بغداد/ اور نيوز
بالرغم من قيام شرطة الانبار بتعزيز اجراءاتها الامنية حول المصارف وشركات الصيرفة الاهلية في عموم مدن المحافظة للحد من عمليات السطو المسلح، الا ان ذلك لم يمنع من ابتكار اللصوص اساليب جديدة للسطو لا تثير شبهات القوات الامنية.
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لوكالة (اور) تصاعدت مؤخرا عمليات اختلاسات وسرقات كبرى داخل المصارف الحكومية وبخاصة الرافدين الذي شهد خمس حالات من هذا النوع خلال الاشهر القليلة الماضية، كان اخرها عملية سرقة باستخدام صكوك مزورة تجاوزت اقيامها ثلاثة مليارات و600 مليون دينار عراقي وذلك في فرع مصرف الرافدين في مدينة الفلوجة التابعة لمحافظة الانبار.
وذكر مصدر يعمل في فرع مصرف / الرافدين / بالفلوجة ، طالبا عدم الكشف عن اسمه ، "ان عملية تحايل كبرى شهدها مصرفنا قبل ايام حين تمكن شخص استخدم وثائق مزورة من فتح حساب في المصرف واودع مبلغ 100 الف دينار ليحصل على دفتر الصكوك ويقوم في اليوم التالي بجلب ستة صكوك صادرة عن وزارة الرياضة والشباب موجهة الى فرع مصرف الرافدين في المنصور ببغداد، وحولها لفرع الرافدين في الفلوجة وهو امر طبيعي في تعاملاتنا بان نقوم بمتابعة صكوك بعد التاكد منها، وفعلا تم الاتصال بفرع المنصور للتاكد من رقم حساب الوزارة اي وزارة الشباب وهنا قمنا بصرف ثلاث صكوك كل واحد بقيمة 600 مليون دينار ليصبح المبلغ الكلي مليار و800 مليون دينار لكن في المسح الاخير تم كشف التلاعب لكن بعد فوات الاوان حيث لاذ الزبون بالفرار ولم تتمكن الاجهزة الامنية من التوصل اليه بسبب استخدامه لاوراق ثبوتية مزورة ، لكن التحقيقات جارية لمتابعة السارق المجهول".
واضاف المصدر ان حساب وزارة الشباب يقع ضمن فرع المنصور لكن في مرات يتم اشبه بعملية مناقلات نسميها (متاعة) او شراء للصكوك مقابل نسب ارباح داخل فرع مصرف الرافدين للتسهيل على الزبون وبدلا من سحبها من بغداد وهو من سكنة البصرة مثلا يتم سحبها من البصرة لكن بعد عملية تدقيق.
وقال ان هذه السرقة ما كانت لتتم لولا وجود تلاعب يبدأ من عملية تحرير الصكوك، مؤكدا ان تعميم صدر من ادارة الرافدين على جميع الفروع للتنبيه من حالات مشابهه او قيام ذات الشخص بعملية تحايل اخرى.
يذكر ان فروع الرافدين تعرضت مؤخرا لهزات عنيفة حيث اعترف مدير عام المصرف السابق عبد الحسين الياسري علنا ان حالات تلاعب كبرى وقعت في فرع المصرف في البصرة وصلت لاكثر من 125 مليار دينار، كما شهد فرع المصرف في محافظة النجف المشخاب ايضا عملية اختلاس بمبلغ 6 مليار دينار ، وفرع المنارة في اقليم كردستان شهد هو الاخر عملية تحايل واختلاس بمبالغ تجاوزت ال600 الف دولار اميركي .
ويقول مدير احد فروع مصرف الرافدين ان السبب في ذلك هو النظام القديم الذي مازال مستخدما في النظام المصرفي العراقي، وكان يجب تطبيق أنظمة اكثر حداثة لمنع هكذا حالات، خاصة وان الرافدين سبق وان تعاقد مع شركة بريطانية رصينة لنصب النظام المصرفي الشامل وهو يعمل عبر ربط جميع الفروع بسيطرة مركزية تسمح للإدارة بتتبع اي حركة مصرفية مهما كانت صغيرة داخل اي فرع من فرع المصرف التي تجاوزت ال200 فرعا في عموم العراق وهي بتزايد، مؤكدا نحن مقبلين على تعاملات إضافية حديثة وخاصة بعد دخول الاستثمار منها التعامل بالعملات الأجنبية والتحويلات، وهنا لا يمكن مجاراة او مواكبة التطور ما لم يكتمل نصب النظام المصرفي الالكتروني الشامل الذي وصل الى لمرحلة معينة ولم يتم الانتهاء منه دون معرفة الأسباب وراء ذلك ولماذا التأخير .
وبحسب تقارير سابقة نشرتها بعض وسائل الاعلام فان الشركة المنفذة لهذا المشروع هي شركة بيبلان البريطانية التي اكدت استخدامها لاكثر الأنظمة تطورا في العالم وبشكل يجعل من المستحيل تحقق اي عملية تحايل او تلاعب او سرقة او اختلاس داخل مصرف الرافدين، معللة سبب عدم اكتمال المشروع الذي بدء التنفيذ به منذ العام 2007 بتاخر الجهات المعنية بدفع مستحقات الشركة المالية .
وكان وكيل وزير الداخلية اللواء حسين كمال قال في وقت سابق إن عمليات السطو هي "لتمويل القاعدة والمجاميع المسلحة بعد أن قل تمويلها وانخفض، ما جعلها تجأ إلى هذه الوسائل مثل سرقة محال الذهب والصيرفة"، لكنه اعترف بوجوج عصابات للجريمة المنظمة تقوم بمثل هذه العمليات.
https://telegram.me/buratha
