عبر عراقيون عن سعادتهم بانسحاب القوات القتالية الأمريكية لكنهم أبدوا قلقا بشأن امكانية الأجهزة الأمنية في حفظ الاستقرار، وفيما أشار شاعر بصري الى سقوط ذرائع الجماعات المسحلة في شن هجمات، حذر كاتب من استغلال دول الجوار للوضع الجديد لفرض ارادتها مع عدم جاهزية القوات العراقية، فيما اعتبر مواطنون الانسحاب بانه لحظة تاريخية على طريق استكمال السيادة.وقال الشاعر كاظم الحجاج (62 عاما) “نتمنى أن ينهي انسحاب القوات الأمريكية من العراق ذريعة الجماعات المسلحة في الداخل والخارج، لقتل العراقيين بحجة انهم تروس، والأمر يخص العراقيين قبل سواهم لتشكيل حكومتهم الشرعية المنتخبة”.وأضاف “الآن قوات الاحتلال لم تعد موجودة، ولا حجة في تنفيذ عمليات هجومية من قبل هؤلاء الا اذا كانوا يعتقدون أن الحكومة العراقية وجيشها وشرطتها هم الهدف، وكذلك العراقيون وليس المحتل، نرجو أن يعيد هؤلاء حساباتهم إن كانوا عراقيين حقا”.واعلنت الحكومة الأمريكية انتهاء مهمة قواتها القتالية في العراق، وبدأت بسحب قواتها منذ منتصف الشهر الحالي على ان يكتمل قبل 31 آب أغسطس الجاري، ومعه سيصبح الوجود العسكري الأمريكي في العراق وجودا لوجستيا لدعم وتدريب القوات العراقية فضلا عن الدعم في المجال المدني.فيما وصف الكاتب جاسم العايف (65 عاما) استكمال انسحاب القوات الأجنبية من العراق بالأمر “المثير للغبطة”.وقال لوكالة (اصوات العراق) ان “استكمال الانسحاب الأمريكي هو الطريق الأمثل، لاستكمال السيادة والاستقلال”، مستدركا “إلا أنه من جهة أخرى وفي ضوء تردي الوضع الأمني الواضح جدا، وتصاعد قدرات الإرهاب مؤخرا يثير تساؤلات جدية حول جاهزية قوات الأمن والجيش العراقي في استقرار الوضع الأمني”.وأضاف أن “للعراق حدود برية شاسعة مع عدة دول ترى أن العراق بات لقمة سائغة من الضروري ابتلاعها، مع عدم ارتفاع مستوى النخب السياسية القائدة للبلد الى مستوى التحديات الراهنة بدليل صراعها على السلطة”.وخلص العايف الى القول “اخشى من المستقبل جدا، رغم فرحتي بالانسحاب”.من جهته، رأى الموظف الحكومي عباس عجيل (55 عاما) ان مشاهد خروج قوات الاحتلال الأمريكية “شيء مفرح”.وقال ان “منظر الانسحاب بعث في نفسي الأمل، فهو يعني عودة عراق يعتمد على نفسه، وهو يبعث بوارق من الأمل وسط هذه اللوحة الكالحة السواد في الراهن العراقي”.وأضاف “كم تمنيت أن تلهم هذه اللحظة الكتل السياسية وتجعلها تفكر بعمق أن ما حدث في العراق ليس من صنعهم، وإنما من صنع قوات بدأت تغادر الآن، فعليهم أن يخففوا من غلوائهم، ويخرجونا من مأزق عدم الاتفاق على تشكيل الحكومة”.فيما قال سعود عبود محمد (40 عاما) الذي يعمل معلما في مدينة البصرة، ان “القوات الأمريكية غادرت الأراضي العراقية وكان الظلام يلفها، وقد تذكرت حينها ساعة دخول هذه القوات قبل أكثر من سبع سنوات والتي كانت تحت جنح الظلام أيضا، فقلت لنفسي ان الصبح لناظره قريب”.وأضاف “رغم خشيتي من القادم المجهول مع انسحاب الأمريكيين، لكني شعرت بأن عبئا ثقيلا انزاح عن ظهري، والفرح بدأ يتملكني، فليس أكثر سعادة من أن ترى بلدك سيد نفسه ويمتلك مصيره”.وعبر قاسم المالكي، مدرس، عن سعادته وتفاؤله برحيل القوات الأمريكية المقاتلة، داعيا الكتل السياسية الى تجاوز خلافاتها للنهوض بالبلد.وقال “شعرت وأنا أشاهد لحظة خروج القوات من الأراضي العراقية بالتفاؤل والأمل، وأحسست أن هذه اللحظة ترجح فرصة الخروج النهائي لها”.وأضاف “كانت لحظة فرح للكثير من العراقيين، لأنها تعني استرداد الحرية والأمل، وبناء دولة كاملة السيادة يتوفر فيها مناخ للحريات الديمقراطية، وفرصة لتجاوز الأزمات، وهي شوط من كفاح شعبنا في استرداد الاستقلال، وبناء منظومة مصالح وطنية تعلو فوق المصالح الحزبية والفئوية التي تميز ادارة معظم الكتل السياسية حاليا”.وكانت القوات الأمريكية قد انسحبت من المدن العراقية في 30/6/2009 تمهيدا لانسحاب القوات القتالية بشكل كامل حتى نهاية آب أغسطس الحالي، حسب خطط الانسحاب الأمريكي من العراق، بمقتضى الاتفاقية الأمنية التي وقعها العراق مع الولايات المتحدة الأمريكية في 13 كانون الأول ديسمبر 2008، وشهدت الأشهر الماضية تسليم العديد من القواعد العسكرية إلى القوات العراقية بمقتضى الاتفاقية.وكان رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول بابكر زيباري، قد قال، في مؤتمر صحفي عقده قبل ايام لتقييم جاهزية القوات الأمنية لحماية البلاد بعد انسحاب القوات الأمريكية، إن “الجيش العراقي لن يكون قادرا على تولي الملف الأمني بصورة كاملة قبل اكتمال صفوفه بحلول عام 2020″، مقترحا بقاء الجيش الأمريكي حتى تكامل الجيش العراقي.وأثارت تصريحات زيباري ردود فعل متباينة وقلق بعض العراقيين الذين يخشون من عودة العنف خاصة مع تأخر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بعد أكثر من خمسة اشهر على الانتخابات النيابية، وتصاعد الخلافات بين القوى الفائزة فيها، والتي تتزامن مع تزايد في اعمال العنف خلال الاسابيع الماضية.
https://telegram.me/buratha

