قال النائب يونادم كنا عن قائمة الرافدين إن اقتحام كنيسة وسط بغداد يستهدف العملية السياسية، مبينا أن دور العبادة أصبحت "أهدافا سهلة" للمسلحين في ظل تعثر تشكيل الحكومة واستمرار حالة الفلتان السياسي.
وأضاف في تصريح صحفي" أن استهداف كنيسة سيدة النجاة "مؤشر على هشاشة الوضع الأمني وعدم السيطرة عليه"، مشيرا إلى أنها أظهرت ان العناصر المسلحة "تستطيع خرق العملية السياسية واستهدافها"، موضحاً أن المسيحيين وكنائسهم أصبحوا أهدافا سهلة للإرهابيين في ظل تعثر تشكيل الحكومة واستمرار حالة الفلتان السياسي".
وأفاد كنا أن العنف "لا يستهدف الكنائس حسب بل دور العبادة على اختلافها"، مستدركا "لكن الكنائس لا تزال أهدافا سهلة على الرغم من وجود حراسات عناصر شرطة حماية المنشآت FPS حولها لكنها ليست بالمستوى المطلوب".
وعّد عملية استهداف الكنيسة بانها عملية "نوعية وتشبه عملية اقتحام البنك المركزي"، وأردف "لم يكن هنالك انتحاريا واحدا بل عصابة كبيرة".
واستطرد أن انتحاريا "فجر نفسه خارج الكنيسة لجلب الأنظار إليه ومن ثم فجر آخر نفسه عند باب الكنيسة للقضاء على الحراسة إذ قتل حارسين ومن ثم قام اثنان آخران باقتحام الكنيسة مما يدل على أنها عملية نوعية كبيرة".
واتهم كنا ما دعاه بـ"الإرهاب الدولي باستهداف الكنيسة للقضاء على مكون عراقي أصيل فضلا عن استهداف العملية السياسية وزرع الفوضى في البلد والتشكيك بالقدرات المحلية على حفظ الأمن".
وأعرب كنا عن أمله أن "ترجح الأحزاب والكتل السياسية مصلحة العراق وشعبه كهدف أسمى فوق كل اعتبار أو مصلحة ضيقة من خلال تشكيل الحكومة وتحمل مسؤولياتها تجاه أمن الوطن والمواطن".
وكانت القوات الأمنية حصلت على إذن بتحرير الرهائن المحتجزين في كنيسة سيدة النجاة بمنطقة الكرادة وسط بغداد، وما ان باشرت بعملية الاقتحام، باطلاق قنابل مسيلة للدموع، حتى رد عليهم المسلحون برمانات يدوية.
وكان المطران شلمون وردوني قال في وقت سابق ان المسلحين في كنيسة سيدة النجاة يطالبون باطلاق سراح معتقلين في مصر والعراق، وهو الامر الذي اكده عدد من القادة الامنيين بمطالبة المسلحين باطلاق سراح معتقلين مقابل اطلاق الرهائن.
واحتجز مسلحون نحو عشرات المسيحيين الذين كانوا يحيون قداس الأحد في كنيسة سيدة النجاة بالكرادة بينهم نساء واطفال وقسا، فيما قامت القوات الامنية بتطويق المنطقة المحيطة بالكنيسة، التي تجاور سوق بغداد للاوراق المالية.
وقال اللواء الركن المتقاعد نبيل عبد الستار ان العملية التي وقعت الاحد لم تكن مفاجئة على الاطلاق، بعد هجوم المسلحين على منزل في كركوك قبل ايام واختطاف فتاتين، مقابل اطلاق سراح خمسة من نساء جماعة انصار السنة.
واوضح عبد الستار، "ان المسلحين اختاروا الحلقات الاضعف في المجتمع العراقي لاستعراض قوتهم"، مشيراً الى انه يوافق رأي اللواء الركن حسن البيضاني رئيس هيئة أركان الجيش في قيادة عمليات بغداد، الذي اعترف صراحة ان المسلحين الذين يواجههم العراقيين هم من الجيل الثالث لتنظيم القاعدة، وانهم يبحثون عن الانجاز لا النصر. ودعا عبد الستار الاجهزة الامنية الى الاسراع بوضع الخطط اللازمة لمواجهة هذا النوع من الهجمات، متوقعاً حدوث المزيد منها مع استمرار الازمة السياسية، وعدم تمكن الفرقاء السياسيين من الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة.
وكان مصدر في وزارة الداخلية قال أن اشتباكات عنيفة بين قوات الامن التي كانت تحاصر الكنيسه وبين المسلحين المتحصنين خلف اسوارها أسفر عن مقتل سبع رهائن وجرح عشرين اخرون. وقال مسؤول في وزارة الداخلية "لقد حررنا الرهائن لكن للاسف قتل سبعة من بينهم، في حين اصيب عشرون بجروح".
من جهته، قال مصدر في وزارة الدفاع ان سبعة رهائن قتلوا وجرح ثلاثة عشر اخرون. وبحسب هذا المصدر، فان 40 مصليا كانوا في الكنيسة.
وبحسب مصدر في وزارة الداخلية فان مسلحين دخلوا الى هذه الكنيسة بعدما قتلوا حارسين يقومان بحراسة سوق الاوراق المالية في بغداد على مقربة من الكنيسة، وسبق الاقتحام إنفجار سيارة مفخخة وعبوتين ناسفتين بالتزامن، بالقرب من كنيسة النجاة ما ادى الى سقوط العديد من القتلى والجرحى، واندلعت اثر ذلك اشتباكات بين قوة من الشرطة هرعت الى منطقة الحادث وعدد من المسلحين اسفرت عن إصابة عدد من عناصر الشرطة بجروح.
ودعا الفاتيكان الى "حل سريع وبدون عنف" لقضية المصلين والكاهنين الذين احتجزهم مسلحون رهائن داخل كنيسة في بغداد مساء الاحد، كما اعلن المتحدث باسم الكرسي الرسولي الاب فيدريكو لومباردي.
وتعرضت الكنيسة ذاتها في الاول من اب 2004 لاعتداء اضافة الى خمس كنائس اخرى ما اسفر عن العديد من القتلى والجرحى.
https://telegram.me/buratha

