بسم الله الرحمن الرحيم
" ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب "
يا ابناء شعبنا العراقي الأبي
لقد حقق القضاء العراقي خطوة هامة على طريق ارساء العدالة باعلانه الحكم على الطاغية صدام وثلة من ازلامه بالاعدام.
ان هذا القرار يمثل انتصاراً حقيقياً لدماء الشهداء وضحايا المقابر الجماعية والاسلحة الكيمياوية ولكل العراقيين بكافة مذاهبهم واطيافهم ليتحقق بذلك حلم ابناء الوطن جميعاً بعد انتظار طويل لتحقيقه، كما يؤسس النطق بالحكم مبدأ العدالة الذي كنا افتقدناه منذ عقود طويلة.
ان الذين يتشككون بنزاهة القضاء العراقي عليهم مراجعة حساباتهم بدقة ليكونوا موضوعيين من خلال سؤال مهم ينبغي ان يطرحوه على انفسهم هو: هل عمد النظام السابق يوماً ما وعلى مدى اكثر من ثلاثة عقود بالسماح لوسائل الاعلام بعرض ايّ من محاكماته السرية التي ساقت مئات الالاف من خصومه السياسيين الى المشانق والرمي بالرصاص دون وازع من ضمير او حس انساني؟.
كل العالم رأى وتابع من خلال شاشات التلفزة مساحة الحرية التي اتيحت للمتهمين حتى بلغ بهم الحد الى التطاول على القضاة والادعاء العام والشهود والرموز السياسيين المنتخبين بارادة شعبية محضة.
ان يوم النطق بالاعدام على الطاغية صدام يعد يوماً تأريخياً طويت خلاله صفحة الظلم لتبدأ صفحة العدالة في العراق الجديد الذي يقف كافة ابنائه سنة وشيعة عرباً وكرداً وتركمان واقليات من اجل بناء هذا الوطن المثقل بجراح الماضي الاليم والسير به نحو مرافئ الازدهار والرقي والتقدم ولا صوت فيه يعلو على صوت القانون والعدالة.
ونحن من جهتنا في منظمة بدر في الوقت الذي نبارك لشعبنا انتصاره في هذا القرار نشجب بشدة كافة المحاولات الرامية الى وضع صدام حسين في خانة طائفة محددة من اجل ادخال العراق في حمى الصراع الطائفي لاننا نؤمن ان صدام لا طائفة له فقد قتل من ابناء السنة والشيعة ما يؤكد ذلك.
ومن هذا المنطلق وجه سماحة السيد الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد نداءه الى ابناء الشعب باغتنام هذا الحدث بالوقوف صفاً واحداً لتجسيد الوحدة الوطنية كما ان السيد رئيس الوزراء في الوقت الذي ذكّر المواطنين بدماء الشهيدين الصدرين والشهداء من آل الحكيم لم ينس الشهيد الشيخ عبد العزيز البدري وغيره من اخواننا ابناء السنة وغيرهم من الطوائف الاخرى.
وبعد ان قال القضاء العراقي كلمته الفصل يتعين علينا جميعاً ان نضع يداً بيد في مواجهة الارهاب ومظاهر العنف والتوجه بنوايا خالصة نحو بناء العراق وتقديم الخدمات للشعب العراقي النبيل.
ونودّ في هذه المناسبة ان نؤكد ان الذين يتباكون على صدام وازلامه انما يؤكدون هزيمتهم الجماهيرية والسياسية ويأسهم المرير من محاولات العودة الى الماضي الاليم حيث اصبح العراق حراً عزيزاً تمثل فيه الارادة الشعبية سلطته العليا القادرة على رسم خارطته المستقبلية على اساس العدالة والحق والقانون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الامانة العامة لمنظمة بدر
بغداد/ الاثنين 6/11/2006
https://telegram.me/buratha