الأخبار

رئيس الجمهورية جلال طالباني: برحيل سماحة السيد عبد العزيز الحكيم فقدتُ أخاً عزيزاً وصديقاً وفياً ورفيق درب وكفاح ظل صلباً صامداً في أحلك سنوات الطغيان


أكد  رئيس الجمهورية جلال طالباني إن رحيل الفقيد الغالي حجة الإسلام والمسلمين سماحة السيد عبدالعزيز الحكيم (قدس سره) خلّف في القلوب "حسرة ومرارة لا يخفف من وطأتها سوى ثقتنا الراسخة بأن ذكراه المضّمخة بالورع والتقوى والجهاد في سبيل نصرة الحق واحقاقه، ما برحت منارة هادية ومصدر الهام لمواصلة المسيرة التي كان فقيدنا في طليعة روادها".

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني أثناء مشاركته، اليوم السبت 14-8-2010، في الحفل التأبيني الذي أقيم في بغداد بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل حجة الإسلام والمسلمين سماحة السيد عبد العزيز الحكيم (قدس سره).

وقد شارك في الحفل أيضاً نائب رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي  وطارق الهاشمي ورئيس الوزراء نوري كامل المالكي ونائبه الدكتور رافع العيساوي والسيد روز نوري شاويس ممثل رئيس إقليم كردستان السيد مسعود بارزاني فضلاً عن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفري فيلتمان وعدد آخر من سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين لدى العراق وحشد من المسؤولين العراقيين.

وفي ما يأتي نص الكلمة التي ألقاها فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني:

"بسم الله الرحمن الرحيم ايها الحفل الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ها قد مّر عام على رحيل فقيدنا الغالي، حجة الإسلام والمسلمين سماحة السيد عبدالعزيز الحكيم (قدس سره)، مخلفاً في قلوبنا حسرة ومرارة لا يخفف من وطأتها سوى ثقتنا الراسخة بأن ذكراه المضّمخة بالورع والتقوى والجهاد في سبيل نصرة الحق واحقاقه، ما برحت منارة هادية ومصدر الهام لمواصلة المسيرة التي كان فقيدنا في طليعة روادها .

لقد كان مصاب العراق فادحاً برحيل سماحة السيد عبدالعزيز الحكيم، سليل الأسرة الصابرة المجاهدة الكريمة، نجل العلامة المرجع آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قدس سره) الذي ما تهّيب يوماً من قول الحقيقة والذود عنها والدعوة إليها. وقد كان في ذلك يقتفي خطى أجداده من العترة الشريفة الذين كانت الشهادة في سبيل الحق مبتغاهم ورجاءهم. وقد قدم آل الحكيم كوكبة من الشهداء الذين لم يبخلوا بدمائهم وأموالهم في مقارعة الظلم والاستبداد.

وبرحيل سماحة السيد عبدالعزيز الحكيم فقدتُ أنا شخصياً أخاً عزيزاً وصديقاً وفياً ورفيق درب وكفاح ظل صلباً صامدا في أحلك سنوات الطغيان، وكان نبراساً في النضال ضد الديكتاتورية، وبعد سقوطها شارك بكل همة ونشاط في اشادة صرح العراق الجديد، وارساء لبناته الأولى فكان عضيداً لشقيقه شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) وقدوة لنجله أخينا البار سماحة السيد عمار الحكيم وسائر أفراد السلالة المجاهدة من آل الحكيم الكرام.

إن استعادة ذكرى فقيدنا الغالي لهي مناسبة أخرى للافادة من العِبر التي ساقها في سنوات الكفاح الطويلة وفي أعوام البناء الستّ التي كان خلالها الطامح دوما إلى انشاء مجتمع تسوده روح التسامح والمحبة بين أبنائه على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والقومية والدينية والمذهبية، مجتمع نابذ للطغيان ومنفتح على الحوار، ساع إلى الألفة والاخاء.

ومن هذه الدروس ينبغي ان نستلهم العزم اليوم في استحثاث مساعينا لتشكيل حكومة مشاركة وطنية واسعة، تشرع فورا في معالجة الملفات الساخنة الماثلة أمامنا اليوم.

أن شعبنا العراقي الذي اجترح في السابع من آذار مأثرة انتخابية أخرى، ليشعر اليوم بالحيرة، وربما المرارة، للتباطؤ في تشكيل الحكومة التي سوف تتولى تعزيز المنجزات الأمنية وسد الثغرات ، الخطيرة أحيانا، التي ينفذ منها أعداء الديمقراطية والمتصيدون في مياه التلكؤ العكرة.

والعراقيون الذين يشكون، عن حق، من شُحّ في غالبية الخدمات وعلى الاخص في مجال الكهرباء، يدركون أن مثل هذه المعضلات لا يمكن تجاوزها إلاّ بقيام حكومة تضم ممثلي الأطراف والمكونات الأساسية الذين انتخبهم الشعب، ويكون اختيار المنتسبين إليها على أساس الكفاءة والنزاهة والخبرة والابتعاد عن الفئوية الضيقة. ان تشكيل مثل هذه الحكومة سيكون امتثالا لارادة شعبنا وخدمة لمصالحه العليا، وسيصبح في الوقت ذاته تجاوبا مع رغبة المجتمع الدولي التي عبر عنها مجلس الامن الذي أشاد بما تحقق من منجزات ودعا في الوقت ذاته إلى سد الفجوات التي يسعى إلى استثمارها أعداء النظام الديمقراطي في بلادنا.

كما ان تشكيل حكومة الشراكة الوطنية الواسعة هو خير ما نطيّب به ذكرى الراحل الكبير، الرجل الذي ظل حتى الرمق الأخير وهو طريح الفراش، يجود بنصحه وارشاده داعياً الى وحدة الكلمة وتضافر الجهود في سبيل توطيد دعائم العراق الاتحادي الديمقراطي، ومن أجل رفاهية شعبه وخير أبنائه.

سلام عليك أخي الكريم ويا عزيز العراق يوم تبعث حيا في جنات الخلد، مع أجدادك الصالحين وأخوتك الشهداء الأبرار.وستبقى ذكراك نبراسا وملهما للسائرين على الدرب من أبنائك ورفاق دربك وكل المتطلعين إلى خير العراق الحبيب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك