الأخبار

عائلات ضحايا العمليات الإرهابية: لم نجنِ سوى الوعود


لم يدر بخلد “زينة” أن تنقلب حفلة ميلادها الى مجلس عزاء، فالطفلة البالغة من العمر عامين ونصف العام كانت بانتظار يوم ميلادها في أواخر كانون الثاني الماضي، لكن القدر كان أسرع من بلوغ ذلك اليوم،  فقد تلقت والدتها قبل ثلاثة أيام من حفل الميلاد اتصالاً هاتفياً من أحد مستشفيات بغداد أبلغها باستشهاد زوجها في حادث تفجير مروع. تقول السيدة آيات عبد الله، وهي والدة الطفلة زينة سيف: راجعت بعد استشهاد زوجي في حادث تفجير فنادق بغداد، للحصول على التعويضات التي اعلنتها الحكومة، وبرغم زهد مبلغ التعويض الا اننا لم نتسلم أي شيء منه حتى الان. وتسرد السيدة قصة استشهاد زوجها الذي كان يعمل سائقا في حافلة صغيرة “كيا”، ورحلة ترويج معاملة الوفاة والمعاناة التي واجهتها في التنقل بين الدوائر الحكومية لاستصدار شهادة الوفاة والبحث عن بقايا الحافلة التي تحولت الى ركام، وتقول: انها تعاني من ضائقة مالية بعد رحيل المعيل الوحيد للعائلة، اذ لم تكن تمتلك مصدرا للدخل سوى ما كان يحصل عليه زوجها من قوت يومي لا يكاد يسد رمق أسرتها المكونة من أربعة أفراد، فكيف الحال اليوم والعائلة بلا معيل؟ أم زينة واحدة من بين آلاف العائلات التي تضررت جراء الاعمال الارهابية، ومازالت تجهد للحصول على حقوقها، وهناك، كما تقول سميرة رجب، وهي ايضا زوجة شهيد: ان هناك أضراراً مخيفة للارهاب تلقي بظلالها على عائلات بأكملها وفي مقدمتها قطع رزقها بعد أن ذهب بأرواح أرباب الأسر. السيدة سميرة وهي زوجة الشهيد “عبد الله عبد العزيز صالح” الذي استشهد بتفجير ارهابي تقول: عندما كان عائداً من منطقة صناعية بعد صيانة سيارته التي يؤمن منها عيش عائلتنا، استشهد زوجي ومعه زوج ابنتي وابن جيراني ودمرت سيارتنا بشكل تام. وبعد خمسة ايام من البحث وجدت جثثهم في مستشفى ابن النفيس وبشق الأنفس أصدرت شهادات الوفاة وتمكنا من دفن زوجي، لكن الامر لم ينته عند هذا الحد، فصحة الرصافة اعترضت على اصدار الشهادة بحجة ان الجثث يجب ان تنقل الى الطب العدلي ومنه تصدر شهادات الوفاة. وتضيف: بعد اشهر تمكنا من اصدار الشهادات وقدمنا معاملاتنا للحصول على التعويض المادي الذي وعدنا به ومنذ شهر شباط الى الان لم نحصل الا على الوعود واصبحنا نعدو كالظمآن الذي يظن ان السراب ماء. وتشير الى ان الامر لم ينته عند اليأس من الحصول على التعويضات المادية، لكن تعنت دائرة التقاعد العامة في عدّ زوجي شهيداً بعد صدور امر قضائي من قاضي تحقيق محكمة الرصافة المختص والمتضمن تسليمنا راتب معيلنا الشهيد وامتناعها عن ترويج معاملتنا، جعلنا ومنذ سبعة اشهر من دون راتب ونعيش في دوامة، وأخيراً اخبرنا بأن الحل في يد وزير المالية.. واين نحن من لقاء الوزير؟. عائلة اليتامى قد يكون أمر رعاية الطفل اليتيم أهون بكثير من رعاية طفلة يتيمة لما لها من خصوصية، لكن ما تعانيه زوجة الشهيد عامر يحيى علوان التي تحملت رعاية ستة أبناء “خمس بنات وولد واحد” يفوق كل التصورات، ولم يكن زوجها موظفاً حكومياً وليس له راتب تقاعدي، فالتركة ثقيلة وتربية خمس بنات تحتاج الى ميزانية ضخمة ورعاية خاصة، وسعت الزوجة منذ اشهر الى الحصول على تعويضات اقرتها محافظة بغداد ومجالسها البلدية الا انها ركنت الى اليأس بعد ان نفد ما لديها من اموال ادخرتها الى مثل هذا اليوم، لكن المؤلم في أمر هذه العائلة ان معيلها كان قد افتتح محلاً تجارياً منذ ايام لكنه لم يهنأ به فقد حصدت روحه جرائم الارهاب. رأي مجلس المحافظة رئيس اللجنة القانونية في مجلس محافظة بغداد المحامي صبار الساعدي علل المشكلة بأن موضوع تعويضات العمليات الارهابية يقع على عاتق محافظة بغداد لكنها تأخرت في إنجاز معاملات المتضررين.

واضاف: انه برغم وجود آلية جديدة شكلت بموجبها ثلاث لجان في الكرخ والرصافة والاطراف الا ان السبب يعود الى ان تلك اللجان اهتمت بتعويض متضرري التفجيرات الكبيرة حسب تعليمات الامانة العامة لمجلس الوزراء مثل تفجيرات وزارتي العدل والخارجية ومجلس المحافظة وضحايا تلك التفجيرات اعدادهم كبيرة، والامر الاخر هو ان مجلس بغداد حث المحافظة على تنفيذ الموازنة وصرف الميزانية المخصصة لهم الا انهم يتذرعون بتأخر الموازنة، وهذا عار عن الصحة لان اللجان متكاملة وجاهزة للعمل حتى ما يخص منها تعويضات متضرري النظام المباد، وحسب ادعاء المحافظة فان اللجان غير مشكلة والاموال لم تصلهم وتأخر اقرار الموازنة منذ 1 /8 /2009 وهذا ما جعل الدفعة العاشرة “تفجير وزارة الخارجية” يصرف الان وتقرر ان تصرف تعويضات الدفعة الحادية عشرة العام المقبل 2011، ولدينا متضررون منذ اعوام 2007 و2008 وعددهم 6000 شهيد وكل هؤلاء مستحقون للتعويض مع قطعة الارض الممنوحة لهم، وقد وجهنا المحافظة وعملنا على الاسراع بصرف التعويض لهؤلاء، مشيرا الى تشكيل لجنة لمتابعة عمل لجان المحافظة وعدم تأخير صرف المستحقات. تبرير المحافظة من جانبها اكدت مديرة العلاقات العامة والاعلام في محافظة بغداد شذى هادي العبيدي: ان سبب تأخير صرف مبالغ التعويضات لعائلات الشهداء الذين استشهدوا جراء العمليات الارهابية التي طالت وزارات ومواقع مهمة في بغداد يعود الى عدم اقرار وزارة المالية للميزانية المخصصة لهم لاسيما بعد ان رفعت المحافظة كل المعلومات المتعلقة بالشهداء واماكن التفجيرات والقرارات الخاصة بهم. واضافت: ان عدم رفد وزارة المالية محافظة بغداد بالمبالغ المخصصة لتعويض عائلات الشهداء اسهم في تأخير صرفها الى الان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك