على الرغم من ان خفض حجم القوات الامريكية من العراق سيتم على الارجح في موعده، الا ان العراقيين وما تبقى من القوات الامريكية ما زال امامهم عمل لتأمين استقرار البلد وامنه، حسب ما قالت خبيرة بسياسة الشرق الاوسط لوكالة الانباء الصينية الرسمية شينخوا Xinhua.وقالت باتريشيا ديغينارو، وهي استاذ مساعد في جامعة نيو يورك وزميل بارز في معهد السياسة العالمية، انها تأمل من الشعب العراقي الذي وصفته بـالمتعلم جدا وصاحب العزيمة، ان “يحاول ان يحكم الدولة بنفسه.”واشارت الوكالة الى ان الرئيس الامريكي باراك اوباما اكد، في كلمة في 2 اب اغسطس الجاري، ان الولايات المتحدة ستغير مهمتها من القوات القتالية الى القوات الانتقالية بنهاية الشهر نفسه.وتبقي الولايات المتحدة 50.000 عسكري من قواتها، على ان تنسحب كامل القوات العسكرية من العراق بنهاية العام 2011.وترى الوكالة ان هذا الالتزام يثير جملة اسئلة بشان مدى استعداد العراق، الذي كانت القوات الامريكية فاعلة فيه منذ العام 2003، على تولي مسؤولية وضعه الامني.وتشير الوكالة الى ان ما يزيد من حدة هذه الشكوك هو الارتفاع الاخير في مستويات العنف، الذي يمكن عزوه الى تزايد نشاط المتمردين في شهر رمضان ، وكذلك عجز البلد عن تشكيل ائتلاف حكومي بعد الانتخابات البرلمانية في اذار مارس 2010 التي لم تسفر عن فائز واضح، وكان من اشد الاعتداءات دموية على مزكز تطوع للجيش العراقي يوم الثلاثاء الماضي وخلّف 59 شهيدا و121 جريحا.وقالت ديغينارو ان التأخر في تشكيل وطنية “يضر بالبلد ككل على المدى البعيد”.وتعتقد ان الاحداث الامنية الاخيرة سوف تغير جداول الانسحاب الامريكية لكنها تشير الى ان الولايات المتحدة سوف تترك قوات “للتدريب والمساعدة وتعزيز الاستقرار حتى يتأكدوا من ان قوات الجيش والشرطة مستعدة للتعامل مع اعمال العنف العشوائي المدمر هذه التي تحدث”.وقالت دينيغارو ان الفئوية، وهي مشكلة دائمة في العراق، ستبقى على الارجح قائمة الى ما بعد انسحاب القوات الامريكية.وقالت “اعتقد ان التحدي سيتمثل بالخوف مما تثيره الانقسامات الاثنية المختلفة على مدى السنوات العديدة الماضية، كيف سيتعاملون مباشرة مع هذا الخوف بين الاطراف الكردية والشيعية والسنية في المجتمع، ونحن لا نساعدهم (الولايات المتحدة) في ذلك.”وقالت انها تتوقع ان “كيانا معينا اخر سيأتي او ان العراق سوف يتخذ خطوات بنفسه للعمل على هيئة سلام ومصالحة، ويقولون “حسنا، اما نحن ذاهبون لبناء أمة وأمة قوية، وعلينا التعامل مع هذه الامور، او نعود الى الوراء مثلما كنا في ذلك العهد تحت ديكتاتورية صدام.”وقالت ان “العراقيين اذا واجهوا مصاعب معينة، فمن المرجح انهم ياتون الى الولايات المتحدة بسبب العلاقة والشراكة التي بنيت بين البلدين على مدى السنوات الاخيرة”.وترى ديغينارو ان الامم المتحدة سوف تلعب دورا مهما في مستقبل العراق القريب ايضا.وقالت ان “الام المتحدة تتوافر على افراد مختصون بمساعدة البلدان على الوقوف على اقدامها،” مضيفة “لدي امل بانهم سيركزون على مساعدة العراقيين في ارساء بعض من السبل الاساسية للتعامل مع اقامة نظام قانوني قوي، والتاكد من توافر قدرة اقتصادية.”وقالت “اشعر دائما ان افضل طريقة للتعامل مع الامور في تلك البلدان هي ان يكون هناك تركيز دقيقجدا وموطئ قدم قليل جدا.”ولا تعتقد ديغينارو ان الامم المتحدة ومنظمات اخرى ستستثمر موارد في العراق لعقود طويلة في المستقبل.وقالت ان “العراق بلد مثير جدا للاهتمام لانني اعتقد انه ان فعل ما يجب، استنادا الى قدرات المواهب فيه والتعليم، فلا اعتقد انه سيكون في حاجة الى المساعدة في التنمية لمدة طويلة جدا.”
https://telegram.me/buratha

