من الجرائم التي اثارت استغراب المتتبعين واثارت عدد من علامات الاستفهام حولها الحادث الاجرامي الذي ذهب ضحيته احد ضباط تحقيق مديرية التحقيقات الجنائية في وزارة الداخلية ، وقد كان الاهمال وعدم التنبه لخطورة الارهابيين وبشاعتهم السبب الرئيس بفقدان احد ابناء العراق الغيارى الذين نذروا انفسهم لامنه واستقراره .
نسلط الضوء على استشهاد الرائد اركان جهاد من مديرية التحقيقات الجنائية / المقر العام في بغداد على يد الارهاب الاسود . وهذا الضابط من اهالي سامراء ويمتاز في دقة التحقيق في الجريمة ومن الشباب الاكفاء حيث امتزج دمة الطاهر مع دماء ابناء شعبه الشهداء الابرار في بغداد الحبيبة .
وصل اركان جهاد الى بيته في سامراء الساعة الحادية عشرة مساء ، ولكنه كان مغلفا بصندوق خشبي وملفوفا بالعلم العراقي، تسبقه انات وحسرا ت اصدقائة المنتسبين لمديرية التحقيقات الجنائية حيث هرع اهالي سامراء لتوديع هذا الشهيد الذي ضحى بدمه من اجل العراق ليقولوا له نم قرير العين هؤلاء الجبناء لايحملون مباديء الاسلام . والاسلام منهم برئ .
الاهمال وعدم التنبه لخطورة المجرم كانت العامل الاهم في وقوع الجريمة .
بينما كان التحقيق جاريا مع شقيق الارهابي الذي فجر شاحنة مفخخة في احدى كراجات وزارة الخارجية يوم الاحد الدامي والذي راح ضحيته المئات من الشهداء والجرحى وتهديم بعض العمارات المجاورة لكراج وزارة الخارجية وقتل الاطفال والنساء،والشيوخ . استغل المجرم فترة استراحة غادر فيها احد المحققين غرفة التحقيق، ليتركه مقيدا بقطعة من البلاستك قريبا من الغرفة التي كان جالسا فيها الرائد الشهيد اركان ،وبعد ذلك وبينما اشعل الحارس حيدر سيكارته قام المتهم بقطع القيد المتهرئ ورمي نفسه على الحارس واستولى بخفة على البندقية لينفذ جريمته. كان المتهم ضخم الجسد وطويل القامة ، ومع هذه الامكانات البدنية اوقع الحارس ارضا واتجه نحو الرائد اركان وقتله ومن ثم جرح الحارس لينتحر في نهاية المطاف،وهكذا تحققت الجريمة بغفلة الحارس وخفة المجرم . وهذا درس يقتضي منا اخذ الحيطة والحذر من المجرمين فهل يعقل ان يقيد قاتل محترف بقيد بلاستيكي فاين السلاسل الحديدية ؟
وصل الجثمان الى دار الرائد اركان في سامراء، مصحوبا بالمشيعين الذين تقاطروا ليشاركوا عائلته حزنها على الفقيد، نظر الجميع الى بعضهم، وتبادر السؤال: أي اناس نقاتل؟ ولنعد العدة ونحصن دوائرنا كي لانعطي ضباطنا وجنودنا ضحايا.
استشهاد اركان على يد الارهاب نموذج واضح على تفاني الاخير لعودة الظلام الى البلاد، بعدما عاد النور اليها من جديد ،يوم اخر يشرق على مديرية التحقيقات الجنائية لكنه خاليا من المحقق اركان، ليظهر في هذا المكان مؤشر جديد لجريمة جديدة لم يكن ابطالها ابرياء، وانما مجرمون من الدرجة الاولى، وقبل التحقيق وقبل كل شيء يرتكب المجرم جريمته النكراء، ثم يعاود الكرّة ويقترف جرما اخر يضاف الى ارقام ضحايا تفجيرات الاحد الدامي. امر لامفر منه، يجب ان نطلق تسمية (المقاومة) على قواتنا الامنية لانها تتحمل ظلم القاعدة ومن لف لفها وهي لا تستطيع الحركة لانها مقيدة بالقوانين الدولية وحقوق الانسان وغيرها من مسميات الدفاع عن المجرمين، التي عرضت اركان وزملاءه الى الموت المجاني.
حدث هذا الشيء في بغداد وهو من تداعيات تفجيرات الاحد السوداء، المدينة في يومها لفها الحزن وعطر وجهها الممتلئ بالتفجيرات والموت. لقد اعطى اركان حياته ليعطي للارهاب تسمية اخرى تضاف الى اسمائه الوسخة وعطاياه غير المحمودة ، منتصف ليل الجمعة كان اركان على موعد مع الجلادين وهم في قبضة العدالة ،اعداء الحياة الظلاميون الذين جاءوا بالتخلف رمزا لهم والدماء سمة لوجوههم.
الرحمة الى الشهيد اركان ولنتعلم من هذه الدروس والعبر اليقظة والحذر في جميع واجباتنا الوطنية لنحمي العراق بقلب حديد.
واع
https://telegram.me/buratha

