كشف مساعد وزيرة الخارجية الامريكية جفري فيلتمان، الاربعاء، أن بلاده مستعدة للعمل مع أي رئيس وزراء عراقي تختاره الكتل السياسية، شريطة أن يكون قرار الاختيار “قرارا عراقيا”. واصفا رئيس الوزراء نوري المالكي بأنه “كان شريكا لبلاده في العديد من الاستحقاقات والتي من ابرزها توقيع الاتفاقية الامنية العراقية الامريكية.وقال فيلتمان في معرض رده على سؤال صحفي خلال مقابلة خاصة اجراها مع عدد محدود من الصحفيين العراقيين الاربعاء، قبيل مغادرته العراق مختتما جولة استغرقت أربعة ايام، إن المناقشات التي خاضها مع الكتل السياسية “لم تكن تعني أن الولايات المتحدة هي من ستقرر الكتلة الأفضل بالنسبة للشعب العراقي، بل محاولة لتقديم مقترحات وأفكار”. مبينا أن بلاده مستعدة للتعاون مع أي رئيس وزراء للعراق بشرط أن يكون القرار ( قرار تشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء) قرارا عراقيا”، يتخذه العراقيون بأنفسهم. في اشارة الى ما وصفه مراقبون بمحاولات اقليمية للتدخل في فرض شخصية رئيس الوزراء المقبل.وأضاف فيلتمان أن الواقع الذي اشارت اليه نتائج انتخابات اذار مارس الماضي “هو أن زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي حقق أعلى الاصوات وتلاه زعيم العراقية اياد علاوي، فيما حققت العراقية أعلى عدد من المقاعد وجاءت بعدها دولة القانون، وهو ما يعني أن دولة القانون والعراقية هما الكتلتان الاكبر وأكثر الناس في العراق صوتوا لهما، ولو كان ممكنا تشكيل حكومة مرتكزة على هاتين القائمتين الكبيرتين وباشراك القوائم الاخرى، فسيكون هذا شيئا جيدا”، مستدركا “لكن هذا القرار ليس لنا”.وتابع فيلتمان “لا نستطيع أن نتخذ القرارات التي يجب ان تتخذ من قبل العراقيين أنفسهم، فالعراق بلد يمتلك سيادته ومهمتنا تتلخص بتقديم بعض الافكار والمقترحات بهدف مساعدة العراقيين على اتخاذ القرار بانفسهم”. نافيا في الوقت نفسه ما وصفته كتل سياسية بأنه “ضغوط كبيرة” بذلتها الولايات المتحدة للتأثير على قرار القوى السياسية وفرض رئيس للوزراء مقرب منها.وقال فيلتمان “كل من قابلناهم هنا في العراق كانوا يشيرون الى أن أن حكومة يشكلها دولة القانون والعراقية هو خيار جيد، مع ادراكنا التام بأن الكتل الاخرى تمتلك دورا هاما يجب ان تلعبه”، مضيفا ” ولهذا نحن نرى ضرورة أن تكون الحكومة الجديدة “شاملة، وتعكس نتائج الانتخابات وتمثل كل مكونات الشعب العراقي”.وفي رده على سؤال اخر لمراسل وكالة (أصوات العراق) حول رأي الادارة الامريكية في قضية توزيع الصلاحيات وضمان عدم تركيزها بيد رئيس الوزراء، قال فيلتمان “من الانطباعات الجيدة التي وجدتها خلال زيارتي هي ان القادة العراقيون يتشاركون في المناقشات الجادة الخاصة بالاصلاحات، بالاضافة الى ان الجميع يؤكدون على أن السلطات والمؤسسات يجب أن تكون متطابقة مع الدستور”. فضلا عن ذلك، كما يقول فيلتمان “سمعت من القادة العراقيين أيضا تأكيدهم على ضرورة تفعيل دور مجلس النواب، وتقوية المؤسسات الموجودة حاليا واضافة مؤسسات اخرى للجهاز الحكومي”، مضيفا “كل هذه مناقشات جيدة، لكن يجب الاسراع بتشكيل الحكومة من اجل تطبيقها”.وحول تقييم الادارة الامريكية لرئيس الوزراء نوري المالكي، قال فيلتمان أن الولايات المتحدة كان لها “علاقات جيدة مع المالكي طوال السنوات الاربع الماضية، فقد عملنا ومع مسؤولين عراقيين اخرين فيما يتعلق بمصلحة العراق والولايات المتحدة”، مضيفا “نحن نعتبر المالكي شريكا لنا في مشاريع مختلفة، وقد فاوض ما قادة آخرين بشكل قوي حول الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة، وفي النهاية كانت هناك اتفاقية أمنية جيدة بين الطرفين”.
https://telegram.me/buratha

