أعلنت الحكومة العراقية منتهية الولاية، الجمعة، أنها ستبدأ مطلع الشهر المقبل بترسيم حدود شط العرب مع إيران بأشراف الأمم المتحدة، في وقت كشف عضو في التحالف الوطني عن "استيلاء" إيران والكويت على مساحات من الأراضي العراقية، نفت البصرة حدوث ذلك.
وقال مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الخارجية أحمد الشيحاني في تصريح له اليوم الجمعة ، إن "الحكومة العراقية شكلت لجنة فنية مؤلفة من وزارة الداخلية، والخارجية ومجلس محافظة البصرة، والهيئة الاستشارية في مجلس الوزراء، للقيام بإعادة ترسيم حدود شط العرب مع إيران بعد التنسيق مع الجانب الإيراني في هذا الموضوع ". وأوضح أن "العراق سيرسم حدود شط العرب مع الجانب الإيراني بأشراف أممي وفق الإجراءات الدولية المعتبرة في ترسيم الحدود"، مبينا أن "الجانب الإيراني رحب بهذه الخطوة كونها عملية فنية ليس لها علاقة بالمتغيرات السياسية". وأعربت الحكومة العراقية في مناسبات عديدة عن مخاوفها من استمرار تآكل الشاطئ المطل على العراق لشط العرب لصالح الجانب الإيراني. وكانت اتفاقية الجزائر التي وقعت في 6 آذار/ مارس 1975 بين العراق وإيران تنص على تقسيم مياه شط العرب كممر ملاحي طبقا لخط "التالوك". بدوره، كشف عضو في التحالف الوطني عن امتلاكه لمعلومات تشير إلى استحواذ الإيرانيين على نحو خمسة كيلو مترات من الأراضي العراقية، وكذلك الحال بالنسبة للكويتيين. وقال وائل عبد اللطيف وهو عضو سابق في مجلس النواب العراقي عن محافظة البصرة إن "الإيرانيين استحوذوا على خمسة كيلوا مترات عمقا في الأراضي العراقية، وكذلك الكويتيين الذين اخذوا جزءا كبيرا من حدود البصرة وتحديداً في المناطق المنخفضة التي تكثر فيها أبار النفط". وأوضح عبد اللطيف أن "الكويتيين قاموا بحفر مائل على الحدود للاستفادة من النفط العراقي منذ العام 1919 وحتى أليوم"، مبينا أنهم (الكويتيون) "مستمرون بحفر الآبار والأمر لا يقتصر عليهم فقط بل الإيرانيين يفعلون الشيء نفسه". وانتقد عبد اللطيف حكومة بغداد "بسبب عدم اتخاذها إجراءً لمنع تلك التجاوزات، وموقفا تجاه ما يحصل على الحدود العراقية – الإيرانية، والعراقية – الكويتية من تجاوز"، داعيا "الخارجية العراقية بضرورة التحرك نحو مواجهة ما يحصل والحيلولة دون خلق أزمة بين العراق وإيران والكويت". وفي هذا الإطار، نفت الإدارة المحلية في محافظة البصرة وجود تجاوزات إيرانية على الأراضي العراقية، مؤكدة أن ماحصل هو فعل طوبوغرافي ليس لحكومة البلدين دخلا فيه. وقال مدير أعلام مكتب محافظ البصرة أياد الإمارة إن "ما حصل في البصرة من تسرب للمياه من الحدود الإيرانية إلى داخل الأراضي العراقي لا يعد تجاوزا بقدر ما هو تسرب لمياه مالحة نتيجة بزل المياه الناتجة من مزارع قصب السكر في محافظات إيران المجاورة". وأضاف الإمارة أن "انجراف كميات من مياه البزل تجاه الحدود العراقية تهدد بانهيار السدود الموجودة على الجانب العراقي التي شيدت منذ العام 1984". وأبدى مدير إعلام مكتب المحافظ خشية "الجانب العراقي من أن تزايد كميات المياه المالحة والمتدفقة إلى الحدود العراقية باتجاه السدود التي لأتملك القدرة على صدها بسبب قدمها وتأكلها". وبين الإمارة أن "محافظ البصرة بادر إلى استدعاء القنصل الإيراني، لمناقشة القضية"، لافتا إلى "تقديم مجموعة مقترحات لحل المشكلة منها فتح مجموعة من الأنابيب باتجاه منطقة الشلامجة الحدودية للتقليل من تدفق المياه باتجاه الحدود العراقية". وشط العرب هو ممر مائي ينتج عن التقاء نهري دجلة والفرات ويصب في الخليج، ويبلغ طوله 204 كم، أما عرضه فمتفاوت فهو عند المصب يبلغ أكثر من كيلومترين، ويصل عرضه عند مدينة البصرة إلى نحو الكيلومتر الواحد.وقد منحت المعاهدات التاريخية التي ورثها العراق عن الدولة العثمانية له الحق في السيادة على هذا الممر المائي عدا مناطق محددة أمام "المحمرة" و"عبادان".وظلت إيران تطالب بتقاسم السيادة على مياه الشط بينما كان العراق يجد في الشط منفذه الأساسي إلى الخليج لاسيما انه يعاني ندرة منافذه إلى مياه الخليج العميقة التي تسهل استقبال وارداته ووصوله صادراته إلى الموانئ العالمية.
https://telegram.me/buratha

