تضاربت الروايات الرسمية بشأن الاشتباكات المسلحة التي وقعت، صباح اليوم، عند تقاطع جسر الاردن وسط مدينة الفلوجة، ففي الوقت الذي نفت فيه قيادة الشرطة وقوعها مشيرة إلى أن بعض العناصر أطلقت النار في الهواء أثناء تشييع جندي استشهد بتفجيرات أمس، ذكر مصدر في غرفة عمليات الأنبار أن قوة عسكرية تعرضت إلى إطلاق نار أثناء مرافقة الجنازة، في حين لفت إدارة محافظة الأنبار أن الحادث جاء على خلفية شجار بين مواطنين بسبب زحمة السير التي سببها الموكب، مما دفع الجيش إلى التدخل.وقال قائد شرطة الفلوجة العميد محمود العيساوي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "عناصر من الجيش العراقي أطلقت النار بشكل عشوائي في الهواء بمنطقة جسر الاردن أثناء مرور موكب تشييع أحد الجنود الذين استشهدوا في تفجير أمس وسط الفلوجة"، مؤكداً أنه "تم توقيف المسؤولين عن إطلاق النار ومحاسبتهم".وكانت محافظة الأنبار شهدت، أمس الأحد، استشهاد ستة أشخاص بينهم اثنان من عناصر دورية للجيش العراقي وإصابة 15 شخصاً بينهم جندي عراقي واحتراق ثماني سيارات مدنية وواحدة عسكرية بتفجير انتحاري بسيارة مفخخة بالقرب من فرن لبيع الصمون في منطقة الشارع الجديد، وسط الفلوجة. وأضاف العيساوي أنه "أعيد فتح المنطقة بعد فرض حظر للتجوال لبضع ساعات، وحركة المرور طبيعية".من جهته، أفاد مصدر في غرفة عمليات الأنبار برتبة مقدم في الجيش أن "ما بين سيارتين وثلاث سيارات مدنية متمركزة في حي النزال القريب من المنطقة وحي الرسالة المقابل للمكان أطلقت النار على قوة تابعة للجيش العراقي كانت ترافق جنازة أحد عناصرها استشهد أمس الأحد، خلال مرورها في تقاطع الأردن". وأشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى أن "رد الجيش كان طبيعياً وركز على مصادر النيران، الأمر الذي أدى إلى إلحاق أضرار مادية بتسع عدد من السيارات"، مضيفاً أن "الجيش قام بتعزيز المنطقة بقوة إضافية كانت متمركزة على بعد 200 متر من موقع الحادث، حيث نجحت في إقفال منافذ المنطقة وفرض إجراءات أمنية مشددة".وأوضح المصدر أنه "يجري حالياً التحقق من مواصفات السيارات والبحث عنها لملاحقة العاصر المسلحة بداخلها".من جانبه، أكد مستشار محافظ الأنبار محمد فتحي وقوع إطلاق نار كثيف في المنطقة، مشيراً إلى أن "الحادث نجم عن رد فعل من قبل عناصر من الجيش لفض شجار نشب بين مواطنين داخل التقاطع المروري القريب من موكب الجنازة على خلفية ازدحام السير الذي سببه".وأوضح فتحي أن "الجيش أطلق النار في الهواء لتفريق المواطنين وإخلاء الشارع من أمام موكب الجنازة بعد حدوث عراك بين مدنيين كانوا يستقلون سياراتهم والمارة، مما أدى إلى زحمة سير خانقة".من جهة أخرى، ذكر موظف في دائرة بلدية الفلوجة أن "إطلاق النار كان من اتجاهات عدة، وبقينا محتجزين داخل المبنى القريب من مكان الحادث لأكثر من ساعة بسبب كثافة النيران"، لافتاً إلى أن "سيارة إسعاف عسكرية واحدة على الاقل شوهدت تدخل المنطقة مسرعة، فيما كان الجنود العراقيون يتخذون وضعاً دفاعياً على أرض الميدان، وسط استمرار إطلاق النار من جانبي الشارع، من دون معرفة الخسائر".وأضاف الموظف الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "الجيش استخدم أسلحة متوسطة مثبتة على سيارات مدرعة".وكان مصدر في قيادة عمليات الأنبار أفاد في وقت سابق اليوم بأن مسلحين مجهولين يستقلون سيارتين من نوع (بيك أب وBMW) أطلقوا النار من أسلحة رشاشة باتجاه موكب تشييع جندي عراقي قتل بالتفجير الانتحاري بسيارة مفخخة، أمس الأحد، عند مروره في تقاطع جسر الأردن، وسط الفلوجة، مبيناً أن إحدى نقاط التفتيش التابعة للجيش العراقي والقريبة من موقع الحادث اشتبكت مع المسلحين، من دون وقوع خسائر بشرية.
https://telegram.me/buratha

