الأخبار

القوات الأميركية تجتاح معقلا مهما للارهابيين في اليوسفية

3025 05:32:00 2006-10-25

قبل شروق الشمس بدقائق أول من امس، اتجهت سريتان من الجنود الأميركيين في عربات الهمفي نحو مجمع كونكريتي كبير قريب القاعدة الواقعة جنوب بغداد، وكانت بنادقهم جاهزة، وأنظارهم مركزة على هدف ظل سريا لفترة طويلة على امتداد ضفتي نهر الفرات.

وتعتبر محطة الطاقة الحرارية في اليوسفية، الواقعة في معقل سني يعزله النهر وطرق مزروعة بالقنابل وقناة طويلة، واحدا من الأمثلة على المواقع التي تثير قلقا جديا لدى القادة العسكريين الأميركيين. فهي ملاذ للمتمردين على بعد اميال قليلة خارج بغداد، ينطلق منها المتمردون لشن هجمات وتفجيرات ارهابية في المنطقة المحيطة.

واظهرت صور المراقبة الأضواء آتية من الطوابق العليا للمحطة، ويعتقد المسؤولون انها كانت محطة مهمة بالنسبة لحركة الأسلحة والمتفجرات والرجال. وكانت وحدات عسكرية اميركية سابقة قد هاجمت الموقع، ولكن بأعداد قليلة من الجنود القادرين على القتال، وابعدت أخيرا عبر هجمات مضادة مستمرة. وبينما كانت عربات الهمفي تتحرك صباح أول من أمس وبدأ الجنود باقتحام المبنى الرئيسي كان الميجور كيني مينتز يشاهد عرضا حيا للغارة بالفيديو. قال مينتز، ضابط العمليات في اللواء القتالي الثاني التابع للفرقة العاشرة، الذي يقوم بعملية خاصة لاحتلال منطقة تعرف باسم مثلث الشاكرية، ان «الوصول الى هناك ليس الجزء الأصعب، وانما البقاء هناك هو الأصعب. فالمتمردون يذهبون الى المكان الذي لا تكون موجودا فيه. ومشروع الطاقة مهم لأنه سيوفر لنا مكانا نستطيع ان نعمل منه في منطقة مشاكل. انه لم يمس ويتعين ان نكون هناك».

وبعد أكثر من ثلاث سنوات على الحرب في العراق، يؤكد وجود ملاذات آمنة للمتمردين. وبينما تسعى القوات الأميركية لدعم مؤسسات الحكومة العراقية ونقل مناطق كبيرة من الأراضي الى القوات العراقية ومعالجة النزاع الطائفي المتصاعد، فانها ما تزال تواجه مناطق خارجة عن القانون مثل هذه المنطقة.

ونقاط المثلث الثلاث، هي صدر اليوسفية على الفرات الى الشمال الغربي، وجسر جرف الصخر على الفرات الى الجنوب، واليوسفية الى الشرق. والمنطقة هي خط فاصل بين سكان العراق العرب من السنة والشيعة ومشهد للعنف الطائفي المتفاقم. وبينما تواصل القوات الاميركية حملتها بالسيطرة على المثلث فانها اكتشفت، في الأيام الأخيرة، أكثر من 100 مستودع للأسلحة مخبأة في علب بلاستيكية بسعة 55 غالون للواحدة في البردي الطويل على امتداد قناة الجنابي، ويعتقد المسؤولون انها استخدمت في هجمات وتفجيرات مهلكة في بغداد ومحيطها. والمواد، التي اشتملت على عدد من قنابل الطائرات من زنة 500 رطل، يقدر انها تكفي لصنع ما يزيد على ألف من القنابل التي تزرع على الطرق الجانبية وتجهيز كتيبة مقاتلين تضم ما يقرب من 400 شخص. كما عثر في المستودعات على بنادق من هليكوبترات اميركية جرى اسقاطها.

وتتمتع حماية محطة الطاقة بأهمية رمزية خاصة بالنسبة للجيش الأميركي، لأن جثتي جنديين القي القبض عليهما وقتلا في نقطة تفتيش قريبة جرى التخلص منهما عند الجسر الذي يؤدي الى المجمع. وتبلغ مساحة هذا المثلث 600 ميل مربع، وهو مزيج من أراض زراعية في منطقة سكنية الى الشمال والغرب، ومناطق سكنية الى الجنوب والشرق. واذ توسع الميليشيات الشيعية نفوذها في المنطقة، فانها تواصل السعي الى الانتقال الى مدن مثل المحمودية واللطيفية في اطار تصعيد العنف الطائفي. ويحقق لواء الجيش العراقي الموجود في المنطقة نجاحات مختلفة. فهناك كتيبتان قويتان وكفوءتان تعملان في الشرق مع القوات الأميركية، بينما الكتيبتان العراقيتان الأخريان تواجهان مصاعب في عملهما.

وبمعنى ما فان المنطقة تمثل العراق ككل، حيث المناطق الواعدة التي تقع الواحدة قرب الأخرى، حيث التقدم غير معروف الى حد كبير. وقال الكولونيل مايكل كيرشاو، قائد الكتيبة الأميركية «انه وضع معقد. لدينا واقعان مختلفان، وعلينا أن نعتمد على ما حققناه في المحمودية وننتقل الى الغرب، بينما نحن، بمعنى ما، في بدايتنا. الأمر سيتطلب وقتا».

 خدمة «واشنطن بوست»

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك