أكد عدد من منتسبي الأجهزة الأمنية في ناحية السعدية شمال شرق محافظة ديالى، الأربعاء، أنهم اضطروا لتغيير مناطق سكناهم جراء تهديدات الجماعات الارهابية المسلحة، وهو ما أكده بدوره مصدر امني ذكر أن 17 منتسبا رحلوا عن قراهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، فيما ذكر مدير الناحية أن الأسبوع الماضي سجل رحيل ثلاث اسر من قراها الى مركز الناحية جراء التهديدات.
وقال الشرطي (ن-ع) وهو يقف في نقطة مرابطة في مركز ناحية السعدية في حديث لـ"السومرية نيوز"، "عملنا في الأجهزة الأمنية من اجل توفير مصدر رزق لعائلاتنا، بعدما أجبرنا الارهاب والجفاف على ترك مهنة الآباء والأجداد في زراعة الأرض".
وأضاف الشرطي انه أرغم على ترك منزله في قرية ربيعة 10كم شرق ناحية السعدية، قبل نحو أسبوعين، بعدما تلقى تهديدا من قبل تنظيم ما يسمى بدولة العراق الإسلامية الارهابي بتصفية أسرته، مؤكدا أن "اغلب المنتسبين في الأجهزة الأمنية من سكنة عدة قرى مجاورة لقريته تلقوا نفس التهديدات في الآونة الأخيرة، وبعضهم اضطر إلى الانتقال لمناطق في مركز الناحية أكثر أمانا".
من جهته أيد الشرطي(ب، ص) ما قاله زميله حول تهديدات الجماعات الارهابية المسلحة لمنتسبي الأجهزة الأمنية في بعض القرى القريبة من مركز ناحية السعدية معتبرا أن "الشباب الذين يتقدمون حاليا للانضمام للأجهزة الأمنية أصبحوا بين ناريين إما عدم القبول بالوظيفة والبقاء في خانة العاطلين أو القبول بالوظيفة والرحيل بعيدا عن منطقتهم"، حسب تعبيره.
فيما اقر مدير ناحية السعدية احمد الزركوشي بان "عددا من منتسبي الأجهزة الأمنية رحلوا عن أربع قرى تحيط بمركز الناحية ومنها قرية ربيعة، لان تنظيمات القاعدة الارهابية تسيطر على قراهم وهددت أسرهم".
وأضاف الزركوشي ان "الأسبوع الماضي سجل انتقال ثلاث اسر ينتمي أبناؤها إلى الأجهزة الأمنية من قراها إلى مركز الناحية"، معتبرا أن "الجماعات المسلحة تحاول إفراغ بعض المناطق والقرى من منتسبي الأجهزة الأمنية عبر تهديد أسرهم لتحقيق مآربها بالسيطرة على تلك المناطق بشكل تام"، حسب قوله.
من جانبه قال مصدر امني مسوؤل في ناحية السعدية ان "انتقال اسر منتسبي الأجهزة الأمنية إلى مناطق أخرى بدأ يتنامى منذ ثلاثة أشهر وخاصة قرى ربيعة التي تحوي جيوبا للجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة"، مؤكدا أن "الأشهر الثلاثة الماضية سجلت رحيل نحو 17 أسرة يعمل أبناؤها في الأجهزة الأمنية عن مناطقهم".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "إخلاء القرى الواحدة تلو الأخرى من منتسبي الأجهزة الأمنية يعني إعطاء رسالة للرأي العام بقوة الجماعات المسلحة وهيمنتها على ارض الواقع"، داعيا الى "معالجة تلك الظاهرة بحزم وفرض هيبة الدولة في المناطق المهددة من قبل الجماعات المسلحة".
https://telegram.me/buratha

