تشهد محافظة بغداد وعدد من المحافظات ازمة في تجهيز وقود السيارات، اذ تزدحم أمام محطات التزود بالوقود طوابير المركبات في جميع مناطق العاصمة فيما عزا رئيس لجنة الطاقة في مجلس محافظة صلاح الدين اسباب الازمة الى زيادة الطلب وتوقف وحدات الانتاج في مصافي الدورة والجنوب، في حين نفت وزارة النفط وجود ازمة في تجهيز الوقود.
واعرب المواطنون في بغداد عن تذمرهم واستيائهم من عودة طوابير السيارات الى الوقوف امام محطات تعبئة الوقود منذ عدة ايام بعد اختفاء هذه الظاهرة خلال الاشهر الماضية، ما يضطرهم الى شراء الوقود باسعار مرتفعة من السوق السوداء لتجهيز سياراتهم والمولدات المنزلية، في وقت تشهد البلاد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي واقتصاره على ساعة او ساعتي تجهيز في اليوم.
في حين نفى مصدر مسؤول في وزارة النفط بتصريح لـ”راديو نوا” وجود “أية أزمة في وقود السيارات البنزين”، مشيرا الى ان وقوف المركبات في طوابير طويلة امام محطات الوقود يأتي بسبب الحاجة الى البنزين لتشغيل المولدات المنزلية جراء الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي. واكد ان الوزارة “تدفع بكل طاقاتها لتوفير الوقود، لكن ارتفاع درجات الحرارة وتشغيل المولدات وقلة انتاج الكهرباء كل ذلك زاد من طلب المواطنين على البنزين”.
إلا ان تزاحم السيارات في طوابير طويلة من صفين أو اكثر امام محطات التعبئة في بعض المناطق بشكل أدى الى عرقلة حركة مرور المركبات، يؤشر شحة في توفر مادة البنزين دفعت المواطنين الى شرائه من السوق السوداء التي رفعت الاسعار الى الضعف، ويؤكد عدد من باعة هذه المادة ان الكميات التي يحصلون عليها تنفذ خلال دقائق بسبب الاقبال الكبير من قبل المواطنين على شراء البنزين لتجهيز سياراتهم والمولدات المنزلية.
من جانبه، ارجع رئيس لجنة الطاقة في مجلس محافظة صلاح الدين سبهان ملا جياد اسباب ازمة الوقود بالمحافظة الى زيادة الطلب على البنزين المنتج في مصفى بيجي بعد توقف وحدات الانتاج في مصافي الدورة والجنوب. وقال ان وفدا من مجلس المحافظة زار مصفى بيجي، واطلع على عملية الانتاج والتوزيع والمعوقات التي تواجهها، وخلص الى ان المصفى يعمل بطاقة انتاجية تصل الى 80 بالمائة، مبينا ان مصفيي صلاح الدين 1 و2 ينتجان يوميا 75 الف برميل يوميا لكل منهما، اضافة الى 150 الف برميل ينتجها مصفى الشمال يوميا.
واشار الى ان ازمة تجهيز الوقود ناتجة عن توقف وحدات الانتاج في مصفى الدورة ومصافي الجنوب، ما ادى الى نقص حاد في انتاج المشتقات النفطية في المحافظات الوسطى والجنوبية وتسبب بضغط كبير على حصتي محافظة صلاح الدين والانبار. واكد جياد ان المصافي في احسن حالاتها من ناحية الانتاج قياسا بالسنوات الماضية، وكذلك الامر بالنسبة لمصفى الزيوت ومعمل براميل الدهون. ولفت الى ان الملاكات الهندسية في شركة مصافي الشمال اضطرت امس الاول الى اطفاء اضطراري لجميع وحدات مصفى بيجي بعد انقطاع التيار الكهربائي المجهز من قبل محطات توليد الكهرباء الحرارية في قضاء بيجي التي توقفت عن العمل بسبب ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوقة وزيادة الاحمال على قدرة المحطات في المحافظات الاخرى.
وتابع رئيس اللجنة بأن مجلس المحافظة ناقش مع ادارة كهرباء الشمال واقع الكهرباء المتردي في صلاح الدين، مبينا ان المجلس طالب ادارة كهرباء الشمال بضرورة زيادة وتعديل حصة المحافظة من الطاقة الكهربائية بعد ان تم رفع التجاوزات عن الشبكة بناء على التعليمات التي اصدرتها وزارة الكهرباء.
واوضح ان صلاح الدين من اكبر المحافظات انتاجا للكهرباء وتنتج حاليا اكثر من 1200 ميغاواط من الكهرباء من محطات بيجي وسامراء والجالسية في حين تتزود بـ240 ميغاواط ويذهب الباقي الى المحافظات الاخرى، داعيا الى تحديد حصة لكل محافظة بحيث تحقق سبع الى ثمان ساعات تجهيز بالطاقة.
واعرب العديد من اهالي محافظة صلاح الدين عن استيائهم لزيادة ساعات قطع التيار الكهربائي خلال فصل الصيف ومع حلول شهر رمضان، مناشدين الحكومتين المحلية والمركزية بجدولة ساعات القطع وتعويض اهالي المحافظة بالطاقة الكهربائية.
https://telegram.me/buratha

