اعتبرت قيادة عمليات بغداد، الأحد، أن قيام التنظيمات الارهابية المسلحة وبينها القاعدة بشن هجمات خلال الآونة الأخيرة هو بهدف إثبات الوجود في المشهد العراقي مع حالة الحراك السياسي التي يرافقها الانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية، لافتة إلى أن الفترة المقبلة ستشهد ارتفاعاً في حركة القطعات العسكرية وعمليات التفتيش بالكمائن للحيلولة دون وقوع المزيد من الهجمات. وقال المتحدث باسم عمليات بغداد قاسم عطا في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "ارتفاع وتيرة العمليات الارهابية يؤثر على حالة الحراك السياسي التي تشهدها الساحة السياسية العراقية ويؤدي إلى تخريب العملية السياسية"، مضيفاً أن "تنظيمات القاعدة تحاول إثبات الوجود مع تنفيذ عمليات الانسحاب التدريجي الفعلي من العراق". وأكد عطا أن "جميع فئات المجتمع العراقي مستهدفة من قبل المسلحين، أكانوا سياسيين أو مدنيين"، مشددا على "أهمية توحد المجتمع وأن يقدم المواطنون الدعم والإسناد للقوات الأمنية للقضاء على تنظيم القاعدة والتنظيمات الأخرى"، حسب قوله. ويرى مراقبون أن الحراك السياسي والتعطيل والخروق التي تشهدها عملية تشكيل الحكومة أعطى تنظيم القاعدة في العراق المتمثل بتنظيم ما يعرف بـ"دولة العراق الإسلامية"، أرضية خصبة لإعادة نشاطه وانتشاره، في ظل ضعف الأجهزة الاستخبارية العراقية والمنظومة الأمنية والتي تشهد وفقاً لتقارير صحافية اختراقا واضحا من قبل التنظيم. وبين المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد أن "بعض المجاميع الارهابية لازالت تعمل على استهداف الأماكن الرخوة والبسيطة أوقات غفلة قوات الأمن العراقية"، لافتاً إلى أن "المرحلة الحالية والمستقبلية تستدعي اليقظة والانتباه".وكانت العاصمة بغداد شهدت أمس استشهاد خمسة من عناصر الشرطة الإتحادية وإحراق جثثهم بقنابل حرارية من قبل مسلحين في هجومين على دوريات ثابتة للشرطة الاتحادية الول وقع بالقرب من معهد المعلمات الواقع في شارع المسبح بمنطقة بغداد الجديدة، والثاني في تقاطع الملحانية بمنطقة حي العامل جنوب بغداد. كما شهدت بغداد اليوم تصعيدا أمنيا ملحوظا، تمثل بانفجار عدد من العبوات التي أسفرت عن سقوط عدد منالشهداء والجرحى، إذ انفجرت، صباح اليوم، عبوة ناسفة داخل حافلة صغيرة لنقل الركاب من نوع (كيا)، بالقرب من مبنى وزارة النقل والمواصلات الواقعة في شارع فلسطين شرق بغداد، مما أسفر عن استشهاد أربعة أشخاص وإصابة ستة آخرين،
كما أصيب شخصان بانفجار ثلاث عبوات ناسفة زرعت بالقرب من الجامعة المستنصرية شرق بغداد، فيما أصيب مدني بانفجار عبوة ناسفة على سيارته في طريق محمد القاسم السريع المؤدي إلى مناطق شرق بغداد، واستشهد مسؤول صحوة قاطع الكناطر في قضاء أبو غريب غرب بغداد ويدعى عبد خلف، وأصيب اثنان من مساعديه، بانفجار عبوة لاصقة بسيارتهم غرب بغداد، فيما تم إبطال مفعول عبوتين ناسفتين على طريق بغداد الجديدة السريع. ولفت عطا إلى أن "متابعة عمل القوات الأمنية لا يقتصر على أجهزة الاستخبارات بل على مستويات مختلفة من خلال تفتيش نقاط السيطرة والمرابطة والدوريات"، مؤكداً أن "قيادة عمليات بغداد تقوم بمحاسبة الذين لا يتعاملون مع التعليمات بصورة صحيحة". ورجح عطا أن "يكون هناك ارتفاع في حركة القطعات وعمل الدوريات وعمليات التفتيش بالكمائن والدوريات المفاجئة لحرمان العدو من الحصول على أي مكسب خلال الفترة الحالية"، وفقاً لقوله. وكان وزير الدفاع العراقي انتقد اول أمس الجمعة، بعض القطعات الأمنية نتيجة عدم التزامها بأوامر القيادات العليا المتمثلة باليقظة والحذر وتسيير دوريات ومرابطات خلال الفترة الحالية التي تشهد عمليات مسلحة، بحسب المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد. ومن المقرر أن ينهي الجيش الأمريكي، وفقا للاتفاقية الأمنية، سحب وحداته القتالية في نهاية آب المقبل من العام الحالي 2010، بحيث يتبقى نحو خمسين ألف جندي أميركي فقط، في مَهماتِ إسنادٍ وتدريب حتى موعد الانسحاب العسكري الشامل من البلاد بحلول نهاية العام المقبل، وسيتم الانسحاب من البلاد كليا بحلول نهاية عام 2011. وتنص الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية تشرين الثاني من العام 2008 على وجوب أن تنسحب "جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي والمياه والأجواء العراقية في موعد لا يتعدى 31 ديسمبر/كانون الأول عام 2011، وكانت قوات الولايات المتحدة المقاتلة قد انسحبت بموجب الاتفاقية من المدن والقرى والقصبات العراقية في 30 حزيران/ يونيو من العام الماضي 2009. كما تنص المادة الرابعة من الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن أن حكومة العراق تطلب المساعدة المؤقتة (بعد انسحاب القوات الأميركية من المدن) من قوات الولايات المتحدة لمساندتها في جهودها من اجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في العراق، بما في ذلك التعاون في القيام بعمليات ضد تنظيم القاعدة والمجموعات الإرهابية الأخرى والجماعات الخارجة عن القانون وبقايا النظام السابق. وتجرى جميع العمليات العسكرية التي يتم تنفيذها بموجب هذا الاتفاق بموافقة حكومة العراق، ويتم التنسيق الكامل بشأن هذه العمليات مع السلطات العراقية.
https://telegram.me/buratha

