أكد مدير ناحية السعدية احمد الزركوشي أن عشرات العوائل الكردية بدأت بالرحيل والنزوح من الناحية خوفا من تهديدات عصابات القاعدة محملا الجهاز القضائي مسؤولية التردي الأمني وتوفيره الحصانة للإرهابيين بسبب ضعفه وتهاونه مع عناصر القاعدة وعناصر الحركة النقشبندية.
وأضاف الزركوشي أن أهالي الناحية أدركوا أن لاوجود للقضاء وان الإرهابيين محميون بحصانة (عدم كفاية الأدلة وعدم حضور الشهود والاعترافات أخذت تحت الإكراه) الأمر الذي يولد إحباطا كبيرا لدى القوات الأمنية في ملاحقة الإرهابيين والقبض عليهم.
هذه الناحية من أكثر مناطق المحافظة التي تعرضت إلى هجمات القاعدة ولم يتحسن الوضع الأمني فيها حتى عندما تحسن في جميع مناطق المحافظة الأخرى في عام 2008 وسبق للقاعدة إن نفذت عمليات إجرامية بشعة في مركز الناحية وفي وضح النهار حيث قامت عصابات القاعدة في السابع عشر من مايس الماضي بمداهمة دار إمام وخطيب جامع السعدية واقتادته من منزله وبعد مضي ساعة، تم تعليق رأسه على احد أعمدة الكهرباء وسط المدينة وفي وضح النهار. في الحادي عشر من الشهر الجاري قامت عصابات القاعدة بتفخيخ احد المنازل بعد إن حصلت على معلومات عن نية القوات الأمنية بمداهمته وفعلا قامت بتفجيره بمجرد دخول القوات الأمنية إليه ونتج عن ذلك استشهاد خمسة جنود وجرح عدد آخر منهم.
القوات الأمنية اعتقلت أمير تنظيم القاعدة في الناحية المدعو ضيف فيصل غازي المسؤول عن حادث تفخيخ المنزل إلا إن قاضي التحقيق أفرج عنه في اليوم التالي بحجة عدم كفاية الأدلة.
مدير ناحية السعدية شكا غير مرة من تهاون قاضي تحقيق السعدية مع عناصر القاعدة الذين تلقي القوات الأمنية القبض عليهم واتهمه بإطلاق سراح اغلب المجرمين إلا إن محكمة استئناف ديالى لم تتخذ أي إجراء وبقي الحال على ما هو عليه.
محنة هذه الناحية أنها تقع على حافة بحيرة حمرين وهي منطقة سهلية تحيط بها تلال حمرين التي ما تزال تشكل اخطر موطئ قدم لتنظيم القاعدة في محافظة ديالى رغم شن القوات الأمريكية والقوات العراقية الكثير من العمليات لتطهيرها من عناصر تنظيم القاعدة والحركة النقشبندية وألقت القبض على العديد من عناصره وقتلت البعض الآخر واستولت على العديد من مقراتها ومخابئ أسلحتها إلا أنها فشلت في إحكام سيطرتها عليها لكونها سلسلة تلال وعرة وتمتد من مندلي وتربط ديالى بكركوك وصلاح الدين وتعد خطا إستراتيجيا لتنقلات عناصر تنظيم القاعدة ومكانا مناسبا لإخفاء تحركاتها من الرصد الأرضي والجوي.
والسيطرة على هذه المنطقة تقطع طريق بغداد خانقين وكذلك الطريق الدولي الذي يربط العراق مع إيران من خلال منفذ المنذرية مقابل قصر شيرين الإيرانية.
احدث قراءة لتطورات الموقف الأمني في ناحية السعدية تقول: إن ناحية السعدية بدأت تسقط من الناحية الواقعية في أيدي تنظيم القاعدة طالما إن عصابات القاعدة تستطيع أن تنفذ أي عملية في الناحية في وضح النهار وفي مأمن من القضاء، وتقتل أي مواطن تشك في تعاونه مع القوات الأمنية وطالما أنها بدأت بتهجير عدد من العوائل الكردية والعربية من مركز الناحية إلى مناطق أخرى لان التهجير يعني ببساطة عدم قناعة المهجرين بقدرة القوات الأمنية على حمايتهم من الإرهابيين.
لذلك فان تهجير العوائل من أي منطقة هو من أوضح الدلالات على إن المنطقة بدأت تسقط أو سقطت فعلا بيد تنظيم القاعدة . لان استراتيجيه تنظيم القاعدة في إسقاط المدن بيدها لا تعني تحكم القاعدة بمداخل الناحية ومخارجها او ادارة مؤسساتها بقدر ما تعني إمكانية القاعدة بالوصول إلى أي هدف في المنطقة تقرر الوصول إليه، وهذا يعني من الناحية الفعلية خضوع السكان المحليين لإرادتها وليس لإرادة الحكومة.
طالما إن قوات الحكومة عاجزة عن حمايتهم من استباحة القاعدة لدمائهم وأموالهم وأعراضهم، لقد مضى أشهر على صدور استغاثات متكررة من مدير ناحية السعدية وحذر مرارا من سقوط ناحيته بيد الإرهاب إذا بقي وضع القضاء على ما هو عليه، ومازال يستغيث... ولكن لا مغيث
https://telegram.me/buratha

