أعرب مجلس محافظة البصرة عن قلقه ازاء تعرض الحقول والآبار النفطية الى أضرار وخسائر في عمليات إنتاج النفط خلال الشهر الحالي لا تقل عن 200 ألف برميل بسبب تدهور قطاع الكهرباء، فضلاً عن الاضرار التي لحقت بمذاخر الادوية وانخفاض مياه الاسالة، وهدد بمقاضاة وزارة الكهرباء لتقليصها حصة البصرة من الطاقة.
وقال رئيس لجنة الكهرباء والطاقة في مجلس المحافظة زياد علي فاضل، في حديث لـ"السومرية نيوز"، ان "لجوء وزارة الكهرباء بين الحين والآخر إلى اطفاء وتشغيل خطوط نقل الطاقة بشكل عشوائي، أدى الى حدوث أضرار وخسائر كبيرة لا تقتصر على فقدان المواطنين لحصتهم المقررة من الكهرباء، بل اسهم في تلف كميات كبيرة من الأدوية المخزنة في مذاخر أهلية وحكومية، فضلاً عن انخفاض مستوى ضخ مياه الإسالة الى المناطق السكنية بواقع 50% في الأقل، ما أسفر عن حصول شح حاد في بعض المناطق".
ولفت فاضل الى ان "ما يضاعف من قلق مجلس المحافظة، هو تعرض حقول وآبار نفطية الى أضرار كبيرة من جراء تردي اوضاع التيار الكهربائي" كاشفاً عن "تلقي اللجنة تقارير رسمية صادرة من شركة نفط الجنوب، تفيد بخسارة أكثر من 200 الف برميل من النفط فقط خلال الشهر الحالي" مبيناً ان "تلك الخسائر والأضرار ترتب عليها هدر في الأموال".
وحذر فاضل وزارة الكهرباء من رفع دعوى قضائية ضدها من قبل مجلس المحافظة "في حال عدم قيامها بتخصيص حصة عادلة للبصرة من الكهرباء، وفصل الأحمال الصناعية والنفطية عن حصتها"، مبيناً ان "المجلس ينادي بهذه المطالب منذ أكثر من أربع سنوات لكن الوزارة ترفض تحقيقها لأسباب غامضة".
كما حمل رئيس لجنة الكهرباء والطاقة، الحكومة المحلية، مسؤولية "عدم المباشرة حتى الآن بتنفيذ مشاريع صيانة وتوسيع شبكات وخطوط توزيع ونقل الكهرباء بتمويل من حصة البصرة من ميزانية تنمية الاقاليم للعام الحالي"، مذكراً بان "المجلس يخشى من ان يكون فصل الصيف القادم أسوأ من الصيف الحالي في حال عدم الإسراع تنفيذ تلك المشاريع التي خصص لها نحو 500 مليار دينار".
من جانبه قال نائب رئيس مجلس المحافظة الشيخ أحمد السليطي في حديث لـ"السومرية نيوز"، ان "تردي وضع الكهرباء تفاقم نتيجة فشل وزارة الكهرباء في تحسين مستوى إنتاج الطاقة الكهربائية في ظل تزايد حجم الإستهلاك"، لافتاً الى ان "وضع الكهرباء في فصل الصيف المقبل سيكون أسوأ من الصيف الحالي لعدم المباشرة حتى الآن بتنفيذ مشاريع تقضي بانشاء 18 محطة تحويلية على الأقل".
وحذر الشيخ السليطي من ان "المحطات التحويلية في البصرة معرضة للتوقف عن العمل بشكل مفاجئ لقدمها وعدم قدرتها على استيعاب القدرة الإستهلاكية المتزايدة بحيث يمكن أن تحصل ازمة غير مسبوقة في حال أصابها عطل ما نظراً لعدم توفر محطات بديلة منها أو مساندة لها".
يشار إلى أن الحكومة المحلية بالبصرة تؤكد حاجتها إلى 1950 ميغاواط من الطاقة الكهربائية لضمان توفر الكهرباء باستمرار، فيما تبلغ حصتها الحالية نحو 650 ميغا واط منها نحو 230 تستهلكها منشآت صناعية ونفطية، الأمر الذي يؤدي إلى انقطاع الكهرباء في معظم الوقت حيث تبلغ ساعات القطع في المناطق التي تقع في مركز المدينة أكثر من 18 ساعة يومياً، بعد أن كانت ساعات القطع تتراوح ما بين 6 إلى 8 ساعات قبل عام 2003.
وعلى الرغم من ردود الأفعال الشعبية الواسعة، عبر الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية التي شهدتها البصرة خلال فصل الصيف الحالي، إلا أنها لم تسفر حتى الآن عن تحسين واقع الكهرباء ولو بشكل طفيف وما يفاقم من معاناة سكان البصرة في هذه الأيام من موجات الرطوبة العالية التي تحملها الرياح الجنوبية الشرقية وارتفاع درجات الحرارة أحياناً إلى أكثر من 50 درجة مئوية خلال النهار.
https://telegram.me/buratha

