قال سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في مقابلة خاصة أجرتها معه قناة العربية الفضائية : نحن بحاجة لثقة متبادلة بين الأطراف وهذه الثقة هي التي توفر فرص الانطلاق والاستقرار السياسي والأمني والازدهار والاعمار ،
والثقة تحتاج الى تطمينات والتطمين يحصل من خلال شراكة حقيقية في القرار والإدارة .
وأكد سماحته في اللقاء الذي أجراه مع سماحته مراسل العربية في بغداد الأربعاء 10-11-2010 على أهمية إنجاح مشروع السيد البارزاني في مبادرته الأخيرة في الوصول لخطوات أساسية إلى الأمام وعندها ستكون مبادرة خادم الحرمين الشريفين تتويج لما بذله العراقيون من جهود على الأرض العراقية .وفيما يلي نص المقابلة الخاصة ...
اجتماعات قادة الكتل العراقية ...المراسل / كيف وجدتم اجتماع قادة الكتل السياسية في أربيل وهل سيكون له دور فعال في حل أزمة تشكيل الحكومة ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / أعتقد أن اجتماع القوى السياسية والقيادات العراقية وجهاً لوجه على طاولة واحدة إنها تمثل خطوة أساسية ومهمة ونتمنى أن تعقبها الخطوات اللاحقة في استكمال ماتبقى من مساحات مورد الأختلاف بين القيادات العراقية ، خضنا حوارات جادة على مدارعدة أيام في إجتماعات مكثفة للجان التفاوض في توحيد الرؤية في القضايا الحساسة والملفات الشائكة في هذا البلد الكريم , نعتقد إن هناك تقدماً مهماً ولاتزال هناك نقاط أساسية تحتاج الى مزيد من المراجعة والحسم من قبل القيادات العراقية , بالأمس في أربيل كان الاجتماع انطلاقة لهذهِ الحوارات التي يجريها القادة تمهيدا للحوارات هنا في بغداد ، من اليوم نتمنى أن نكون في الخميس قد وصلنا الى رؤية متكاملة فيما ينبغي أن يكون عليه البلد ليطمئن جميع الأطراف .
مبادرة خادم الحرمين الشريفينالمراسل / هل تعتقد أن مبادرة الملك السعودي كفيلة بإخراج العراق من المأزق السياسي ؟سماحة السيد عمار الحكيم / لاشك إن هذه المبادرة الكريمة جاءت لتحمل معها رسالة مهمة وهي أن المملكة العربية السعودية والأشقاء العرب أصبح لديهم إرادة حقيقية للانفتاح على الواقع العراقي بشكل أوسع ودعم العملية السياسية في العراق ، كان ملفتاً التأكيد على أن السعودية تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف العراقية , إذن هناك رغبة عربية للتعامل مع الواقع العراقي العام وما ينتجه العراقيون من إرادة وقرار وتحديد لمساراتهم وهي بحد ذاتها تعتبر نقلة نوعية وخطوة أساسية الى الأمام ، يجري الحديث عن مظلة جامعة الدول العربية وهنا نجد أن الأشقاء العرب يريدون أن يقدموا هذا الدعم وهذه الإشارة من خلال العبارات الودية الرقيقة التي ضمّنها خادم الحرمين الشريفين في رسالته المفتوحة الى القوى السياسية العراقية والتي تكشف عن هذه النوايا الطيبة لجلالته ولجميع الأشقاء العرب في الانفتاح على الواقع العراقي ، علينا اليوم أن ننجح مشروع وتجربة السيد البارزاني بهذه المبادرة في الوصول لخطوات أساسية إلى الأمام وحين ذاك ستكون مبادرة خادم الحرمين الشريفين تتويج لما بذله العراقيون من جهود على الأرض العراقية ، نحن لم نتعرف بعد على تفاصيل هذه المبادرة وعلينا أن ننتظر لكيفية تعاطي كافة الأطراف السياسية مع هذه المبادرة ، النجاح يرتبط بهذه التفاصيل وبكل تأكيد فان طبيعة الخلفيات والانطباعات والنوايا الكريمة والرغبة في الوقوف الى جانب العراق ودعم العملية السياسية من قبل الأشقاء العرب ستمثل تطورا سياسيا وهذا ما نتمناه دائما في ان نجد الأشقاء العرب منفتحين على الواقع العراقي ومهتمين بدعم هذا الواقع وأن يشعر العراقيون جميع بدفء العلاقة العربية .
التواصل مع المملكة العربية السعودية المراسل / بعد نتائج مبادرة البارزاني هل انتم مستعدون للذهاب للرياض والاجتماع هناك ؟سماحة السيد عمار الحكيم / زيارة الرياض والتواصل مع المملكة تعتبر من القضايا الأساسية ودائما نجد أن أبواب الرياض مشرعة بوجه العراقيين ويشرفنا التواصل معها ، وفيما يخص المبادرة التي أشرت اليها كما قلت القضية تخص التفاصيل التي سنطلع عليها لاحقا موقف الأطراف السياسية المختلفة وأن غياب قوى سياسية فاعلة ومؤثرة في الساحة العراقية سوف يعرض هذه المبادرة الى بعض المخاطر ، حينما نتواصل مع الأشقاء في المملكة ضمن مبادرة خادم الحرمين الشريفين يجب ان نوفر كل فرص النجاح ، مانتمناه أن نحقق هذه الرؤية المتكاملة وهذا التصور المتكامل للحكومة المقبلة ، حل الإشكالية الوقتية هنا على الأرض العراقية ونتوج هذا الجهد ونواصل المشوار بتعزيز الوفاق الوطني تحت مظلة الجامعة العربية من خلال مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز .
المجلس الأعلى ركن أساس من التحالف الوطني المراسل / هل مازال المجلس الأعلى جزءا من التحالف الوطني ؟سماحة السيد عمار الحكيم / اننا نؤمن بضرورة الحفاظ على وحدة وتماسك الكتل والقوائم التي شاركت في الانتخابات واحترام الالتزامات والمواثيق والعهود التي قطعتها الأطراف السياسية فيما بينها حينما دخلت العملية الانتخابية وعلى هذه الخلفية دافعنا عن وحدة القائمة العراقية وعن وحدة التحالف الكردستاني وكذلك ندافع عن وحدة دولة القانون أو الائتلاف الوطني العراقي وهذا ما يجعلنا جزء من هذه القوى الكريمة التي دخلنا معها الانتخابات وحققنا النجاحات بالعمل المشترك معها لذلك فنحن عبرنا عن عدم انسحابنا من مواقعنا مع سائر شركاءنا ولكننا في الوقت نفسه نمتلك رؤية قد تتميز عن رؤية القوى التي شاركناها في العملية ، لانريد أن نكون معطلين أو معرقلين لعملية تشكيل الحكومة ، قلنا أننا سنقدر ونثمن وننسجم مع أية خطوة من شأنها تشكيل الحكومة على ضوء فقرات الدستور و سنجد أنفسنا مشاركين في حكومة شراكة وطنية واسعة التمثيل وبدون ذلك سنقدر ونبارك لآي شخصية ولأي جهد كريم يشكل حكومة ، ولكن حضورنا سيكون مرتبط بالشراكة الوطنية الواسعة .
رؤية المجلس الأعلى في شخص رئيس الوزراءالمراسل / ماهي رؤية المجلس الأعلى تجاه ترشيح نوري المالكي لرئاسة الحكومة ؟سماحة السيد عمار الحكيم / القضية لاترتبط بالأسماء وبالشخوص نحن نحترم ونقدر كل الشخصيات الكريمة المسألة ذات صلة بقضيتين أساسيتين الأولى أن هذا الموقع هو رئاسة وزراء العراق فهو يخص جميع العراقيين ولابد لمن يرشح لهذا الموقع أن يحضى بمقبولية الأطراف المختلفة ولانرى أفقاً للنجاح بغياب أي طرف من الأطراف العراقية في المشهد السياسي العراقي . نحن في مرحلة حرجة وحساسة تتطلب فيها الشراكة الحقيقية وهذا ما سمعناه من القيادات العراقية جميعاً وما لمسناه في اجتماع أربيل إذن هي ليست رؤية نختص بها لوحدنا وإنما هي رؤية يشترك بها معنا جميع القيادات العراقية ونتمنى أن نجد تطبيقاتها على الأرض . النقطة الثانية ترتبط بالبرنامج وتحقيق الضمانات لهذهِ الشراكة إننا عشنا مرحلة المشاركة في المرحلة السابقة , اليوم نريد أن ننتقل من المشاركة الى الشراكة الحقيقية في القرار السياسي وفي إدارة البلاد حينما تتوفر الرؤية المشتركة الواحدة وحينما نكون أمام برنامج واضح المعالم حينما ينبغي ماتكون عليه الحكومة أو تمارسه من جهد لخدمة المواطنين وحينما تتوفر الضمانات الكافية التي تطمئن الجميع بأن ما يقال وما يلتزم به قابل للتحقق على أرض الواقع , وكما هو معروف فأن الكثيرمن الأطراف السياسية تحتفظ بأوراق خطية في مجالات مختلفة وهناك قوانين تم تشريعها في البرلمان لتحقيق ضمانات لقوى وأطراف سياسية عراقية أو لجميع العراقيين أحياناً وشاءت الظروف والتعقيدات أن تجمد كل هذهِ الألتزامات ولم تطبق على أرض الواقع وهذا مايجعل العديد من الأطراف السياسية العراقية أمام هاجس هل أن ما يقال اليوم على أعتاب تشكيل الحكومة سيلتزم به عملياً بعد تشكيلها وهذا الموضوع يتطلب ضمانات عملية وليس إلتزامات لفظية أو حتى تواقيع على ورق , التجارب السابقة برهنت أن الضمانات العملية هي الأقدر على تحقيق النتائج المرجوة .
حكومة الشراكة الوطنيةالمراسل / البعض يرى أن حكومة الشراكة الوطنية ربما تكون ضعيفة ما رأيك في هذا ؟سماحة السيد عمار الحكيم / بالفعل الأنظمة الدكتاتورية هي الأقوى في أدارة شؤون البلاد , حكومة الغالبية التي يكون فيها طرف واحد يتخذ القرار ويمضي ، يتخذ القرار بشكل أسرع , الديمقراطية والتعددية هي أسوأ الخيارات أو أفضل الخيارات السيئة ولكن هي الخيار الأفضل ، ولكن في بلد تعددي كتعدادات العراق وتنوع مكوناته , في بداية الانطلاق تطمين القوى السياسية والقيادات العراقية المختلفة شرط أساسي لتحقيق النجاح ولذلك من الصعب الوصول الى نتائج تخدم المواطن ولاسيما أن القوائم لأي سبب من الأسباب جاءت لتعبرعن مناطق معينة بشكل واضح وأكبر ، كأن كل قائمة أصبحت تمثل لون من ألوان الطيف العراقي وبغياب أي منها ستكون قد فقدنا لوناَ طيباَ أو مساحة من الناس وتطمين الشارع العراقي بتنوعاته يتطلب شراكة حقيقية بين القوى الأساسية .
العلاقة مع القائمة العراقية المراسل / يبدو أنكم كنتم قريبين جداَ من التحالف مع القائمة العراقية ولكن في اللحظات الأخيرة تراجعت كما يتحدث البعض بسبب تحرك العراقية للحصول على دعمكم بالحصول على منصب رئاسة الجمهورية , ما مدى صحة هذا الكلام ؟سماحة السيد عمار الحكيم / خضنا حوارات مهمة مع القائمة العراقية ومع التحالف الكردستاني ومع دولة القانون ومع الأئتلاف الوطني ومنذ ثمانية أشهر أردنا في هذه الحوارات أن ينصب همنا وتركيزنا في كيفية الوصول الى نقطة التقاء بين الأطراف المختلفة لنصل الى تشكيل حكومة الشراكة الوطنية وبالتالي فنحن مع كل الطموحات وكل الرغبات لجميع الأطراف ومنذ البداية قلنا ليس لدينا خط احمر على احد من الشخصيات الكريمة ، المهم أن تصل الى هذه المقبولية وعلى قبول الأطراف المختلفة ، موضوع رئاسة الجمهورية ورغبة التحالف الكردستاني والقائمة العراقية بأن يكون مرشح منهما لهذا المنصب ، هذه مسألة تحتاج الى معالجة على كل التقادير وكل من يريد أن يشكل حكومة أو يتصدى لهذا الأمر سيواجه هذه الاشكالية ونحن نحترم كل الطموحات ولكن علينا أن نقتنع بان هذه الأدوار اذا توزعت بطريقة تقنع الجميع وتوفر الضمانات للجميع سيكون الجميع منتصرا وبالتالي الحوارات ترتبط بضرورة الوصول الى الشراكة الوطنية ، الأخوة في التحالف الكردستاني يمثلون شركاء أساسيون وكذلك القائمة العراقية وكما هي قوى الائتلاف الوطني ودولة القانون ، نحن بذلنا الجهود ولازلنا للوصول الى هذه الرؤية المشتركة .
المراسل / ماهو موقفكم من بالقائمة العراقية ؟سماحة السيد عمار الحكيم / نكن كل الاحترام والتقدير للقائمة العراقية وقياداتها الكريمة وللجمهور الذي وضع ثقته بهذه القائمة ، واحد وتسعون مقعد يعني تمثيل تسعة ملايين ومئة ألف مواطن عراقي كما أقر الدستور كل نائب يمثل مئة ألف مواطن ، اذن هذا ثقل سكاني كبير وإرادة لجمهور عراقي عريض ، نحترم هذه الإرادة وهذه الشخصيات الكريمة ، عملنا سابقا وهذه مسؤوليتنا الوطنية ونعمل جاهدين للدفاع عن القائمة وعن شراكتها الحقيقية وعن حضورها الفاعل والمؤثر بما ينسجم مع ثقلها الانتخابي وما تعبر عنه من إرادة شعبية واسعة وحضورها في المشهد السياسي العراقي .
لن نكون السبب في التعطيل
المراسل / هل لازال المجلس الأعلى متمسكا بمرشحه الدكتور عادل عبدا لمهدي لمنصب رئاسة الوزراء ، ولماذا ؟سماحة السيد عمار الحكيم / المجلس الأعلى لم يكن متمسكا ولا متصلبا بهذا الترشيح مع احترامنا الكبير واعتزازنا بشخصية السيد عبدالمهدي ، في أي وقت مضى قلنا لا نريد أن نكون السبب في التعطيل ولو لساعة واحدة أو يوم واحد ، نحن مع أي مبادرة ومع أي ترشيح لشخصية قادرة على أن تجمع العراقيين جميعا والدكتور عادل لم يرشح بشكل رسمي الاّ بعد دعم الأخوة في التيار الصدري لترشيحه مما جعله مرشحا عن الائتلاف الوطني العراقي ، وفي ذلك الحين وفي أول مؤتمر صحفي عقده الدكتور عبدا لمهدي قال أنه يعرض نفسه مادام يحظى بالمقبولية وإذا توفرت هذه الفرصة لأي شخصية أخرى فسينسحب لصالح تلك الشخصية الكريمة ولازلنا عند نفس الموقف ، ليس لنا إصرار على الشخوص ولكن لدينا إصرار على الشراكة الحقيقية والمقبولية .
المراسل / البعض يتهم المجلس الأعلى بأنه شق صف التحالف الشيعي والوطني بعدما رشح عادل عبدالمهدي، وعند ترشيح المالكي انسحب المجلس الأعلى من التحالف الوطني ؟سماحة السيد عمار الحكيم / أولاً لم ننسحب من التحالف الوطني كما أسلفت ، وثانياً ليس لدينا إصرار على ترشيح الدكتور عادل ، ولذلك نحن دوما نقول إذا شكلت حكومة غالبية سياسية فسوف مهنئين ولكن سوف لن نشارك في حكومة تغيب عنها أي من الأطراف الأساسية في بلادنا ، أما بالنسبة للحقوق فهي حقيقة واحدة غير قابلة للتجزئة ، لايمكن أن ننظر الى بلد كالعراق لحقوق الشيعة بمعزل عن حقوق السنة ولايمكن أن ننظر لحقوق العرب بمعزل عن حقوق الكرد والتركمان ولايمكن أن ننظر لحقوق المسلمين بمعزل عن حقوق المسيحيين والايزيديين والصابئة وغيرها من الديانات ، الشعب العراقي شعب واحد وحقوقه واحدة ، فالتجزئة في هذه الحقوق والتخندقات تضر بوحدة العراق وتضر بمصالح المواطنين العراقيين جميعا ، نحن نرى في موقفنا خدمة لجميع العراقيين بكل مكوناتهم لأننا نعمل على تعزيز الشراكة التي تطمئن الجميع والتي توفر فرص الاستقرار السياسي والمني مما يحقق مناخا مناسبا للاعمار والازدهار والخدمات وتوفير الرفاه الاجتماعي للمواطنين .
تشكيل الحكومةالمراسل / متى تتوقع أن تتوصل الأطراف السياسية العراقية الى اتفاق لتشكيل الحكومة ؟سماحة السيد عمار الحكيم / كما أقولها دائما نحن بحاجة لثقة متبادلة بين الأطراف وهذه الثقة هي التي توفر فرص الانطلاق والاستقرار السياسي والأمني والازدهار والاعمار ، والثقة تحتاج الى تطمينات والتطمين يحصل من خلال شراكة حقيقية في القرار والإدارة ، لازلت أرى أن هناك هواجس ومخاوف تساور أطراف مؤثرة في ساحتنا العراقية أتمنى أن يكون اجتماع القادة قادرا لان يرقى الى مستوى من الصراحة والمكاشفة بما يجعل الجميع يتحدثون بهواجسهم والآخر يفهم هذه الهواجس ويعطي الحلول والمعالجات الحقيقية بما يضمن الشراكة وتبديد الهواجس لجميع الأطراف ، نحن بحاجة لإرادة سياسية عراقية حتى نمضي ونشكل حكومة بأسرع وقت ، لازال هناك قلق ولازالت هناك هواجس ومن خلال الحوارات الجارية هذه الأيام نتمنى أن نحقق ذلك .
المراسل / الأطراف السياسية العراقية ، هل تعتقد أنها جادة بإيجاد حل لمسألة تشكيل حكومة ؟سماحة السيد عمار الحكيم / ما سمعناه من القيادات العراقية باجمعها كان مطمئنا ، اذا استطعنا أن نحول هذه الكلمات الطيبة والنوايا الصادقة الى واقع عملي وضمانات عملية على الأرض وليس التزامات خطية أو شفهية ، أعتقد أن هذا سيكون بداية انفراجة حقيقية وتشكيل حكومة بأسرع وقت .https://telegram.me/buratha

