تؤشر سلسلة عمليات تنظيم «القاعدة» الارهابي وكثافتها في بغداد، خلال الأيام السابقة، ورفع علم ما يسمى بـ «دولة العراق الإسلامية» في الأعظمية والمنصور، إلى أن التنظيم استعاد أسلوب زعيمه السابق الارهابي المقبور أبو مصعب الزرقاوي.
واستشهد في بغداد أمس تسعة من رجال الشرطة في سلسلة عمليات، قال مختصون انها تحمل دلالات على تغيير في تكتيكات تنظيم «القاعدة» الارهابي . وهاجم ارهابيون بأسلحة كاتمة للصوت نقطة تفتيش في ساحة اللقاء قرب حي المنصور الراقي، وقتلوا خمسة عناصر ، ورفعوا علماً أسود يحمل شعار «دولة العراق الإسلامية». وتزامنت الهجمات في بغداد مع هجوم آخر في الكوت اسفر عن استشهاد أكثر من 20 شخصاً وإصابة 50.
وهجوم بغداد أمس هو الثاني من نوعه الذي يرفع خلاله الارهابيون علم ما يسمى بـ «الدولة الإسلامية» على نقطة تفتيش، وكانت مجموعة مماثلة أقدمت على قتل 3 عسكريين في حي الأعظمية (شمال بغداد) وأحرقت جثثهم ما ادى الى فرض حظر للتجول على الحي.
وتكشف الهجمات ان «القاعدة» عادت الى أسلوب الارهابي المقبور الزرقاوي الذي كان يركز على الإمساك بالأرض وفرض الأمر الواقع على الأحياء وإعلانها جزءاً من «الإمارة الإسلامية».وفي عهد الزرقاوي تمكن التنظيم الارهابي من فرض سيطرته على مناطق في قلب بغداد حتى ان شارع حيفا الذي لا يبعد عن المنطقة الخضراء سوى 500 متر كان مزدحماً بأعلام التنظيم الارهابي التي كانت ترفرف فوق اشجار النخيل.
ويؤكد المحلل العسكري سليم علي ان تغيير «لقاعدة» تكتيكاتها وعودتها الى الضربات المتتالية قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة في الأيام المقبلة، معرباً عن مخاوفه من عودة التنظيم إلى قلب بغداد، لا سيما ان الوضع الأمني بدأ يشهد تراجعاً كبيراً في الأشهر الماضية.
وشدد على ضرورة التحرك السريع لتدارك الموقف قبل تفاقم الأزمة، مشيراً الى ان اسلوب الهجمات الاستباقية وعودة «القاعدة» الى قلب بغداد ونشر الرعب وسط الأهالي قد يتسبب لاحقاً في عودة الغيتوات والمطالبة بالأمن الذاتي.
ويوضح سليم ان «القاعدة» ركزت في مرحلة زعيميها المقبورين أبو ايوب المصري وأبو عمر البغدادي على محيط بغداد والأقضية التابعة لها، متجنبة الظهور في الأحياء الداخلية، بالإضافة الى تنفيذ عمليات كبيرة مدروسة بعناية على غرار الهجمات التي طاولت وزارات وفنادق ومؤسسات نهاية العام 2009 وبداية العام 2010. ويأتي النشاط المفاجىء لتنظيم القاعدة الارهابي في بغداد، متزامناً مع جمود سياسي
https://telegram.me/buratha

