تدرس الولايات المتحدة تسليم القوات العراقية اكثر من مليون قطعة سلاح متنوعة بعد انسحاب قواتها الكامل من العراق نهاية العام 2011. ويرى مراقبون انه في حال سلمت القوات الاميركية هذا العدد من السلاح الى نظيرتها العراقية فانها ستكون عملية التسليح الاكبر في تاريخ العراق، وستسهم في تطوير قدرة القوات المسلحة والاجهزة الأمنية على مسك الارض. بيان حقائق صدر عن البيت الأبيض ونشرته وكالات انباء اميركية امس الاول اشار الى انه اعتبارا من مطلع ايلول المقبل، فان القوات الاميركية ستحتفظ بـ94 قاعدة عسكرية وست فرق ومليون و200 الف قطعة سلاح. وذكر البيان ان «عدد القوات الأميركية بلغ 144 ألف جندي، عندما تقلد أوباما السلطة في بداية العام الماضي، ثم بلغ عدد القوات 112 ألفا في شهر كانون الثاني، هذا العام قبل أن يقل العدد ليصل إلى 88 ألف جندي في شهر ايار الماضي، ومن المنتظر أن تنخفض إلى 50 ألف جندي بنهاية هذا الشهر، مشيرا الى وصول عدد أفراد الجيش العراقي الى 665 ألف جندي، وهي القوة التي تقوم الآن بالمهام الرئيسة لحفظ الامن والنظام الداخلي منذ شهر تموز العام الماضي. وستقوم القوات الأميركية المتبقية في العراق بمهام تشمل دعم وتدريب القوات العراقية لمواجهة المخاطر الداخلية، ثم الانتقال لأعدادها لحماية الحدود. كما اشار بيان البيت الابيض، ان الولايات المتحدة ستحتفظ بالعديد من المعدات بعد نهاية هذا الشهر، ويقدر عددها بـ 1.2 مليون قطعة من المعدات، وذلك بعد أن وصل عددها إلى 3.4 مليون قطعة في كانون الثاني 2009. وستعد عملية نقل هذه المعدات لخارج العراق هي الأكبر من نوعها بالنسبة للقوات الأميركية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، اذ ان هناك ثلاثة بدائل للتصرف في المعدات التي سيتم التخلص منها في العراق، اما أن تشحن للقوات الأميركية المتزايدة في أفغانستان، أو أن تتم إعادة توزيعها على مخازن الجيش الأميركي، أو أن يتم تسليمها للجيش العراقي من أجل زيادة قدراته وإمكانياته. ويواجه العراق قريبا تحديات كبيرة تتمثل في سحب الولايات المتحدة قواتها القتالية من العراق نهاية الشهر الجاري مع الابقاء على 50 ألف جندي لاغراض التدريب والمساعدة بحسب الاتفاقية الامنية التي وقعت بين العراق والولايات المتحدة بنهاية العام 2008 . وبحسب الاتفاقية فان الولايات المتحدة ستسحب كامل قواتها في نهاية العام 2011.وأشار البيت الأبيض في بيانه الى أن اجمالي عدد القوات الأميركية في العراق وأفغانستان بلغ في شهر كانون الثاني من العام الماضي 177 ألف جندي، منهم 144 ألفا في العراق و33 ألفا في أفغانستان، وسيبلغ عدد القوات الشهر المقبل ما مجموعه 146 ألف جندي منهم 96 الفا في أفغانستان و50 ألفاً في العراق، اضافة الى تلك القوات يقوم 28 ألف أميركي بدعم الوجود الأميركي من خارج العراق في الكويت والخليج العربي. في تلك الاثناء، اعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ ان العراق لايحتاج لوجود ثابت أو قواعد عسكرية امريكية في العراق. الدباغ قال في مقابلة مع شبكة CNN الاخبارية: ان «العراق لايحتاج لوجود ثابت أو قواعد عسكرية في العراق، وان القوات الامنية بامكانها مع نهاية 2011 مواجهة جماعات العنف المسلح في العراق وحماية الأمن الداخلي». كما اشار الدباغ الى ان «العراق يسعى الى بناء قواته الأمنية والدفاعية لحماية أمن مواطنيه ووحدة ترابه وسيادته ضمن علاقات ثنائية مع دول المنطقة ونزع بذور التوتر والخلاف والتدخل في الشؤون الداخلية وبناء علاقات ومصالح اقليمية تؤمن استقراره ووحدته». الا ان رئيس أركان الجيش اللواء بابكر زيباري كان قد وصف الانسحاب الأميركي الكامل من العراق نهاية العام 2011 بالخطوة السابقة لأوانها. وقال زيباري في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفرنسية مؤخرا: «انه لو كان قد استشير بشأن الموضوع لنصح السياسيين بابقاء القوات الأميركية في البلاد لحين الانتهاء من تسليح الجيش العراقي العام 2020، مبينا ان القوات العراقية لن تكون قادرة على تولي الملف الأمني حتى العام 2020. من الجدير بالذكر ان المتحدث باسم البيت الابيض قال في ختام اجتماع بين الرئيس الاميركي باراك اوباما وكبار المسؤولين بشأن الوضع في العراق، ان الجيش الاميركي يتقدم وفق «المهل المحددة» لانهاء مهمته القتالية في العراق بحلول نهاية الشهر. وجمع اوباما الاسبوع الماضي فريقه للأمن القومي من مدنيين وعسكريين لمناقشة الوضع في العراق قبل اقل من ثلاثة اسابيع من الموعد المحدد لانهاء المهمة القتالية للقوات الاميركية. ومن المفترض ان يستكمل الجيش الاميركي سحب جنوده الباقين في العراق بعد نهاية الشهر الجاري والبالغ عددهم 50 الفا بحلول نهاية العام 2011، الا ان مسؤولا كبيرا في البيت الابيض اكد ان الوجود العسكري الاميركي في العراق بعد انسحاب كامل القوات الاميركية المقرر نهاية 2011 لن يزيد عن بضع “عشرات” او “مئات” من الجنود الذين ستكون مهمتهم تدريب القوات العراقية وسيتبعون لامرة السفارة الاميركية في بغداد.
https://telegram.me/buratha

