شدد سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي على دور الفن وتأثيره الواسع على ثقافة الأمم والشعوب في النظرة للحياة وفي تشجيع الآخرين ودفعهم لمزيد من الأمل والواقعية ، معتبرا الفن استثماراً للمشاعر الإنسانية واستنهاضها وهو المدخل الأساس لشحذ الهمم خصوصاً حينما تواجه الأمم تحديات كبيرة وتعيش الشعوب الخطوات المفصلية والمرحلية في مساراتها نحو التقدم والرقي .
جاء ذلك لدى لقاء سماحته مجموعة كبيرة من الفنانين العراقيين ضمن لقاءات سماحته الأسبوعية المتواصلة مع النخب العراقية في مكتبه الخاص ببغداد السبت 27 / 11/ 2010 .ووصف سماحته الفن بأنه رؤية كونية عميقة للحياة وتعبير عن الجمال بكل سياقاته وصورة وإشكاله، مشددا على الحاجة لإبراز هذا الجمال وترسيخ القيم والأعراف النبيلة ، مشيراً لدور الفن في أظهار سلبيات وايجابيات الواقع وإبراز مكامن الضعف ولكن بمنطق المعالجة والحل .
في هذا السياق اعتبر سماحته تأثير الفن في المجتمع كبيراً ، مشيراً الى أن الملايين من الناس قد تشاهد عملاً مسرحيا أو درامياً ويتعلموا منه ويمكن أن يتأثروا به ، مؤكداً إلى أن العراق اليوم بحاجة إلى همم عالية وروح وطنية وأن يشعر الجميع بحماس واندفاع كبير لبناء الوطن خصوصاً مع استحضار الحضارة والتاريخ العراقي الذي يمتد لآلاف السنين من اجل تحويله إلى رافد حقيقي لبناء الحاضر والمستقبل . وشدد سماحته على ضرورة الاهتمام بالفنان العراقي ومتابعة همومه ومشاكله حتى يستطيع أن ينشأ للقيم والمثل والأعراف الصحيحة ويؤجج المشاعر الإنسانية بين أبناء الشعب العراقي بشكل صحيح بما ينعكس إيجاباً على حالة الوفاق الوطني وبناء العراق ونهوضه وتقدمه ، مشيراً إلى دور الفن في إشاعة ثقافة القناعة والنزاهة والجدية والإخلاص في العمل وتغليب المصالح العامة مقابل ثقافة الجشع والانحراف والمصالح الضيقة واللامبالاة .
إلى ذلك وفي معرض حديثه عن دور الفن في محاربة الإرهاب والتصدي له قال سماحته ان المفخخات والأعمال الإجرامية إنما هي مشكلة فكرية وتثقيفية كون الإرهاب يقف معاديا لكل أنماط الحيوية والحياة وأن أصحابها الإرهابيون ينظرون إلى المجتمع على أنه نقمة يجب التخلص منها مشددا على قدرة الفن على معالجة هذا السلوك المريض فكريا ونفسيا .
وفي الجانب السياسي أشار سماحته إلى انفراج الأزمة السياسية التي مرت بالبلاد عقب الانتخابات النيابية الأخيرة ، معتبراً أن نهوض البلاد لايمكن ان يحصل الاّ من خلال الشراكة الوطنية والتطمين لجميع مكونات الشعب العراقي مشدداً على أهمية تبديد الهواجس واتخاذ الخطوات الصحيحة التي تطمئن الجميع بغية تحقيق الاستحقاقات الكثيرة التي تنتظر الحكومة المقبلة .
وعبر عدد من الفنانين عبر مداخلاتهم وملاحظاتهم عن إعجابهم وتقديرهم لسماحته على متابعته واهتمامه بشؤونهم أسوة بباقي النخب المثقفة في البلاد ، مؤكدين حرصهم على إيصال رسالة أبناء الشعب العراقي للعالم وهي رسالة المحبة والسلام والتضحية من أجل الوطن .
https://telegram.me/buratha

