تظاهر العشرات من أهالي مدينة كركوك، الجمعة، احتجاجا على ما وصفوه "الصمت الحكومي" إزاء تردي الخدمات من حيث الكهرباء والماء، وطالبوا بإقالة الحكومة وحل البرلمان الجديد وتغيير كافة المسؤولين لفشلهم بتوفير أبسط الخدمات لمدينة تطفو على النفط، مؤكدين أن الحياة باتت شبة معدومة والسياسيين يتنازعون بينهم على الكراسي.
وقال أحد المتظاهرين ويدعى محمود عبد الجبار (35سنة) وهو من أهالي منطقة حي الماس، في حديث لـ" السومرية نيوز"، إن "العشرات من أهالي كافة الأحياء في كركوك خرجوا مطالبين بتوفير الخدمات من الماء والكهرباء، كونهما باتا ضربا من الخيال، ولا نعرف ما السبب"، متسائلا "هل في سذاجة المواطن الذي تحدى كل شيء وشارك في الانتخابات، أم هي ضريبة كوننا عراقيين؟".
وأشار عبد الجبار إلى أن "المسلمين في العالم يستقبلون رمضان بالأفراح والمراسيم المعتادة في هذا الشهر، إلا أننا في كركوك، وكافة المحافظات العراقية يرثى لحالنا في هذا الشهر وغيره من الشهور، حيث لا خدمات ولا كهرباء ولا ماء، ونحن في مدينة تطفو على النفط، وهذا العجيب في الأمر".
وأعرب عبد الجبار عن استغرابه من "اللا مبالاة من قبل الحكومة تجاه المواطن"، مطالبا الحكومة بـ"الاستقالة والبرلمان الجديد بحل نفسه، كون الوصول إليه بات لأجل المصالح المالية والرواتب والامتيازات والسيارات المصفحة".
وطالب عبد الجبار المسؤولين على قطاع الكهرباء بـ"تقديم أنفسهم كمذنبين أمام الشعب للقضاء"، مشيرا إلى أننا "نسمع ومنذ سبعة أعوام بمشاريع وشركات عالمية تنفذ مشاريع كهربائية هنا وهناك، لكن لا شيء ملموس في هذا البلد".
من جهته، أكد المتظاهر سعدي شريف محمد (55 ستة) أن "ما يمر به العراق الآن لم يشهده التاريخ الحديث منذ تشكيل العراق الجديد عام 1921، والسبب يعود إلى أن من يعمل في المناصب الحكومية لا يعمل على مصلحة شعبة، بل لمصالحه ومصالح الشخصية، ومصلحة من أوصله إلى هذا المكان".
وتساءل شريف في حديث لـ"السومرية نيوز"، "هل يعقل أن نبقى نعيش في ظلام دامس، فأصحاب المولدات الأهلية يطفئون مولداتهم عند منتصف الليل، وعندها ينتهي كل شيء وتصبح الحياة معدومة، ولا يخجل الساسة حين يطلون من على شاشات التلفزة يتصارعون على الكراسي ويتساقط يوميا العشرات من الجرحى والقتلى من الأبرياء".
من جهته أكد مصدر بدائرة توزيع كهرباء كركوك في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "الانطفاء التام للمنظومة الكهربائية جعل المدينة لا تستلم حصتها لتجهيز المواطنين"، مؤكدا أن "المحطات عاودت اليوم، العمل وتمت المباشرة بتجهيز المواطنين بحصصهم".
ولفت المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى أن "حاجة المدينة من الطاقة الكهربائية تبلغ بحدود 500 ميغا وات، وأنها تحصل على 160إلى 200 ميغا وات، وأنها لا تكفي ربع حاجة المدينة من الطاقة".
https://telegram.me/buratha

