بغداد/ اور نيوز
كشفت مصادر مقربة من الائتلاف الوطني العراقي بزعامة السيد عمار الحكيم ان الائتلاف الكردستاني الذي لم يعلن حتى الان موقفه الرسمي، من الجهة التي سيدعمها، ربما يتجه لدعم تحالف العراقية والمجلس الاعلى، في مقابل احتفاظ الاكراد بمنصب رئاسة الجمهورية.
وقالت المصادر المقربة والمطلعة، انها تأكدت بما لايقبل الشك، ان الضغط الاميركي على الاكراد قد أتى أُكله، في نهاية المطاف، مشيرة في هذا الصدد الى ان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي زار العراق امس بمهمة استشارية، اعترف بها هو علناً، لم يلتق الرئيس طالباني، واقتصرت لقاءاته على المالكي والبارزاني فقط، وهو برأي المصادر الائتلافية، مؤشر مهم باعتبار اوغلو جاء ليتأكد من تنفيذ المشروع الاميركي.
واوضحت المصادر ان هذا الضغط زاد من حظوظ مرشح المجلس الاعلى عادل عبد المهدي الذي يحظى بتأييد العراقية المطلق، وهو ما أكده د.صالح المطلك القيادي البارز في ائتلاف العراقية في تصريح خص به القبس الكويتية ونشرته اليوم الاثنين.
ولم يستبعد مراقبون ومحللون سياسيون عراقيون ان يتجسد هذا السيناريو على الارض خلال اليومين المقبلين وقبل انعقاد جلسة البرلمان يوم الخميس، وبنى هؤلاء المراقبون رؤيتهم على وقائع اجتماع اربيل التي نقلت على الهواء مباشرة، وطريقة ترتيب وجلوس زعماء الكتل السياسية.
وقالوا ان نظرة خاطفة على طاولة بارزاني تشير الى اية جهة يميل مسعود بارزاني الذي يعد مرجعية الوفد الكردي المفاوض، واوضحوا ان جلوس زعيم الائتلاف الوطني عمار الحكيم في الجانب الكردي، وتحديدا بين نجيرفان بارزاني وروز نوري شاويس، حمل رسالة ذات مغزى للجميع بان المجلس الاعلى هو الحليف التاريخي للاكراد، منذ فتوى اية الله العظمى المجاهد السيد محسن الطباطبائي الحكيم ( جد عمار الحكيم) بحرمة قتال الاكراد في الستينات من القرن الماضي، وبالتالي فان نجل الملا مصطفى البارزاني لا يمكنه التفريط بهذا الحليف.
ولاحظ المراقبون ايضاً ان كلمة عمار الحكيم، ركزت على ثلاث مبادئ اساسية حكومة شراكة حقيقية لاتقصي احداً وتقود الى تحقيق الامن والاستقرار الذي يؤدي بالنتيجة الى الاعمار وتدفق الاستثمارات.
ولعل الملفت للنظر، من وجهة نظر المراقبين ان يتطرق رجل دين الى غياب السياسيات العراقيات عن اجتماع اربيل، منوها في هذا الصدد الى دور المراة الفاعل في العراق الجديد.
ويقول المحلل السياسي د. علي الساعدي "اذا ما صدقت قراءة المراقبين لصور وقائع اجتماع اربيل، فان عادل عبد المهدي يبدو الاوفر حظاً للفوز بمنصب رئيس الوزراء"، مشيراً الى انه في حالة دعم الاكراد للعراقية والمجلس الاعلى فان احتمال تأييد الصدريين يصبح وارداً بقوة، طبقاً للمصالح السياسية التي يتحرك في ضوئها التيار الصدري، وبذلك يفقد المالكي حليف مهم لديه 40 مقعداً.
واضاف الساعدي، الذي يقول انه لايريد الدخول في عالم الماورائيات او الغيبيات، "لو صدقت هذه التوقعات فان وصية الخميني التي كتبها لزعيم المجلس الاعلى السيد محمد باقر الحكيم قدس سره عام 1984 تبدو الان وكانها تتحقق على ارض الواقع فعلاً".
ويشير الساعدي تحديداً الى الفقرة الاخيرة في الوصية والتي نصها: "وأعلم يا ولدي أن هجرتك وجهادك سيطول سنين مليئة بالفتن والأتعاب من أقرب الناس إليك فاصبر وتوكل على الله وستدور رحى هذه الدنيا وستدخل العراق إن شاء الله بإرادة غير إرادتك وبغير رضى منك ومن أنصارك المخلصين وستكونون مجهولين في الأرض معروفين في المساء بنواياكم وان الله سيكون معكم بقدر ما انتم معه، وستواجهون في بلدكم غير الذي تتوقعون وتتهمون من كنتم تتوخون وسيستضعفكم الجاهلون بأمركم لكنكم ستسكتون وتصبرون على مضض من أجل سمعة دينكم وإسلامكم وسترفعون شعار امير المؤمنين (في القلب شجى وفي العين قذى)
وستدعي فئات شتى بأنهم هم الافضل وهم الأولى ويتناحرون تناحر الخصوم الشجعان وستُثار فتن كثيرة انت فيها غير حاضر لشيء اتنبأه ولكن لا أبوح به لأن الله يمحو ويثبت وعنده أم الكتاب، فإذا لم تكن حاضر فالله يعين وينصر من نصرك ويؤيد من أحبك وإذا كنت حاضرا أوصيكم ومن معك إذا مرت بكم هذه الفتن التي أتوقعها لكم فالزموا الصبر واتبعوا أهل العلم والمعرفة فإنهم هم الذين يقودونكم لطريق الصلاح والخير ،
وأعلم يا ولدي بأن الامة ستجتمع عليكم بعد ان نبذتكم وراء ظهورها وسترى فيكم الحق والعدل بعدما اتهمتكم بالخيانة والارهاب وسيدوسون بيوتكم كما داسوا باب أمير المؤمنين عليه السلام معتذرين له وطالبين منه قبول الولاية والإيمان فإن هذا الحدث وهذا اليوم سيعيده التاريخ من جديد وسترى وترون ويمكر الله والله خير الماكرين".
https://telegram.me/buratha

