دعا المجلس السياسي في البصرة، الثلاثاء، إلى إقالة قادة الأجهزة الأمنية الذين "كذبوا" على المواطنين بشأن التفجيرات التي شهدها سوق العشار يوم السبت الماضي، مشدداً على ضرورة مراجعة الخطط الأمنية وتحسينها قبل انسحاب القوات الأميركية. وذكر المجلس السياسي، الذي يضم غالبية الأحزاب والحركات السياسية في المحافظة، في بيان صادر اليوم الثلاثاء إن "المجلس بكل أحزابه وحركاته يطالب بمحاسبة وعزل القادة والمسؤولين الأمنيين الذين كذبوا على الشعب العراقي عبر وسائل الإعلام من خلال نفيهم وقوع تفجيرات وإعلان أن ما حدث ناجم عن احتراق مولدة للكهرباء"، واعتبر أن "تلك التصريحات غير المسؤولة وتكشف عن استهزاء القادة الأمنيين بأرواح الضحايا ومشاعر المواطنين".وكان قائد شرطة البصرة اللواء عادل دحام قال بعد ثلاث ساعات من وقوع الانفجار أن الحادث ناجم عن احتراق مولدة كهرباء أهلية كبيرة بسبب حدوث تماس كهربائي، مما أسفر عن إصابة تسعة أشخاص بجروح، الأمر الذي أثار امتعاض واستياء الكثير من المواطنين خصوصاً عائلات الضحايا الذين سقطوا في التفجيرات التي تبين انها ناجمة عن انفجار سيارتين مفخختين وعبوة ناسفة بشكل شبه متزامن، أسفرت عن مقتل 43 شخصاً وإصابة 185 آخرين بجروح وحروق بعضهم من الأطفال والنساء، بحسب مصادر صحية وأمنية.أما على صعيد الأضرار المادية، فقد ألحقت التفجيرات خسائر كبيرة بعدد من المحال التجارية والصيدليات والعيادات الطبية، كما أدت إلى احتراق مقر مديرية النشاط الرياضي والكشفي بالكامل، ومديرتي الإشراف التربوي الابتدائي والإشراف الاختصاصي بشكل جزئي، إضافة إلى تضرر إعدادية للتجارة ومدرسة إبتدائية ومركز صحي، ومبنى كنيسة السريان الكاثوليك التي انفجرت قربها سيارة مفخخة.وطالب بيان المجلس السياسي في البصرة بـ"محاكمة المتورطين بارتكاب التفجيرات التي وقعت في العاشر من شهر أيار الماضي على الرغم من أننا نعتقد أن الإعلان عن إلقاء القبض عليهم قبل أسابيع كانت أكذوبة".وشدد البيان على "أهمية إعادة النظر بوضع الأجهزة الأمنية قبل أن يحين موعد انسحاب القوات القتالية الأميركية، فضلاً عن إعادة النظر بالخطط الأمنية ومعالجة الثغرات التي تتضمنها مع التركيز على الجانب الإستخباراتي فيها"، داعياً إلى "إنهاء ظاهرة عسكرة المدينة وإلغاء السيطرات لأنه من السهل الالتفاف عليها".كما طالب البيان بوجوب "تقليص السيطرات الثابتة الى أدنى حد وإقامة سيطرات مفاجئة في مناطق مختلفة لإرباك حركة الإرهابيين"، مجددا في سياق آخر دعوته إلى "الإسراع بتشكيل حكومة قوية همها الأول حماية الوطن والمواطن ومعالجة الفراغ الأمني والدستوري".
https://telegram.me/buratha

