن نشر بوسترات وملصقات تنبه إلى مخاطر انتشار تلك المخلفات، وتركز على الأطفال ورعاة الأغنام والمزارعين في مناطق الشريط الحدودي".
وأشار طالب إلى "وجود حملة أخرى ستنطلق مطلع العام الجديد بموجب المبادرات الإنسانية للجمعية، وتشمل أيضا بعض المناطق في المحافظة التي يعتقد بوجود مخلفات حربية فيها مثل قضاء الصويرة والحي والبشائر وناحية الأحرار والنعمانية ومناطق أخرى".
من جانبه قال أحد وجهاء قرية الطعان المحاذية للحدود العراقية الإيرانية ويدعى كريم صالح الشمران في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "حملات التوعية بمخاطر الألغام باتت أمراً روتينياً"، مؤكدا أن "الخطر مازال قائماً بوجود الألغام على الأرض وفي الحقول الزراعية ومحيطات القرى والتجمعات السكانية".
وأعرب الشمران عن أمله بأن "يوجود جهد حقيقي لإزالة الألغام وتنظيف مئات الآلاف من الدونمات الزراعية من هذا الخطر القائم منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً".
وكانت منظمة (AMK )الإنسانية العراقية لإزالة الألغام باشرت، مطلع تشرين الأول الماضي، بأعمال إزالة الألغام والمخلفات الحربية في مناطق الشريط الحدودي بمحافظة واسط وبدعم الدوائر الأمنية التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية ودوائر الصحة وقسم شؤون الألغام في دائرتي البيئة والدفاع المدني في المحافظة.
وذكرت المنظمة العراقية في تقارير سابقة لها أن هناك 1200 كيلو متر من أصل 1370 من الشريط الحدودي بين العراق وإيران مزروعة بالألغام، وأن أكبر تلك الحقول يقع في مدينة بدرة بواسط، إذ زرعت بعض الألغام فيها بعمق من 10 أمتار إلى 15 مترا.
وتشير إحصائيات منظمة رفع الألغام العراقية إلى وجود نحو 25 مليون لغم في جميع المناطق العراقية، 10 ملايين منها في إقليم كردستان، إلى جانب وجود ثلاثة ملايين قنبلة غير منفجرة في شتى المناطق العراقية. وتندرج ثمانية آلاف منطقة في العراق ضمن المناطق الخطرة، منها 446 مليئة بالقنابل غير المنفلقة، وثلاثة آلاف و385 منطقة أخرى مليئة بالمخلفات الحربية، و271 منطقة من الأماكن العسكرية.
وكان العراق قد وقع على اتفاقية أوتاوا عام 2007 الخاصة بمخاطر استعمال الألغام، والذي الذي يحتم عليه تنظيف البلاد من الألغام المزروعة.
وتنص اتفاقية أوتاوا، التي وقعت عليها أكثر من 155 دولة عضو في الأمم المتحدة ودخلت حيز التنفيذ في عام 1999، على حظر استخدام وتصنيع ونقل وتخزين الألغام المضادة للأفراد والاتجار بها مع مساعدة الناجين من ويلاتها.
وكان خبراء في شؤون الألغام أشاروا في اليوم العالمي للتعريف بمخاطر الألغام الذي يصادف في الرابع من نيسان أبريل سنويا إلى وجود أكثر من 110 ملايين لغم مزروعة في أكثر من 64 دولة، من بينها العراق، إذ يزيد عدد الألغام الموجودة فيه عن 27 مليون لغم وهو ما يجعل نصيب الفرد العراقي لغما واحدا يمكن أن يودي بحياته في أية لحظة.
https://telegram.me/buratha

