أعلنت قيادة شرطة محافظة الأنبار، الأحد، أنها أعطت أوامر مشددة لقواتها المنتشرة في عموم مدن المحافظة باعتقال أي شخص يجاهر بالإفطار بشكل علني خلال نهار رمضان، في حين انتقد القرار عدد من المواطنين من الشبان ورحب به كبار السن.
وقال المتحدث باسم قيادة الشرطة الرائد رحيم زبن في حديث لــ"السومرية نيوز"، إن "قيادة الشرطة الانبار أصدرت تعليمات لقواتها في عموم المحافظة، نصت على اعتقال أي شخص يجاهر بالإفطار بشكل علني، كشرب الماء أو السجائر أو الأكل في المناطق العامة"، مبيناً أن "عقوبة المخالف ستكون الحبس حتى نهاية الشهر وانقضاء العيد".
وأوضح زبن أن "أقسام ومراكز الشرطة في الانبار كلفت بتطبيق القرار دون التمييز بين أحد من المواطنين"، مشيراً إلى "تخصيص أماكن خاصة بالمفطرين في مدن المحافظة، يمكنهم من خلالها الإجهار بالإفطار بعيدا عن أنظار الصائمين".
في حين أثار قرار قيادة الشرطة موجة من الاستياء لدى مواطني محافظة الانبار من الشبان، رحب عدد من رجال الدين بهذا القرار، مطالبين الشرطة بالالتزام به.
ووصف إمام وخطيب أحد مساجد مدينة الخالدية يدعى عبد الله فهمي في حديث لـ"السومرية نيوز"، القرار بـأنه "قرار شجاع ومهم، من أجل الحفاظ على تقاليد وطقوس شهر رمضان المبارك".
واعتبر فهمي أن "الإفطار علنا هو محاربة لله عز وجل الذي فرض على الناس صوم رمضان"، مشيراً إلى أن "المشكلة تكمن في رجال الشرطة، كيف يحاسبون الناس وهم يجاهرون بالإفطار والمعصية، فهم يدخنون ويشربون الماء بحجة أنهم معذورون، وأنهم في حرب ضد الإرهاب ولهم رخصة شرعية"، بحسب قوله.
من جهته أعرب الحاج يونس المحلاوي 63 سنة وهو من سكنة جزيرة الرمادي، عن "فرحته بالقرار"، معتبراً إياه بأنه "رسالة للإرهابيين تؤكد أن الشرطة العراقية ليست مرتدة أو علمانية كما يشاع عنها، وأنها نابعة من رحم المجتمع العراقي".
من جهته قال ضابط في غرفة عمليات الأنبار إن "أكثر من 70% من رجال الأمن في الانبار لم يصوموا هذا العام، وأن المواطن يرى الخلل في الشخص الذي يطبق القانون وليس في القانون نفسه".
وأضاف الضابط الذي طلب عدم الكشف عن أسمه، في حديث لـ"السومرية نيوز"، أنه "يعتقد أن القرار الذي صدر من قبل حكومات جميع المحافظات هو قرار سياسي، ويمكن تسميته قرارا كماليا، ولا أثر له لأن المطبق أول المخالفين، وأنه إذا كان رب البيت بالدف ناقر فشيمة أهل البيت الرقص"، بحسب قوله.
فيما يقول فراس علي 32 سنه إنه "تم تخصيص خمسة أو ستة مطاعم في كل منطقة يسمح لنا فيها بالشرب والأكل والتدخين، لكن المشكلة إنها مطاعم غالية والأسعار فيها فوق طاقتنا، وبعيدة عن مناطق عملنا".
وأضاف علي "نحن نتصرف وكأننا لم نسمع بالقرار، وأن هناك الكثير من الأماكن التي يمكن فيها الشرب والتدخين كما أن هناك أماكن يمكن فيها زرع عبوات ناسفة من قبل الإرهابيين دون أن تراهم الشرطة".
وكان ديوان الوقف السني في العراق أعلن أول أيام شهر رمضان الأربعاء الماضي، فيما أعلنت المرجعية الشيعية الخميس أول أيام رمضان.
https://telegram.me/buratha

