اكد رئيس الجمهورية اهمية الروابط التاريخية مع فرنسا و دعا شركاتها الى العمل في العراق، و شدد على ان العراق يعمل على تسريع بناء قواته المسلحة و تسلم الملف الامني في المحافظات، كما اشار الى ان العراق لن يسمح باستخدام اراضيه في عمل عدواني ضد دول الجوار. و قد احتشد مئات الباحثين و الدبلوماسيين و الاكاديميين الفرنسيين و الاجانب في المعهد الفرنسي للعلاقات الخارجية للاستماع الى محاضرة الرئيس.و أكد الرئيس طالباني في محاضرته التي القاها اليوم الخميس 2-11-2006، ان البشرية استلهمت الكثير من المبادئ الانسانية التي ارست دعائمها الثورة الفرنسية و التي اكدت على مبادئ الحرية و العدل و المساواة، و قال ان العراق الان يعمل على بلوغ هذه الاهداف كما يسعى لضمان السلام و الامن و المصالحة الوطنية.و استعرض رئيس الجمهورية الوضع الجاري الان في العراق في اطار تطور العملية السياسية و الديمقراطية فيه، مؤكداً "ان العراق لم يعد حكراً على سلطة فرضت على الشعب عنوة باستخدام القوة"، مشيراً في الوقت نفسه الى ان العراقيين يواجهون اليوم جرائم الارهابيين الذين يحاولون زعزعة الاستقرار في البلاد، كما ان جميع مكونات الشعب حصلت على مكاسب و منجزات كان العراقيون محرومين منها في زمن الجور و الطغيان.و شدد الرئيس طالباني على ان مبادرة المصالحة الوطنية التي اطلقها رئيس الوزراء نوري المالكي تحظى بدعم واسع من قبل مختلف مكونات الشعب العراقي، و اضاف ان بلوغ مراميها ستكون له ابعاد ايجابية كبيرة بالنسبة للعراق و المنطقة و تساعد في التخلص من الارهاب و العنف الجاري، كما اشار فخامته الى انه يجري الان اعداد قانون للعفو يتماشى مع المعايير الدولية و يوازن "بين مبادئ العدل و التسامح" لافتاً الى ان هيئة اجتثاث البعث سيجري اعادة النظر في هيكليتها لتكون كياناً مهنياً و ليس سياسياً.و اوضح الرئيس بان الحكومة العراقية ستتسلم الملفات الامنية في زهاء 10 محافظات نهاية هذا العام، و انها بدات بتسلمها في بعض المحافظات، و قال ان الاسراع في بناء القوات المسلحة و الامنية و تجهيزها و تدريبها سوف يعجل في انهاء مهمة القوات المتعددة الجنسيات في العراق.و رداً على سؤال عن توزيع الثروة النفطية، قال الرئيس طالباني ان الدستور العراقي نص على ان النفط و الغاز ثروة وطنية و ان كل عوائدها ستوزع بعدالة بين كل مكونات و اطياف الشعب العراقي، لافتاً الى الحيف الذي لحق المحافظات الجنوبية ابان فترة الحكم الدكتاتوري، و قال ان البصرة و ميسان على سبيل المثال، تنتجان اكثر من 70% من النفط العراقي لكنهما تعانيان من عدم توفر المياه الصالحة للشرب".الرئيس طالباني اكد بان العراق يريد بناء احسن العلاقات مع جميع دول الجوار، لافتاً في الوقت نفسه الى تدفق الاف الارهابيين الاجانب الى العراق، و قد تم قتل و اعتقال الالاف منهم في العراق، كما شدد رئيس الجمهورية على ان العراق لن يسمح باستخدام اراضيه للقيام باي عمل عدواني تجاه دول الجوار، مؤكداً ان الحوار هو الحل الامثل لحل المشاكل.
و عن موضوع العلاقات بين العراق و فرنسا، اشاد رئيس الجمهورية باحتضان الشعب الفرنسي لممثلي المعارضة العراقية للنظام الدكتاتوري، كما اشاد بدور فرنسا في تامين اجواء امنة في كردستان، و تبنى مجلس الامن القرار 688 الذي كانت له قيمة كبرى في ارساء مبدا تحرك المجتمع الدولي بدوافع انسانية ضد الانظمة الدكتاتورية.
كما اعرب الرئيس طالباني عن امتنانه للحكومة الفرنسية و الرئيس جاك شيراك شخصياً لدعم الجهود الدولية لبناء الهيكل الارتكازي في اطار العقد الدولي للعراق.و قال "ان مساندة حكومة فرنسا لهذا العقد تاتي ايضا في اطار توحيد جهود العراق و المجتمع الدولي في مواجهة الارهاب الدولي و التطرف و العنف". كما شكر فخامته فرنسا لجهودها في اطفاء 80% من ديون العراق في نادي باريس، داعياً الشركات الفرنسية الى العمل و الاستثمار في العراق.
و كان الرئيس طالباني قد وصل الى مطار اورلي في الضاحية الجنوبية للعاصمة الفرنسية باريس، و تم استقباله من قبل وزير الشباب و الرياضة جون فرانسوا لامور يوم اول امس الاربعاء 1-11-2006.
https://telegram.me/buratha