ذكر تقرير العراق النفطي أن مدير مصفى بيجي ترك العمل خشية على حياته بعد أن حاصر عمليات التهريب والفساد فيها. وقال التقرير إن “علي العبيدي كان يعمل على ابعاد المهربين والسراق من اكبر مصفاة نفطية في العراق، إلا أنه لم يتمكن من تفادي النتائج التي تمثلت باستهداف المجرمين له، ومن بينهم القاعدة، الذين انتفعوا من الاتجار غير المشروع الذي ضيّق عليه العبيدي”. وفي يوم السبت الماضي استقال العبيدي، طبقا لما تقول مصادر من ضمنها في شركة نفط الشمال ومسؤولون امريكيون، على الرغم من عدم تأكيد المكتب الاعلامي لوزارة النفط، منهيا بذلك مسيرة طويلة في القطاع النفطي العراقي توّجها بالعمل ثلاث سنوات على الحد من الفساد وزيادة الانتاج في مصفى بيجي، في محافظة صلاح الدين الشمالية. وأوضح التقرير أن عبد الغفور يدير الآن وكالة شركة مصافي الشمال، التي تدير مصفى بيجي، حسب ما ذكر مسؤول في شركة نفط الشمال. ولم يتمكن التقرير من الاتصال بالعبيدي لتأكيد هذه الاخبار. لكن نظرا لتصريحاته في لقاءات سابقة من المرجح أنه “غادر البلاد وطعم مر يملأ فمه”، كما يتوقع التقرير. فقد قال العبيدي لتقرير العراق النفطي في لقاء معه في شباط فبراير الماضي إن “هذا النظام سيء بسبب تدخل الاحزاب، ونحن نحتاج إلى تكنوقراط، نحتاج استقلالية، وأن لا نكون تحت تأثير احزاب او اناس طائفيين. فهم يختارون المدراء المقربين من احزابهم، وليس لأنهم مدراء جيدون او مهندسون جيدون. هذا هو الحال الآن. واذا استمر ذلك، فاعتقد أن مستقبل وزارة النفط سيكون سيئا للغاية”. ويرى التقرير أن كلام العبيدي هذا اثبت تكهناته. إذ “اغلقت بيجي لمدة 10 ايام متتالية هذا الشهر، في وقت مزقت فيه انقطاعات التيار الكهربائي البلد، وبالمقابل رفع هذا الحال الطلب على الوقود لتشغيل المولدات الخاصة”. وطبقا لمصدر في بيجي، كما يذكر التقرير، فإن انقطاع التيار الكهربائي اوقف عملية التكرير في ذلك الوقت، وعليه اتلف 67 مليون لتر من الوقود ما يعادل 21 مليون لتر من البنزين، 33 مليون لتر من زيت الغاز (كازاويل)، و13 مليون لتر من الكيروسين. ويصطف العراقيون لمدة ساعة في طوابير محطات الوقود لمجرد التزود بالوقود لشتغيل سياراتهم الشخصية فضلا عن المولدات الكهربائية. ويبين التقرير أنه “عندما تولى العبيدي، وهو من قدامى العاملين في القطاع النفطي، ادارة بيجي في العام 2007، قدّر إن اعمال السرقة تبلغ مليار دولار سنويا. لكن تقديرات البنتاغون كانت قريبة من ملياري دولار. وقد ضيق عمل العبيدي على السوق السوداء، وشدد على خط الانتاج الذي يحوّل الخام إلى وقود كي يمكن معرفة كل قطرة تسرق”. ويتابع “بحلول العام 2010، انخفض حجم الوقود المهرب من المصفى من 70% من الناتج الكلي للمصفى إلى 5%”، و”اشاد مسؤولون عراقيون وامريكيون بنجاحه؛ وجاء ذلك في وقت بلغ فيه التمرد ذروته، ويعود قسم كبير من ذلك إلى التشديد على السوق السوداء للدولار في بيجي”. وبحسب التقرير فقد “ظهر للعبيدي اعداء اقوياء بعدما سد عليهم مصدر تمويلهم، فراح يتلقى بانتظام تهديدات بالقتل. وحاول ترك عمله مرات عدة. وفي العام الماضي لجأ إلى الاردن، وكان يدير المصفى بالهاتف”. ويضيف التقرير أن “بعض اولئك الاعداء حاول تحريك القضاء الجنائي العراقي ضد العبيدي، من خلال تقديم اتهامات زائفة بالقتل الخطأ والسرقة. وعندما رجع من الاردن لاستئناف عمله في بيجي، التقت العبيدي في مطار اربيل قوة امريكية كانت مستقرة في وقتها في بيجي ورافقته إلى بيته ـ وهذا اجراء وقائي من الارهابيين والشرطة العراقية التي كانت مكلفة بالقاء القبض عليه على اساس تهم زائفة، (وقد فنّد التهم لعدم وجود دليل يدعمها)”. وكان العبيدي قد قال في لقاء معه في شباط فبراير إنه “ليس هناك نظام يحميني او يحمي من هم مثلي”، واضاف “انا لا استطيع أن اثق بحكومتي. ولو لم تكن قوات التحالف هنا الآن، لما عدت”.
نوا
https://telegram.me/buratha

