الأخبار

نص الخطبة الثانية لصلاة الجمعة 4 شوال 1427هـ الموافق 27 تشرين الأول 2006 م من الصحن الحسيني المطهر

1546 18:51:00 2006-10-27

نون/ نورد هنا النص الكامل لخطبة صلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف بإمامة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي:

أود أن أبين للأخوة والأخوات ما يلي:

أولا : إن من واجبنا ومسؤولياتنا نقل معاناة المواطنين وهمومهم إلى المسؤولين المعنيين برفع هذه المعاناة، والسعي لرفع العبء الثقيل الذي ينوء به المواطن. وانطلاقا من هذه المسؤولية فإنني أتوجه بالنداء إلى المسؤولين الأمنيين في هذه الحكومة الوطنية المنتخبة، وعلى ضوء ما يرفعه مواطنو محافظة ديالى من معاناتهم القاسية اليومية والمستمرة حيث ما زال الإرهابيون يعبثون بمقدراتهم ويعيثون في أرضهم فسادا وقتلا وخطفا وترويعا وتهجيرا للمواطنين الأبرياء، نتوجه إلى الأخوة المسؤولين في وزارتي الدفاع والداخلية باتخاذ الإجراءات العاجلة والسريعة لرفع هذه المعاناة وبسط الأمن والاستقرار في مدن هذه المحافظة وذلك من خلال اتخاذ الإجراءات الحازمة والحاسمة مع هؤلاء الإرهابيين، وعدم السماح لهم بجر المدينة للفتنة الداخلية.

وفي الواقع فان ترك هذه المسالة من دون علاج ربما سيؤدي إلى تفاقم الأزمة حينها لا يجد الكثير من المواطنين من وسيلة لحماية أنفسهم إلا الرد بالمثل، وحينئذ ستدخل المدينة في حالة القتل المتبادل ويصير من الصعب حينئذ حل تلك الأزمة.

كما إن التساهل في التعامل مع هؤلاء الإرهابيين سيجرئهم على إدخال مدن أخرى في مسلسل جرائمهم الوحشية، فها هم أهالي (بلد) تلك المدينة التي عانى أهلها في ظل النظام المقبور من الظلم والإعدام للمئات من شبابهم والسجن والتنكيل بهم، ها هي اليوم تعاني من جديد من جرائم هؤلاء البعثيين والتكفيريين حيث اخذ هؤلاء الإرهابيون يقصفون هذه المدينة بقذائف الهاون ويحاصرونها من جميع الجهات لمنع وصول المؤن إليهم، وبالتالي إرغام المواطنين سكان هذه المدينة من أتباع أهل البيت عليهم السلام على الهجرة منها، ومن الممكن أن يؤدي هذا المسلسل إلى تجرّؤ هؤلاء الإرهابيين والقيام بجريمة جديدة بحق المقدسات ومراقد أهل البيت عليهم السلام كالجريمة النكراء التي حصلت لمرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام، حيث يوجد في هذه المدينة - مدينة بلد- مرقد السيد محمد بن الإمام علي الهادي عليهما السلام، ولذلك فان الحكومة الوطنية المنتخبة وبرئاسة الأستاذ نوري المالكي مدعوة لاتخاذ الإجراءات العاجلة لإيقاف هؤلاء الإرهابيين عن الاستمرار في جرائمهم الوحشية، والتي يهدفون من خلالها إلى إدخال البلاد في حرب أهلية وإيصال المواطن العراقي إلى حالة من اليأس، وتصوير الحكومة الحالية بأنها غير قادرة على بسط الأمن والاستقرار في هذا البلد.

ثانيا: تناقلت بعض وسائل الإعلام أخبارا عن قيام قوات الاحتلال بمحاصرة مدينة الصدر وربما تفكر باقتحامها. إن الوضع الأمني وعدم الاستقرار الذي يعاني منه بلدنا وشعبنا المظلوم يفرض على قوات الاحتلال وهي المسؤولة وفق القانون الدولي عن توفير أجواء الاستقرار والأمن للمواطن في هذا البلد على ضوء قرار الأمم المتحدة المرقم 1483 والذي اعتبر قوات الاحتلال هي السلطة في العراق وإنما يتم هذا باللجوء إلى أسلوب الحوار والتفاهم وتبادل الآراء بدلا من اللجوء إلى القوة العسكرية والتي أثبتت التجربة السابقة لقوات الاحتلال أنها لا تحل الأزمات بل تزيدها تفاقما. وعلى ضوء ذلك فان على هذه القوات اللجوء إلى الأسلوب الحكيم في المعالجة وعدم التسرع في اتخاذ القرار باستعمال القوة العسكرية والذي سيضيف أزمة جديدة إلى أزمات البلد المتعددة .

ثالثا: إن الثمار والمكتسبات التي وصل إليها الشعب العراقي في المرحلة الراهنة وما ناله من بعض الحرية والحقوق السياسية والمعيشية والاجتماعية والاقتصادية ما كانت لتحصل لولا التضحيات التي قدمها الشهداء والسجناء من أبناء هذه الأمة الذين افنوا زهرة عمرهم وشبابهم في سبيل نيل الحرية والعدالة لهذا الشعب المظلوم.

وبعد أن كلل الله تعالى هذه التضحيات بالنصر والخلاص من النظام الطاغوتي المقبور فانه يفترض رد بعض الجميل والإحسان إلى هذه الطبقة المجاهدة والمضحية من عوائل الشهداء والسجناء ... وقد شكلت لذلك مؤسستي الشهيد والسجين ولكن لهاتين المؤسستين عنوانان ضمن سطور التشريع فقط دون ثمار مهمة تذكر ..فهما معطلتان عن العمل الجاد لتقديم بعض ما يستحق هؤلاء المواطنون الغيورون على دينهم ووطنهم، والذين بذلوا التضحيات الجسام من اجل ذلك، في حين نجد أن الجلادين ومن دعمهم من البعثيين وغيرهم ينالون الكثير من المطالب التي يرفعونها؟؟!! ومن هنا أتقدم بدعوة جادة إلى الحكومة الوطنية المنتخبة التي عانى اغلب قادتها ورموزها من ظلم وجور النظام البائد وذاقوا آلام ومرارة السجون البعثية، والتشريد خارج الوطن أن يفعلوا مؤسستي الشهيد والسجين واتخاذ القرارات العاجلة من اجل تعويض هؤلاء المجاهدين المضحين والذين يمثلون نخبة المجتمع ومنحهم ما يستحقونه من امتيازات هي حق لهم في شريعة السماء وعرف العقلاء.

وهؤلاء في الواقع هم القاعدة الشعبية العريضة التي تمثل سندا ومنعة وعزا لهذه الدولة الجديدة والحكومة الوطنية المنتخبة، وبالتالي فان على إخواننا المسؤولين التنبه إلى ما يلحق من حيف وظلم جديد لهذه الشريحة المجاهدة والمضحية إن ضيعت حقوقهم وتعرضوا للإهمال من قبل إخوانهم في مسيرة الجهاد والتضحية.

موقع نون الخبري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك