الأخبار

نص الخطبة الثانية لصلاة الجمعة 18شوال 1427هـ الموافق10 تشرين الثاني 2006م من الصحن الحسيني المطهر

2145 17:42:00 2006-11-10

بإمامة سماحة السيد احمد الصافي ممثل المرجعية الدينية العليا

سادتي الأفاضل أخواتي المؤمنات اعرض بخدمتكم بعض الأمور:

الأمر الأول فيما يتعلق بصدور الحكم العادل على رأس النظام السابق والأمر الثاني فيما يتعلق بالإرهاب وكيفية معالجته والأمر الثالث، قيمة الشعب العراقي بين الشعوب.أما الأمر الأول وهو الحكم بالإعدام الذي صدر من المحكمة المختصة بمحاكمة النظام السابق ورموزه، وهي البشرى الأولى للشعب العراقي وأقرَّ الله عينه، وسيقرها أيضا بعد تنفيذ هذا الحكم إن شاء الله تعالى.وفي إطلالة على المحاكمة وليس من باب التدخل في بعض الأمور التي لا تعنينا، ولكن في موضوع نعتقد أننا معنيين به، وهو أن هذه المحاكمة قد عُرضت بصورة علنية واستمرت لفترة طويلة جدا حتى سئم منها الشعب، ولقد أعطي المتهمون فيها كامل الحرية لإبداء آرائهم وتعامل معهم القضاة بكامل الأدب ولم يتجاوزوا عليهمبل كان العكس، فقد قاموا وهم في قفص الاتهام بالتجاوز على المحكمة وقاموا ببعض المهاترات التي لا دخل لها بمجريات المحكمة، ولقد كانت المحكمة برمتها عادلة من جانب القضاة، والحكم الصادر ناشئ من اعتراف الخصم بما نـُسب إليه، وبالأدلة الثبوتية التي لم تتمكن جهات الطعن فيها أن تزلزل القناعات التي تولدت منجرائها، واعتقد أن المحكمة لم تكن خاضعة لتأثير احد.أما مشروعية المحكمة فقد صادقنا عليها في الجمعية الوطنية وأخذت مشروعيتها من تلك المصادقة، وهي بالنتيجة لا غبار عليها أصلا، كما أن هذه المحكمة قد أفرزت حالة صحية قضائية في وضع العراق، رغم ما ذكرته سابقا فيما يخص القضاة من عدم توفر الأجواء الطبيعية التي يمارس فيها القاضي حريته في إصدار الحكم ليس بخصوص هذه المحكمة فقط لان الشعب هو الوحيد الذي من حقه أن يقيم تلك المحكمة.والقرار الذي أصدرته المحكمة هو قرار قانوني لغرض الاحتجاج به، وإلا فان الحكم على الطاغية مائة أو ألف مرة بالإعدام فان دمه لن يساوي قلامة ظفر أمام ابسط شخص عراقي ظلمه طوال فترة حكمه، وإنما هي جهة قانونية حكمت ما حكمت، أما أن تصل المسالة  إلى حالة أن يخرج علينا بعض أدعياء العروبة!!! أو أدعياء الحق ويحاول أن يستهزئ بدماء الشعب العراقي التي أبيحت في سبيل الانتصار لشخص الطاغية عن طريق الطعن بالمحكمة فهذه طريقة مُعوجة لا فائدة منها.لقد استفزت المحكمة الكثير من الذين يفترض أن يصفقوا للحكم لا أن يطعنوا به ويستهينوا بالشعب العراقي، لان الجرائم التي ارتكبت لم تكن ضد كوكب آخر، ولم تكن ضد أناس ليسوا بعراقيين، فما ذنب الآلاف من الأرواح البريئة التي أزهقت عندما يدافع فلان وفلان ويعتقد أن دفاعه حق وان المحكمة مطعون فيها!!!وهو يعلم أن كلمته نكاية بالشعب العراقي، ولذلك فنعتقد أن الذي طعن يحمل نفس منهجية الذي حُكِمَ بلا فرق بين من في القفص وبين الذي خارج القفص، وأتمنى من الذين طعنوا التكرم بسؤال السجناء وليس الموتى رحمهم الله تعالى بسؤال واحد هو: ما هي الطريقة التي حوكمتم بها؟!!!لقد كنا تسعة عشر شخصا في قفص يعلم الله انه لا يسع لأربعة!! وفي الجلسة الأولى تتلى لائحة الاتهام وفي الجلسة الثانية، يحكم عشرة بالإعدام وتسعة بالمؤبد!!وانتهت المحكمة وصعد للمحاكمة أعداد أخرى، وهكذا!!بلا مدافع عن المظلومين ولا سامع لأقوالهم، وكأن المحكمة مكان خاص لقتل العراقيين بلا ذنب، ولا بد من تكريم ذاك الذي قتل الشعب؟!!.النقطة الثانية، تمثل أمنيات الشعب العراقي وهي أن ينتقل الحال بعد انقضاء المدة القانونية إلى السلطة التنفيذية، فالآن صدر الحكم وسوف يميّز خلال شهر، وإذا اقتنعت المحكمة أن الحكم واقعي ولا رجعة فيه، فلا بد للجهة التنفيذية تنفيذ الحكم، ومن الآن إلى صدور الحكم التمييزي النهائي يجب أن نكون على أتم الحذر... خوفا من التلاعب الذي قد يجعل الأمور – لا سمح الله – تصب في مصب آخر، بمعنى أن لا نتدخل بالقضاء ما دمنا قد قررنا أن القضاء حر، وقد حكم وانتهى، وان الأمر لا بد أن ينتقل إلى الجهة التنفيذية وهي ستباشر إن شاء الله تعالى بتنفيذ الحكم بلا هوادة وبلا رجعة، حيث لا يمكن التراخي فيه، وأتمنى أن تنصب مشنقته في ساحة بين الحرمين المطهرين لان الجرح الذي لا زال في كربلاء نتيجة تلك الأعمال لا يطفئه إلا هذا الأمر تطبيقا للقانون والقضاء، واعتقد أن هذه الرغبة يشاركني فيها جميع الأخوة في كربلاء المقدسة وغيرها.النقطة الثانية التي أحب التحدث عنها هي مسألة الإرهابيين، ولقد قلت سابقا أن الإرهاب قد تكون مساحته واسعة من جهة وضيقة من جهة أخرى، فهو لا يعدو أن يكون في الداخل أو أن يكون من الخارج، ولا هذا ولا ذاك أمره مستعص ٍ، وكلاهما في خصوص العراق مقدور عليهما، شريطة أن لا يسند الإرهاب من جهة قوية كما هو الآن !!وبين قوسين من قوات الاحتلال!!!.وعلى سبيل المثال لو أخبرك شخص بوفاة شخص فقد تشك، أما إذا أخبرك شخص آخر فلا يبقى مجال للشك ويترتب على ذلك الأثر، فكيف إذا جاءك عشرات الأشخاص وأخبروك أن قوات الاحتلال تدعم الإرهاب، فلماذا نصدق أولئك الاثنين ولا نصدق هؤلاء العشرات حسب منطق العقل؟!!!بالأمس قصف بالهاونات في الكاظمية المقدسة، في الاعظمية، في ديالى، في أبو دشير، في الدورة، في سبع البور، في مدينة السيد محمد(بلد)، وهذه المناطق جميعها مساحة مفتوحة لطيران الاحتلال، فهل تعلمون هذا؟!!! وكونوا واثقين أن الجهة التي تضرب الكاظمية المقدسة هي نفسها التي تضرب الاعظمية!!! ولا تعتقدوا أن هناك جهة تضرب وهناك رد فعل.والمهم الذي أود أن أقوله: أن الإرهاب نشط جدا لوجود أمل وهذا الأمل سوف ينقطع بتنفيذ حكم الإعدام، وكل من يعتقد أن تنفيذ الحكم سيفجر الموقف فهو في خطأ، بل العكس، لان هناك أمل ُ ومراهنات من البعثيين التكفيريين، ووعودا ببذل المستحيل في سبيل رجوعه!!! وتنفيذ الحكم سيقطع دابر هذا المسلسل الإرهابي عن بكرة أبيه، ولا يمكن للقضية أن تكون بالعكس، وما يسمع هنا وهناك من أصوات فان الهدف منها هو إبقاء الإرهاب جاثما على صدورنا، وإلا فما معنى أن تأتي قوات الاحتلال وتعطي أسلحة لمسجد في بغداد -لا أريد ذكر اسمه ومكانه رغم معرفتي بهما-؟ وما هي المصلحة في ذلك؟!!!.وان كل منصف يرى هذه الإمكانيات الهائلة التي تصرف للإرهاب فلا بد أن يعرف أنها إمكانيات دولة وليست إمكانيات أناس عاديين، وكيف دخلت هذه الأموال؟!!! وكيف تم إدخال هذه الجنسيات المختلفة من السعودية أو الأردن أو مصر والمغرب وباكستان وأفغانستان وتونس والسودان؟!!! مع انعدام إمكانية حكمهم قضائياً، والذي يخرج خارج العراق سيرى الدوائر والجهات التي تتآمر والمسؤولة عما يجري داخل العراق، لغرض واحد هو إضعاف الحكومة وإشعارها بالعجز وإظهارها كذلك وهذا لن يكون.ارجع وأقول أن تنفيذ حكم الإعدام على الطاغية فيه مدخلية في تخفيف وطأة الإرهاب ومغادرته إلى حيث جاء، وتلك الدول التي تصدر المفخخات من الأجدر لها أن تشجع صناعاتها  الوطنية وتفجرها في داخلها!!! لا أن تخرجها وتصدرها إلى العراق .النقطة الثالثة: هناك حالة استشعار من الخطر، حيث اعتقد بوجود نسيج ومخطط واحد، والشعب العراقي شعب ذكي وله القابلية على أن يتأقلم وان يفهم وان يمارس دوره بشكل جيد، وتعلمون أن مسالة تهجير العراقيين خارج العراق، حيث تبذل الآن لهم فرص للخروج منه، وهم أصحاب شهادات وعلماء في كل المستويات التي يستطيعون أن يخدموا البلاد بها، فيذهبون إلى بلدان قد تغذي المناطق الإرهابية والإرهاب بأموال وطاقات، ويفرغ العراق من محتواه عن طريق رسائل تهديد لهؤلاء، أو عن طريق تلويح بمنصب محدد، وفعلا نرى النتيجة أن الذي بقى قد قتل، والكثير من العقليات العراقية (الكفاءات) قد قتلت، واعتقد أن هناك جردا بالأسماء عند الجهات المعنية وقد تصل الأرقام لشيء مهول جدا بالقياس إلى هذه الفترة، في المقابل يفسح المجال للآخرين بالمغادرة، واعتقد أن هذا جزء من ذلك المخطط.إن العراق يحتاج إلى بناة يبنون العراق، والشخص الذي يشعر بالتهديد عليه أن لا يغادر العراق، بل فليغادر منطقته حفاظا ًعلى حياته، وعليه أن لا يعتقد انه شخص لا ينفع، فنحن بحاجة في هذا الوقت إلى كل عراقي غيور شريف يحمل كفاءة ويهمه بناء البلد، وعليه أن يأتي إلى المناطق الآمنة، وحتى لو اشتغل بمرتبة أدنى من مرتبته وعليه أن لا يفكر بان يغادر العراق، وصدقوني أنه إذا غادر سيكبل هناك بالتزامات تبعده عن المغادرة.واذكر هنا بقضية عند شخص لعل أهل لبنان أدرى به واسمه (كامل الصباح) من عائلة الصباح اللبنانية، في ثلاثينيات القرن العشرين حوالي عام 1936 أو،1937 وهو رجل عالم وشاب طموح ذا عقلية جيدة أراد أن يستفيد من الطاقة الشمسية في البلاد العربية في تلك الفترة، علما أنه يمتلك أكثر من عشرين اكتشافا، وقد درس في أمريكا، وله أمل للعودة إلى بلاده، ولكنهم حاولوا بشتى الطرق أن يبقوه ولكنهم لم يفلحوا، حيث كانت له رغبة شديدة في العودة... وفي طريق عودته قتل!!! انظروا كان هذا الأمر قبل 76 سنة، فماذا يمكن أن يفعلوا الآن.وحينما أسأل الآن أين الطبيب الفلاني؟! فيقال انه خارج العراق، وأين فلان؟! والجواب كذلك خارج العراق، وإذا بالعراق يفرّغ، فأقول: إن الحفاظ على النفس واجب ولكن لا تخرجوا خارج العراق بل تعالوا إلى المناطق الآمنة واستقروا، فليس بالنتيجة انك في هذه الوظيفة ويجب أن تكون بعينها في المنطقة الآمنة، يجب أن لا تتركوا العراق في هذا الظرف.. حافظوا على انفسكم  ما استطعت وان كان بالتنقل في كل محافظات العراق، حتى تحصلوا على الاستقرار، فالكل اهلكم وهي مناطقكم، والكل أعزاؤكم، ونحن بحاجة إلى من يبني ومن يصمد كي لا نحتاج بالنتيجة لأن نستعين بجهات أخرى، والله العالم ما هي هذه الجهات، وبالتالي سنكون في دوامة واحدة فيرجى الانتباه رجاءً...      موقع نون الخبري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك