دان رئيس أساقفة كركوك، الأربعاء، الدعوة التي أطلقها راعي الكنيسة المسيحية في ولاية فلوريدا الأمريكية لحرق نسخة من القران الكريم، مؤكدا أن هذه الدعوة لا تمثل سوى الشخص الداعي لمثل هذا العمل المرفوض من قبل الديانات السماوية. وقال رئيس أساقفة كركوك لويس ساكو في حديث صحفي اليوم الاربعاء "نشجب وندين دعوة خادم كنيسة دوف التبشيرية في ولاية فلوريدا الأمريكية تيري جونز إلى إحراق نسخ من المصحف الشريف وإننا نعد هذا العمل فعلا مشينا ولا أخلاقيا وتعديا صارخا ليس على الديانة الإسلامية فحسب بل على الديانات كافة". وتنوي كنيسة مركز الحمامة لنجدة العالم المعمدانية في غينسفيل جنوب شرق فلوريدا، حرق نسخة من القرآن الكريم أمام الملأ السبت المقبل في الذكرى التاسعة لاعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في الولايات المتحدة وسط انتقادات وجهت لها من داخل الولايات المتحدة وخارجها. وأضاف رئيس أساقفة كركوك أن "راعي الكنيسة المسيحية الصهيونية المتطرف لا يمثل سوى نفسه، وانه لا يمثل بأي شكل من الأشكال موقف المسيحيين في العالم"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن" الديانات السماوية في العراق عاشت جنبا إلى جنب دون أي تمييز أو تطرف ديني، ويعملون وفقا لمبدأ الحوار والسلام المشترك بعيدا عن لغة التعصب". وكان تيري جونز" خادم كنيسة دوف التبشيرية في ولاية فلوريدا الأمريكية الذي يريد حرق نسخة من القرآن الكريم في 11 ايلول (سبتمبر) أكد، أمس الثلاثاء، انه ينوي بإصرار المضي في تنفيذ ما توعد به"، مضيفا أن "هذا العمل قد يسيء إلى الأشخاص وإلى المسلمين، وأنا سأكون مستاء أيضا عندما يحرقون العلم الأمريكي أو عندما يحرقون الكتاب المقدس، إلا إننا نعتقد أننا لا نستطيع التراجع". وتابع ساكو أن" المسيحيين في العراق وكركوك يستنكرون هذه الأعمال التي تصب في خانة التعصب"، مشددا على ضرورة "العمل المشترك بين الديانات السماوية على نبذ التعصب والعنف اللذين يشكلان الخطر الأكبر على الدين".ويضم العراق أربع طوائف مسيحية رئيسية هي الكلدانية أتباع كنيسة المشرق المتحولون إلى الكثلكة، والسريانية الأرثوذكسية، والسريانية الكاثوليكية، والطائفة اللاتينية الكاثوليكية، والآشورية أتباع الكنيسة الشرقية، إضافة إلى أعداد قليلة من أتباع كنائس الأرمن والأقباط والبروتستانت، .وكانت الدعوة التي أطلقتها كنيسة أمريكية لإحراق القران الكريم في الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) لاقت انتقادات واسعة، إذ ندد الفاتيكان، أمس الثلاثاء، بالدعوة وأعتبرها متعارضة تماما مع الإيمان المسيحي، فيما أعلن قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال الأمريكي ديفيد بترايوس، الاثنين الماضي، أنه يشعر بقلق بالغ للانعكاسات الممكنة إذا ما نفذت الكنيسة ما توعدت به، مضيفا أن ذلك يمكن أن يعرض القوات الدولية والجهود الشاملة في أفغانستان للخطر، فيما حذر قادة عسكريون أمريكيون في أفغانستان من أن خطة كنيسة لإحراق نسخ من المصاحف قد تعرض حياة القوات الأمريكية للخطر، في حين دان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن، أمس الثلاثاء، دعوة الكنيسة الأمريكية، مؤكدا أن ذلك قد يعرض حياة الجنود الدوليين في أفغانستان للخطر، معربا عن اعتقاده أن مثل هذه الأفعال تتعارض بشدة مع كل القيم التي نتمسك بها والتي نحارب من اجلها، فيما قال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيتس أن هذه الدعوة تضع قواتنا في خطر، وأي نشاط من هذا النوع يعرض قواتنا للخطر، وهو مصدر قلق بالنسبة لإدارتنا.
https://telegram.me/buratha

